كلمات عن الطموح
تاملت كثيرا منبع النجاح في مجموعه كبيره من سير وقصص الناجحين عبر التاريخ باحثا عن
البدايه الحقيقيه لقصص نجاحهم اهي القرار الحاسم؟ ام النباهه و الاحساس بحاجات الناس؟ ام الاراده
الصلبه ؟ ام كل هذا؟
فوجدت ان ما يميز بدايه هذه القصص التي تحول اصحابها من اناس ” عاديين ”
الى عظماء يذكرهم التاريخ ويتاسى بهم البشر جيلا بعد جيل ؛ هو الطموح الشديد للتميز
ولنا في قصه مؤسسي يوتوب و مؤسس الفيس بوك مارك زكربيرغ وكذلك مؤسس شركه ابل
ستيف جوبز المثال الواضح من جيل عاش ويعيش عصرنا عن اشخاص بدئوا من تحث الصفر
كما يقال واصبحوا علامات مؤثره في حاضرنا ومستقبلنا و الجامع بينهم هو الطموح الكبير للتميز.
الطموح هو الرغبه الكبيره في تحقيق المزيد من النجاح وهو مطلوب ومستحب منا طالما انه
لا يؤدي لتخلينا عن قيمنا العليا المؤطره لسلوكنا و الا تحول لطمع و هذا شيء
مستهجن بين الناس و في كل الاديان
ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يوصي دائما الصحابه ومن خلالهم كافه المسلمين
بالطموح لمعالي الامور؛ معالي الاخلاق ومعالي العبادات وكذلك معالي الاعمال و البذل والانجاز فقد قال
صلى الله عليه وسلم :
عن ابي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:’’ان في الجنه
مئه درجه اعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والارض
فاذا سالتم الله فاسالوه الفردوس فانه اوسط الجنه واعلى الجنه وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر
انهار الجنه ’’
وكذلك قصته مع عقبه بن نافع فاتح شمال افريقيا عندما لقيه وهو طفل صغير فقال
له صلى الله عليه وسلم لعل الله يفتح بك فتحا عظيما فكانت هذه الكلمات المضيئه
سراجا له مدى حياته.
ان في تربيه الرسول لجيل الصحابه على الطموح دعوه لكل الآباء و المربين للاخذ بالطريقه
النبويه في التربيه بالدعم والتشجيع وزرع الطموح لان الانسان منعدم الطموح لا يمكن ان ننتظر
منه انتاجا او ابداعا كبيرا يغير مجرى التاريخ او يحسن من حياه الناس.
وذلك بالتربيه بالقدوه بان يكون المربين قدوه في الطموح للجيل القادم فيبذرون فيه بذور الطموح
من اجل نفسه و امته ومن اجل دينه فان لم نستطع فلا اقل من تشجيعهم
وربطهم بقصص الناجحين و العظماء في التاريخ بقراءه سير حياتهم و قصصهم ليكون فيهم الرمز
و المثال الدافع للتفوق و النجاح.
ولعلي اضيف قصه جميله حول طموح حصان انقده من الدفن حيا؛
و القصه تبدا بسقوط حصان في بئر باحد القرى الصغيره فبدا يفكر صاحبه في كيفيه
اخراج حصانه من البئر ولما تعذر عليه اخراجه وكذلك لان البئر ليس به ماء بدا
يفكر بان حصانه قد كبر واصابه العجز وقرر بمعيه مساعده اهل القريه ان يرحموا الحصان
ويخلصوه من عذابه وكذلك ان يردموا البئر لئلا يسقط به احد غيره بدا اهل القريه
برمي التراب و كل ما ياتي امامهم في البئر لكن طموح الحصان كان اكبر من
ان يسمح بدفنه حيا فبدا يحرك ظهره ليسقط التراب والاحجار على الارض ثم يستعملها ليصعد
مره تلو الاخرى حتى استطاع ان يخرج نفسه بنفسه من البئر.
لولا طموح الحصان للنجاه لاستسلم لقدره ومات في البئر ولم يسمع بقصته احد.
“سئل الجبل مما علوك فقال: من دنو الوادي” ان كل انسان قادر على ان يكون
له اثر في حياه الناس لو امتلك شعله الطموح لتدفعه لمزيد من البذل و الجهد.
في انتظار ارائكم وافكاركم لاغناء هذه الافكار و انضاجها.