كلمه عن الاستقلال
عيد الاستقلال…. كل عام والوطن بخير.. كل عام وشعبنا الاردني بخير… وتهنئه من القلب الى
كل اردني واردنيه بمناسبه عيد الاستقلال الذي يصادف يوم الخامس والعشرين من شهر ايار من
كل عام…… واذا كان تاريخ الامم والشعوب قد يكون بدا قبل آلاف السنين… فان يوم
استقلال اي شعب هو بدايه التاريخ الحقيقي لهذا الشعب… وكثيره هي الايام الوطنيه والقوميه في
حياه الشعوب.. ولكن يبقى ليوم الاستقلال تلك النكهه الخاصه والمعاني الخاصه .. مما يجعله احد
اهم الايام والاعياد في حياه اي شعب… كون اغالبيه الشعوب… ما نالت استقلالها الا بعد
ان خاضت نضالا مريرا ومضنيا ضد الاستعمار الكولنيالي…
نضالا بكافه اشكاله… مسلحا وسياسيا.. ومعارك ضاريه خاضتها الشعوب ضد المستعمرين كان من نتائجها استشهاد
وجرح الكثيرين من ابناء هذه الشعوب على مذبح الحريه … وفي بلادنا… الاردن.. وكما في
بعض البلدان الاخرى.. فنعتبر من ضمن الدول التي حصلت على استقلالها تدريجيا وليس عن طريق
ثوره مسلحه او انتفاضه كما حصل في بعض البلدان كالجزائر وفييتنام وكما هو حاصل حاليا
في العراق وفلسطين…
جاء استقلال بلادنا عن طريق المفاوضات مع بريطانيا والتي توجت بالمعاهده الاردنيه البريطانيه عام 1946
والتي عدلت في 15/ ايار 1946 مع ابقاء القوات البريطانيه في الاردن… وفي ما تلى
ذلك من سنوات عصيبه عاشها الاردن وطنا وشعبا (تخللتها النكبه الفلسطينيه الكبرى عام 1948) واصل
شعبنا الاردني نضاله الوطني الضاري وخاض المعارك الشرسه من اجل استكمال الاستقلال الوطني الناجز وتعريب
الجيش الاردني الذي كان تحت قياده بريطانيه (كلوب) والغاء المعاهده الاردنيه البريطانيه المذله … حيث
تحقق كل ذلك في عهد الحكومه الوطنيه التي راسها المرحوم/ سليمان النابلسي… وتم جلاء آخر
جندي بريطاني عن تراب الاردن الطهور في 13/ آذار/ 1957….
اذن تحقق الهدف الوطني الكبير واستقل الاردن… ولكن بقي هناك ذلك الهاجس بالسعي الدؤوب من
اجل تعزيز وتكريس الاستقلال الاقتصادي واستثم ار الثروات الوطنيه وتحقيق التنميه الاقتصاديه وانشاء البنيه التحتيه
… وقد نجح الردن في كل ذلك بعض النجاح… بل نجاحا محدودا ومتواضعا… حيث ان
المعوقات الذاتيه والموضوعيه كانت وما زالت تقف حائلا امام تحقيق مثل تلك الاهداف والآمال العريضه
… ودفع الاقتصاد الاردني دفعا الى ذلك النمط الاستهلاكي واقتصاد الخدمات…
واحتلت الوظيفه الحكوميه المقام الاول في استقطاب خريجي الجامعات والمعاهد والثانويات… ونجحت الليبراليه الجديده بانهيار
المنجزات الاقتصاديه لشعبنا الاردني… وباسم التصحيح الاقتصادي والعولمه الراسماليه المتوحشه … وفي ظل غياب الحد
الادنى من الشفافيه والرقابه والمحاسبه مورست على وطننا وشعبنا الثير من الجرائم الاقتصاديه … من
خصخصه ببيع مؤسسات الدوله الاستثم اريه باسعار زهيده … الى بيع اراضي الدوله … وصولا
الى عقد صفقات مشبهه (اتفاقيه الكازينو كمثال).. اذ تم توقيع هذه الاتفاقيه استنادا الى قوانين
غير اردنيه (كما اوضح معالي الوزير السابق/ د. محمد الحموري في دراسه له حول الاتفاقيه
نشرتها وسائل الاعلام الاردنيه ) مما يشكل مخالفه صريحه وواضحه وفاضحه للقوانين الاردنيه وللدستور الاردني
نفسه…
ان ما حققه شعبنا الاردني على مدى اكثر من 60 عاما من النضال الدؤوب للحفاظ
على استقلاله الوطني وتعزيز هذا الاستقلال يجري التفريط به الآن غلى ايدي حفنه من رجال
البزنس الديجيتال والليبراليين الجدد المستهترين الذين لا يمتون للوطن واستقلاله بايه صله … ولن يستطيع
شعبنا الوقوف في وجه ما يتربص به من مخاطر على استقلاله الوطني الا برص صفوفه
في جبهه وطنيه عريضه يعول عليها في ايصال نواب وطنيين الى مجلس النواب يقومون بدورهم
التشريعي والرقابي على الصوره التي ينبغي لها ان تكون لقطع الطريق على كل من تسول
له نفسه (من الداخل كان او من الخارج) من النيل من استقلال بلادنا والتفريط بمقومات
اقتصادنا الوطني في سبيل رفعه الاردن وتقدمه وازدهاره وسعاده شعبه… عاش بلدنا الاردن.. وعاش شعبنا
الاردني القابض على جمر المعاناه … وعاش عيد الاستقلال… ومزيدا من النضال من اجل وطن
حر وشعب سعيد