افضل كلمات احلى كلام و عبارات جميلة

كلمة عن ذكر الله

كلمة عن ذكر الله 20160828 94

كلمة عن ذكر الله

كلمة عن ذكر الله 20160828 94

الذكر هو المنزلة الكبرى التي منها يتزود العارفون وفيها يتجرون وإليها دائما يترددون وهو منشور
الولاية الذي من أعطيه اتصل ومن منعه عزل وهو قوت قلوب العارفين التي متى فارقتها
صارت الأجساد لها قبورا وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورا وهو سلاحهم الذي
يقاتلون به قطاع الطريق وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الطريق ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم
انتكست منهم القلوب  والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب .

به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكربات وتهون عليهم به المصيبات إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم وإذا
نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ورؤوس أموال سعادتهم التي
بها يتجرون يدع القلب الحزين ضاحكا مسرورا ويوصل الذاكر إلى المذكور بل يدع الذاكر مذكورا
وفي كل جارحة من الجوارح عبودية مؤقتة (والذكر) عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة بل
هم يؤمرون بذكر معبودهم ومحبوبهم في كل حال قياما وقعودا وعلى جنوبهم فكما أن الجنة
قيعان وهو غراسها فكذلك القلوب بور خراب وهو عمارتها وأساسها .

وهو جلاء القلوب وصقالتها ودواؤها إذا غشيها اعتلالها وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقا ازداد
محبة إلى لقائه للمذكور واشتياقا وإذا واطأ في ذكره قلبه للسانه نسى في جنب ذكره
كل شيء وحفظ الله عليه كل شيء وكان له عوضا من كل شيء به يزول
الوقر عن الأسماع والبكم عن الألسنة وتتقشع الظلمة عن الأبصار.
زين الله به ألسنة الذاكرين كما زين بالنور أبصار الناظرين فاللسان الغافل كالعين العمياء والأذن
الصماء واليد الشلاء .
وهو باب الله الأعظم بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته قال الحسن البصري
: ” تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن فإن
وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .

فوائد الذكر :
قد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم (الوابل الصيب) للذكر أكثر من
سبعين فائدة .
· منها أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ويرضى الرحمن عز وجل ويزيل الهم والغم والحزن
ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط .
· ومنها : أنه يقوي القلب والبدن وينور الوجه والقلب ويجلب الرزق .
· ومنها : أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام
وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة .
· ومنها : أنه يورث المراقبة حتى يدخل العبد في باب الإحسان فيعبد الله كأنه
يراه ويورثه الإنابة والقرب فعلى قدر ذكر العبد لربه يكون قربه منه وعلى قدر غفلته
يكون بعده عنه .
· ومنها : أنه يورث ذكر الله عز وجل قال تعالى : ( فاذكروني أذكركم)(البقرة/152)
وفي الحديث القدسي : ” فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في
ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ” .
· ومنها : أنه يورث حياة القلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
: الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء .
· ومنها : أنه يورث جلاء القلب من صداه وكل شيء له صدأ وصدأ القلب
الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار .
· ومنها : أنه يحط الخطايا ويذهبها فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات.
قال صلى الله عليه وسلم : ((من قال في يوم وليلة سبحان الله وبحمده مائة
مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))(رواه البخاري ومسلم) .

ومنها أنه سبب لنزول الرحمة والسكينة كما قال صلى الله عليه وسلم : ((وما اجتمع
قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة
وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده))(رواه مسلم والترمذي) .
· ومنها : أنه سبب لانشغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فمن عود
لسانه ذكر الله صانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب
بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله .
· ومنها : أنه غراس الجنة كما في حديث جابر عن النبي صلى الله عليه
وسلم : ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) .
·

 ومنها : أن العطاء والفضل الذي ترتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((من
قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له
مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه))(رواه البخاري ومسلم) .

