يعتبر إدمان الإنترنت من الأمراض الحديثة التي ظهرت مع اختراع الإنترنت وبالتالي
فهو يقتصر على مستخدم الشبكة وهذا الشرط يؤدي إلى تغيير في سلوك
وسلوك المدمن.
هذا الإدمان جزء من اعتياد الشخص على أمر معين ، واستخدامه لفترات طويلة دون أن
يتمكن من التخلص
منه ، وبسبب هذا الإدمان يتجاهل المصاب حياته الشخصية ومهام عمله اليومية ، وهو غير
قادر على ذلك
. للاندماج مع المجتمع ، واهتمامه يتركز فقط على الإنترنت ، ويعتبرها نافذته الوحيدة على
العالم الذي
يعيش فيه.
يعرّف العلماء إدمان الإنترنت على أنه حالة نظرية لاستخدام الشبكة المرضية التي يمكن أن تؤدي
إلى
اضطرابات سلوكية.
وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن هذه الظاهرة منتشرة على مستوى جميع المجتمعات ، نتيجة توفر
الأجهزة المتصلة بالشبكة سواء أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية.
تم تطوير مصطلح إدمان الإنترنت لأول مرة من قبل عالم النفس الأمريكي كيمبرلي يونغ ،
الذي عمل على
دراسة هذه الحالة ، ووفقًا ليونغ ، يُعتبر الشخص مدمنًا على الإنترنت إذا تجاوز استخدامه
للشبكة 38 إلى
40 ساعة في الأسبوع.
الأكثر استخداما
تشير الدراسات والأبحاث إلى أن أكثر المناطق استخدامًا في الإنترنت هي مواقع التواصل الاجتماعي مثل
Facebook و Twitter ، وبرامج الدردشة مثل WhatsApp و Skype و Viber ، والمواقع الترفيهية
مثل مواقع
الألعاب والأفلام ، والمواقع السياسية والأخبار ، والمواقع غير الأخلاقية.
الفئات الأكثر عرضة للإدمان على الإنترنت هم المراهقون ، لأن الشبكة توفر لهم واقعًا افتراضيًا
خياليًا
محبوبًا لهم ، خاصة في مرحلة المراهقة ، يعبر عن تطلعاتهم ، ويعتبر الذكور أكثر
عرضة للإدمان من الفتيات.
يجد الشخص الانطوائي الذي لا يمتلك مهارات التفاعل مع المجتمع أن الإنترنت يوفر له التفاعل
مع الناس
من خلف الشاشات ، مما يجعل حاجته إلى الثقة بالنفس غير مطلوبة ، ويمكنه أن
يخلق لنفسه شخصي
ة أخرى غير شخصيته. شخصية حقيقية.
نسبة أكبر ممن يعانون من الاكتئاب أو الشعور بالوحدة والملل مدمنون ، وكل شريحة من
هذه الشرائح
تنجذب إلى مواقع محددة ، لذلك ينجذب المراهقون إلى مواقع الألعاب والمواقع غير الأخلاقية ،
ويبحث
الأشخاص ذوو الانطوائية عن مواقع الدردشة ، وتلك الذين يعانون من الشعور بالوحدة والملل يبحثون
عن
مواقع التواصل الاجتماعي.
الهروب من الواقع
أصبح الإنترنت ، في واقعنا الحالي ، أسهل طريقة للحصول على المعلومات ، مما يدفع
الكثيرين إلى
اللجوء إلى الإنترنت للبحث عما يريدون ، وعندما يبدؤون بالبحث عن موضوع ما ، قد
ينتهي بهم الأمر
بقراءة الكثير من المعلومات والمواضيع دون ملاحظة الوقت الذي تقضيه أو القدرة على التوقف.
ويلجأ الراغبون في تفريغ رغباتهم المكبوتة إلى الإنترنت حيث يوفر لهم جانبًا من السرية ،
بالإضافة إلى
سهولة الاستخدام وسهولة التعامل معهم.
والكثير من الناس يهربون من الواقع الذي يعيشون فيه إلى العالم الافتراضي على الإنترنت ،
من
أجل التخلص من الأفكار السلبية والواقع السيئ ، ودفع مثل هؤلاء الناس لأنهم يعانون من
الملل
والفراغ والوحدة ، وقد يكون السبب همهم. مرور الحياة الفاشلة أو التجارب العاطفية وإحباطهم ويأسهم
.
وظهور مواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى توفير أصدقاء افتراضيين في كثير من الحالات يمكن التحدث
معهم من دول مختلفة ، وهذا هو سبب رضا الأشخاص ذوي الانطوائية والخجل عنهم من
أصدقاء حقيقيين
.
التوتر والقلق
يمكن معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من إدمان الإنترنت أو في طريقه إلى هذا
الأمر ، وذلك من خلال
عدد من الأعراض ، حيث يقضي الشخص المصاب بهذه الحالة ساعات أكثر من المدة التي
حددها لنفسه
، وقد تزداد هذه الفترة باطراد.
يعاني المدمن من توتر وقلق شديدين في حالة حدوث انقطاع في الإنترنت ، وفي بعض
الحالات يصل
الشخص إلى مرحلة الاكتئاب إذا استمر الانقطاع لفترة طويلة ، وعلى العكس يجد الشخص سعادة
كبيرة
وراحة نفسية عندما يعود إلى الشبكة.
كثيرًا ما يتحدث الشخص المصاب عن الإنترنت في حياته اليومية ، ونتيجة لوجوده المطول على
الشبكة ،
فإنه يتجاهل وظيفته وعائلته وواجباته الاجتماعية.
يفقد مدمن الإنترنت القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية ، أو مواجهة المشاكل ،
أو شغل أوقات
فراغه بهوايات مفيدة ومتنوعة ، ويفقد القدرة على إقامة علاقات اجتماعية جيدة نتيجة الانطواء والخجل.
يمكنه أن يستيقظ فجأة ولديه رغبة ملحة في فتح بريد إلكتروني أو رؤية قائمة المتصلين
على Messenger ،
لذلك يعاني مدمن الإنترنت من اضطرابات في النوم.
تأثير سلبي
يعاني مدمن الإنترنت من أعراض نفسية واجتماعية وجسدية تؤثر على جميع جوانب حياته. وتشمل
الأعراض النفسية والاجتماعية المعاناة من الشعور بالوحدة والتأخر في العمل والدراسة ، وبالتالي يصاب
بالإحباط ، وقد يؤدي ذلك إلى القلق والاكتئاب. تؤدي الإقامة المطولة على الإنترنت إلى مشاكل
أسرية
وفقدان العلاقات الاجتماعية ، كما يعاني المدمن من أعراض جسدية تشمل التعب والخمول والأرق والنوم.
المقصود باستخدام الانترنت في وقت طويل وبدون فائدة هو
