كلمات عن العمل التطوعي
اصبح العمل التطوعي ركيزه اساسيه في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لاي مجتمع
والعمل التطوعي ممارسه انسانيه ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات
البشريه منذ الازل ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع الى آخر ومن
فتره زمنيه الى اخرى فمن حيث الحجم يقل في فترات الاستقرار والهدوء ويزيد في اوقات
الكوارث والنكبات والحروب ومن حيث الشكل فقد يكون جهدا يدويا وعضليا او مهنيا او تبرعا
بالمال او غير ذلك ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائيا او موجها من قبل الدوله
في انشطه اجتماعيه او تعليميه او تنمويه ومن حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسيه او
اجتماعيه او سياسيه .
فالتطوع ما تبرع به الانسان من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه. وقد جاء في
لسان العرب لابن منظور امثله : جاء طائعا غير مكره ولتفعلنه طوعا او كرها؛ قال
تعالى: (فمن تطوع خيرا فهو خير له) وهي اشاره الى فائده التطوع النفسيه الكبيره للمتطوع
فقد وجد العلماء ان من يقوم بالاعمال التطوعيه اشخاص نذروا انفسهم لمساعده الآخرين بطبعهم واختيارهم
بهدف خدمه المجتمع الذي يعيشون فيه ولكن التطوع كعمل خيري هو وسيله لراحه النفس والشعور
بالاعتزاز والثقه بالنفس عند من يتطوع؛ لانه فعاليه تقوي عند الافراد الرغبه بالحياه والثقه بالمستقبل
حتى انه يمكن استخدام العمل التطوعي لمعالجه الافراد المصابين بالاكتئاب والضيق النفسي والملل؛ لان التطوع
في اعمال خيريه للمجتمع يساعد هؤلاء المرضى في تجاوز محنتهم الشخصيه والتسامي نحو خير يمس
محيط الشخص وعلاقاته ليشعروا باهميتهم ودورهم في تقدم المجتمع الذي يعيشون فيه؛ مما يعطيهم الامل
بحياه جديده اسعد حالا.
ويمكن ان نميز بين شكلين من اشكال العمل التطوعي؛ الشكل الاول: السلوك التطوعي: ويقصد به
مجموعه التصرفات التي يمارسها الفرد وتنطبق عليها شروط العمل التطوعي ولكنها تاتي استجابه لظرف طارئ
او لموقف انساني او اخلاقي محدد مثال ذلك ان يندفع المرء لانقاذ غريق يشرف على
الهلاك او اسعاف جريح بحاله خطر اثر حادث الم به – وهذا عمل نبيل لا
يقوم به للاسف الا القله اليوم – في هذه الظروف يقدم المرء على ممارسات وتصرفات
لغايات انسانيه صرفه او اخلاقيه او دينيه او اجتماعيه ولا يتوقع الفاعل منها اي مردود
مادي.
اما الشكل الثاني من اشكال العمل التطوعي فيتمثل بالفعل التطوعي الذي لا ياتي استجابه لظرف
طارئ بل ياتي نتيجه تدبر وتفكر مثاله الايمان بفكره تنظيم الاسره وحقوق الاطفال باسره مستقره
وآمنه ؛ فهذا الشخص يتطوع للحديث عن فكرته في كل مجال وكل جلسه ولا ينتظر
اعلان محاضره ليقول رايه بذلك ويطبق ذلك على عائلته ومحيطه ويوصف العمل التطوعي بصفتين اساسيتين
تجعلان من تاثيره قويا في المجتمع وفي عمليه التغيير الاجتماعي وهما:
1- قيامه على اساس المردود المعنوي او الاجتماعي المتوقع منه مع نفي اي مردود مادي
يمكن ان يعود على الفاعل.
2- ارتباط قيمه العمل بغاياته المعنويه والانسانيه .
لهذا السبب يلاحظ ان وتيره العمل التطوعي لا تتراجع مع انخفاض المردود المادي له انما
بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه وهي القيم والحوافز الدينيه والاخلاقيه والاجتماعيه والانسانيه .
ويمكن التمييز بين شكلين اساسيين من اشكال العمل التطوعي:
1- العمل التطوعي الفردي: وهو عمل او سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبه
منه واراده ولا يبغي منه اي مردود مادي ويقوم على اعتبارات اخلاقيه او اجتماعيه او
انسانيه او دينيه . في مجال محو الاميه – مثلا – قد يقوم فرد بتعليم
مجموعه من الافراد القراءه والكتابه ممن يعرفهم او يتبرع بالمال لجمعيه تعنى بتعليم الاميين.
2- العمل التطوعي المؤسسي: وهو اكثر تقدما من العمل التطوعي الفردي واكثر تنظيما واوسع تاثيرا
في المجتمع في الوطن العربي توجد مؤسسات متعدده وجمعيات اهليه تساهم في اعمال تطوعيه كبيره
لخدمه المجتمع.
وجمعيه تنظيم الاسره السوريه هي من هذه الجمعيات التي تهتم بقضايا اجتماعيه متعدده للتنميه الاجتماعيه
من مكافحه المخدرات الى صحه الاسره وصحه الام الى المساهمه في دراسه وحل مشكلات الشباب
وتجنيبهم المنزلقات الصحيه الخطره او الانحرافيه المضره بالمجتمع.
وفي المجتمع مؤسسات كثيره يحتل فيها العمل التطوعي اهميه كبيره وتسهم(جمعيات ومؤسسات اهليه وحكوميه )
في تطوير المجتمع اذ ان العمل المؤسسي يسهم في جمع الجهود والطاقات الاجتماعيه المبعثره فقد
لا يستطيع الفرد ان يقدم عملا محددا في سياق عمليات محو الاميه ولكنه يتبرع بالمال؛
فتستطيع المؤسسات الاجتماعيه المختلفه ان تجعل من الجهود المبعثره متآزره ذات اثر كبير وفعال اذا
ما اجتمعت وتم التنسيق بينها.