 ومنها : أن دوام ذكر الرب تعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء
العبد في معاشه ومعاده فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى
: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)(الحشر/19) .
وإذا نسى العبد نفسه أعرض عن مصالحها ونسيها واشتغل عنها فهلكت وفسدت كمن له زرع
أو بستان أو ماشية أو غير ذلك مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه فأهمله ونسيه
واشتغل عنه بغيره فإنه يفسد ولابد .
· ومنها : أن الذكر شفاء لقسوة القلوب قال رجل للحسن : يا أبا سعيد
أشكو إليك قسوة قلبي قال : أذبه بالذكر وقال مكحول : ذكر الله شفاء وذكر
الناس داء .
·

 ومنها : أن الذكر يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر ومن صلى الله تعالى
عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح وفاز كل الفوز قال تعالى : (يا أيها الذين
آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته
ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)(الأحزاب/41 43) .
· ومنها : أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته كما في حديث أبي سعيد
الخدري قال : خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا
: جلسنا نذكر الله تعالى قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا :
والله ما أجلسنا إلا ذاك قال : أما إني لم استحلفكم تهمة لكم وما كان
أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني وإن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : ((ما أجلسكم ؟
قالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا بك قال
: آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذاك قال
: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله تبارك وتعالى
يباهي بكم الملائكة))(رواه مسلم) .

 ومنها : أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر الله عز وجل قال تعالى :
(وأقم الصلاة لذكري)(طه/14) أي لإقامة ذكري وقال شيخ الإسلام في قوله تعالى : (إن الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)(العنكبوت/45) الصحيح أن معنى الآية أن الصلاة فيها مقصودان
عظيمان وأحدهما أعظم من الآخر فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ولما فيها من ذكر الله
أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر .
· ومنها : أن إدامته تنوب عن الطاعات وتقوم مقامها حيث لا تنوب جميع التطوعات
عن ذكر الله عز وجل وقد جاء ذلك صريحا في حديث أبي هريرة : ((أن
فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ذهب
أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموالهم
يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون فقال ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من
بعدكم ولا أحد يكون أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا :
بلى يا رسول الله قال : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ))(رواه البخاري) .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ” لأن أسبح الله تعالى
تسبيحات أحب إلي من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل ” .

· ومنها : أن الذكر يعطي الذاكرة قوة في قلبه وفي بدنه حتى إنه ليفعل
مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته
فاطمة وعليا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين ويحمدا
ثلاثا وثلاثين ويكبرا ثلاثا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي
والخدمة فعلمها ذلك وقال : ((إنه خير لكما من خادم))(رواه البخاري ومسلم) فقيل إن من
داوم على ذلك وجد قوة في يومه تغنيه عن خادم .
· ومنها : أن كثرة الذكر أمان من النفاق فإن المنافقين قليلوا الذكر لله عز
وجل قال الله تعالى في المنافقين : (ولا يذكرون الله إلا قليلا)(النساء/142) .

قال كعب : من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق ولهذا والله أعلم
ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم
ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)(المنافقون/9) .
· ومنها : أن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء فلو لم يكن
للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفى به ولهذا سميت
مجالس الذكر رياض الجنة .
قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل .
· ومنها : أن دوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة .
· ومنها : أن الذكر أفضل من الدعاء : الذكر ثناء على الله عز وجل
والدعاء سؤال العبد حاجته فأين هذا من هذا والذكر كذلك يجعل الدعاء مستجابا فالدعاء الذي
تقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد .

أنواع الذكر :
الأول : ذكر أسماء الله عز وجل وصفاته ومدحه والثناء عليه بها نحو : (سبحان
الله) و (الحمد لله) و (لا إله إلا الله) .
الثاني : الخبر عن الله عز وجل بأحكام أسمائه وصفاته نحو : الله عز وجل
يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم .
الثالث : ذكر الأمر والنهي كأن يقول : إن الله عز وجل أمر بكذا ونهى
عن كذا .
الرابع : ذكر آلائه وإحسانه .
والذكر يكون بالقلب أو باللسان وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وذكر القلب أفضل
من ذكر اللسان .

السابق
كلمات عن الضيقه
التالي
كلام عن الخوف من الحب