كلمه عن عيد الاضحى
يحتفل المسلمون في كل مكان من العالم بعيدين هما عيد الفطر وعيد الاضحى
وعيد الاضحى هو اليوم العاشر من شهر ذى الحجه وهو اليوم التالى لوقفه عرفات
فالحج عرفه
كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
وعيد الاضحى هو عيد الاضحيه فعلى المسلم المستطيع ان يذبح شاه او بقره حسب استطاعته
الماديه
بعد انتهاء صلاه عيد الاضحى وعليه ان يقسم ذبيحته تلاث اجزاء متساويه كما امرنا حبيبنا
محمد صلى الله عليه وسلم .
جزءا يوزعه على فقراء وايتام المسلمين وجزء للاصدقاء والمقربين والاحباب والجزء الثالث فهو للمضحى واهل
بيته .
فما اجمل من ان يفرح الفقير كالغنى في ذلك اليوم الطيب ويكون لديه مالذ وطاب
من اشهى اللحوم والاطعمه
فهذا هو الاسلام وهذا هو عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات
.
ومن ابرز سمات عيد الاضحى .. اننا لانجد بفضل الله محتاجا او جائعا ..
فالناس يكونون في فرحه وطمانينه وسعاده وتعاون ورحمه وتعم البهجه كل القلوب .
حيث تقام الولائم الشهيه للاهل والاصدقاء فيسعد الجميع ويترابط المجتمع كله ويظل بخير حال .
واعلم اخي المسلم الحبيب ان للمؤمنين في الدنيا ثلاثه اعياد لا غير عيد يتكرر في
كل اسبوع وهو يوم الجمعه وعيدان ياتيان في كل عام مره وهما عيدا الفطر والاضحى
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينه كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: «ان
الله قد ابدلكم يومين خيرا منهما: يوم الفطر ويوم الاضحى» فابدلنا الله بيومي اللهو واللعب
هذين يومي الذكر والشكر والمغفره والعفو.
وكما للمؤمنين اعياد في الدنيا فلهم كذلك اعياد في الجنه يجتمعون فيها ويتزاورون ويزورون ربهم
الغفور الرحيم وهي نفس ايام الاعياد الثلاثه في الدنيا: يوم الفطر والاضحى ويوم الجمعه الذي
يدعى بيوم المزيد؛ اما الخواص فان ايامهم كلها عيد حيث يزورون ربهم في كل يوم
مرتين بكره وعشيا.
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: “الخواص كانت ايام الدنيا كلها لهم اعيادا فصارت ايامهم
في الاخره كلها اعيادا”.
قال الحسن: “كل يوم لا يعصي الله فيه فهو عيد كل يوم يقطعه المؤمن في
طاعه مولاه وذكره وشكره فهو له عيد”.
فما الذي ينبغي علينا ان نعمله في هذا العيد وما الذي ينبغي اجتنابه؟
ما ينبغي عمله في العيد
اولا: العيدان يثبتان بالرؤيه وليس بالحساب وهذا اجماع من اهل السنه لقوله صلى الله عليه
وسلم: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاكملوا عده شعبان ثلاثين ليله »؛ اما
الصلاه فبالتقويم الشمسي.
ثانيا: استحب جماعه من اهل العلم احياء ليله العيد منهم الشافعي ولم يصح في ذلك
حديث وكل الاثار التي وردت في ذلك ضعيفه وعن ابن عباس رضي الله عنهما: “ان
احياء ليله العيد ان يصلي العشاء في جماعه ويعزم ان يصلي الصبح في جماعه “.
ثالثا: التكبير ومن السنه ان يبدا التكبير من ليله العيد في الاسواق والبيوت ودبر الصلوات
المكتوبه وفي الطريق وقبل الصلاه ؛ ويكبر الامام اثناء الخطبه ؛ وصفته: ((الله اكبر الله
اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد))؛ ويستمر التكبير
دبر الصلوات الى صلاه عصر ثالث ايام التشريق.
رابعا: من السنه ان يغتسل لصلاه العيد فقد روي ان عليا وابن عمر رضي الله
عنهم كانا يغتسلان وروي مالك بسند صحيح: “ان ابن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل
ان يغدو” اي لصلاه العيد.
خامسا: من السنه ان يلبس المسلم احسن ثيابه ويتطيب لصلاه العيد وفي يوم العيد جديده
كانت الثياب ام مغسوله .
