كلمه عن الارهاب
2401110″>
الحمد لله وحده والصلاه والسلام على من لا نبى بعده وعلى اله وصحبه ومن تبع
هديه .نحن نتفق جميعا , اننا لو خيرنا بين الخالق سبحانه وتعالى وبين المخلوق , لنتعلم
معنى الكلمات , لاخترنا ان نتعلم من الخالق , لانه خلق كل شئ , وخالق
الشئ يعلم كل شئ عنه .والخالق جل شانه لايحد علمه حدودا , وهو القائل في وصف علمه : ( قل
لو كان البحر مدادا لكلمت ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولو جئنا
بمثله مددا).ولك ان تعرف اولا من القائل ؟ وتتاكد , ثم تخيل ان وسع خيالك ,
هذا البحر من المحيطات والانهار , باحجامها واعماقها السحيقه , وبكل ما يحمل من المياه
, لو اسخدمناها مدادا لنكتب بها كلمات الخالق سبحانه , لنفد هذا البحر قبل ان
تنفد كلمات الله , حتى مهما كررنا ملئها مرارا وتكرارا .ولقد قال العبد الصالح الذى ارسل الله سيدنا موسى ليتعلم منه , عندما كانا على
ظهر السفينه وشاهدا طائرا ياخذ شربه من ماء البحر , قال مخاطبا سيدنا موسى عليه
السلام , مامعناه : ان علمى وعلمك وعلم الخلائق ليس الا بحجم شربه الماء التى
اخذها هذا الطائر من البحر .اذن فتعالوا لنرى , كيف ذكر الله كلمه ارهاب , وماهو المعنى الحقيقى الذى اراد
الله ان نتعلمه ونفهمه من هذه الكلمه ؟لنعلم حجم الخداع الذى وصل اليه الانسان العاصى لتعاليم الخالق , ولنرى كيف استمات هذا
الانسان عن قصد وباصرار ليحور كلمه الارهاب ويحولها من معنى سامى يدل على الامان الى
معنى يعبر عن الشر , فقط ليصل الى اغراض انانيه سخيفه , زائله لامحاله ,
مهما قدر لها ان تبقى .كلمه ارهاب ماخوذه من الرهبه والرهبه من الخوف يلفها العباده , وهى تفضى الى السلم
والامان , ويقال للراهب راهبا , لانه يرهب الاختلاط بالعصاه ولا يامن على نفسه مخالطه
الناس , خوفا ان يسوقه هذا الاختلاط الى معصيه الله , فيعيش وحده متعبدا نطلق
عليه من هذا المعنى راهبا .ويعلمنا الخالق سبحانه المعنى السامى للارهاب , في ايه من اياته حين يقول :( واعدوا
لهم مااستطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ).والمنصف المتعمق في معنى الايه يجد ان الارهاب جاء بمعنى السلام والامن والامان .
ولكى يصل المعنى الحقيقى لكلمه ارهاب يجب التمعن في المثال التالى : على مستوى الافراد
, لنفترض ان لك عدوا يملك من صفات القوه والبطش ما يؤهله للاعتداء عليك وضربك
او قهرك , ولكنه يعلم جيدا انك اعددت نفسك لاحتمال تعديه عليك , فهيئت نفسك
بقوه تعادل قوته , فهل يعتدى عليك ؟؟؟الاجابه ستكون بالطبع لا , لانه سيفكر الف مره ولن يعتدى عليك وسيرهب جانبك ,
لعلمه المسبق انك تملك نفس صفات القوه التى يملكها .لان طبيعه المعتدى لا تدفعه الى الاعتداء الا اذا احس وعرف ان الذى ينوى هو
الاعتداء عليه ضعيفا او اقل قوه منه .ولو اخذنا هذا المثال لنطبقه على مستوى الدول , لتذكرنا ايام كانت امركا تناصب روسيا
العداء , ويتمنى كل منهما القضاء على الاخر لينفرد بالسطوه وحده , ولكن ايا منهما
لم يحاول الاعتداء على الاخر بحرب نوويه مثلا , لعلم كلا منهما , ان الاخر
يملك نفس القوه التدميريه الهائله , ولعلم كلا منهما ان اى اعتداء على الاخر انما
يعنى فقط زوال الاثنين معا .من اجل هذا فقط وبسبب رهبه الجانبين من بعضهما , عاش كل معسكر منهما بتابعيه
, بدون حروب , وفى امان وسلام , حتى كان اقصى مااطلق عن الصراع بينهما
في هذا الوقت ” الحرب البارده “.والمعترف به الان ومن الواقع على الارض , ان امركا لم تبدا بالاعتداء على الدول
التى كانت يوما تابعه لمعسكر الاتحاد السوفيتى وفى حمايته , الا بعد ان اطمانت لتحجيم
قوه روسيا وضعفها .ولهذا عجزت امركا ومن ورائها , ان تناقش او تقدم تعريفا واضحا للارهاب , ليس
لانهم لا يعلمون جيدا معنى اللارهاب , انما لعلمهم الاكيد للمعنى السامى الحقيقى لكلمه الارهاب
.والذين ركبوا موجه الارهاب من ابناء جلدتنا , ركبوا عن عمد وباصرار , فقط لان
المعنى السئ الذى سوقته امركا في هذا الوقت والى الان يتماشى مع مصالحهم واطماعهم الشخصيه
, من سلطه وجاه ومال , ضاربين عرض الحائط بالمعنى السامى الذى اراده الله لكلمه
الارهاب .والحقيقه ان المرء المنصف العاقل , ليخجل ان يصف هؤلاء بالارهاب , لانه لقب يحمل
معنى سامى ونبيل لا يستحقه الاشرار .