سادسا: التعجيل بصلاه العيد بعد الشروق ووقتها من طلوع الشمس الى الزوال والسنه اخراج النساء
حتى الحيض والاطفال شريطه ان يكن متحجبات غير متطيبات ولا مختلطات بالرجال في الطرقات والمراكب
ليشهدن الخير ودعوه المسلمين وان لم يلتزمن بذلك فلا يخرجن.
سابعا: يصلي العيد جماعه ركعتان يكبر في الاولى بعد تكبيره الاحرام سبع تكبيرات ويرفع يديه
فيها ويقرا بعد الفاتحه بسوره “ق” ويكبر في الثانيه خمس تكبيرات سوى تكبيره الرفع من
السجود ويقرا بعد الفاتحه بسوره الواقعه وله ان يقرا فيها بعد الفاتحه بسبح والغاشيه يجهر
فيهما بالقراءه ؛ وحكمها انها فرض كفايه و قيل سنه مؤكده .
ثامنا: لا اذان ولا اقامه لصلاه العيد ولا سنه قبلها ولا بعدها.
تاسعا: تصلى العيد في المصلى والصحارى ولا تصلى في المسجد الا لضروره الا في مكه
المكرمه .
عاشرا: كل تكبيره من تكبيرات العيد سنه مؤكده يسجد الامام والمنفرد للواحده منها وقيل لا
شيء على من نسيها.
احد عشر: المسبوق يكمل صلاته بعد سلام الامام بكامل هيئتها وان جاء في الركعه الاولى
اوالثانيه ووجد الامام شرع في القراءه كبر في الاولى سبعا بعد تكبيره الاحرام وفي الثانيه
خمسا ومن فاتته الصلاه صلى منفردا.
الثاني عشر: للعيد خطبتان بعد الصلاه يجلس بينهما يحث فيهما الامام المسلمين على تقوى الله
والتمسك بسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبين احكام الاضحيه وما يتعلق بها ويسن
الاستماع اليهما.
الثالث عشر: بعد الفراغ من الصلاه والخطبه يتعجل الامام بذبح اضحيته وكذلك يفعل جميع الناس
ليفطروا منها ومن لم يتمكن من الذبح في اليوم الاول ذبح في اليوم الثاني اوالثالث.
الرابع عشر: من السنه ان يرجع من العيد بطريق غير الطريق الذي جاء به.
الخامس عشر: الاضحيه له ان ياكل منها ويتصدق ويدخر مالم تكن هناك جائحه ولا يحل
له ان يبيع شيئا منها.
السادس عشر: والاضحيه سنه مؤكده على الموسرين من الرجال والنساء المقيمين والمسافرين المتزوجين وغير المتزوجين
من الاحرار والعبيد اما المعسر فلا حرج عليه في ذلك.
السابع عشر: يجزئ في الاضحيه الجذع من الضان وهو ما اتم سته اشهر؛ والثني من
الماعز وهو ما اتم سنه ودخل في الثانيه ؛ ومن الابل؛ ومن البقر؛ ويشترط فيها
السلامه من العيوب وقد نهينا ان نضحي بالعرجاء البين عرجها والعجفاء والعمياء والكسيره .
الثامن عشر: من السنه ان يصل المضحي اهله وارحامه وجيرانه وان يصافي ويعافي من بينه
وبينه شحناء.
التاسع عشر: يقال في التهنئه بالعيد: “تقبل الله منا ومنك” ويقول الراد كذلك.
العشرون: الاكثار من ذكر الله تعالى .
الحادي والعشرون: اذا اجتمع عيد وجمعه فقد ذهب اهل العلم في صلاه الجمعه ثلاثه مذاهب:
وقد روي هذا عن عمر وعثم ان وعلي وسعيد وابن عمر وابن عباس وابن الزبير
ومن الفقهاء الشعبي والنخعي والاوزاعي ودليل ذلك ما روى اياس بن ابي رمله الشامي قال:
شهدت معاويه يسال زيد بن ارقم: هل شهدت مع رسول الله عيدين اجتمعا في يوم
واحد؟ قال: نعم. قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعه .
وقد روي عن ابن الزبير رضي الله عنهما عندما كان اميرا على الحجاز واتفق عيد
وجمعه انه صلى العيد ولم يخرج بعد الا لصلاه