كلمه عن العلم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا
الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله
واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاحبه في الله :اخترت هذا الموضوع في بدايه
السنه الدراسيه توجيها وتذكيرا وارشادا وتنبيها وما منا الا معلم او متعلم وطلب العلم وتعليمه
من اجل العبادات
فيجب ان تراعى فيه الاداب الشرعيه ؛ ولذا كانت هذه الكلمات وهي توجيهات ووصايا ومختارات
حول العلم وفضله واهله هتف بها صوت يحبك في الله على ضعف وتقصير منه وعلى
عجز فيه وقصور هفواته متتاليه وعثراته متتابعه ويعلم الله لشعوره بالنقص وحاجته للنصح فاه بهذه
العبارات وقلب الصفحات لتكون هذه الكلمات ؛ لعل الله ان ير حم ضعفه ويجبر كسره
ويتم نقصه بالعلم والعملوالتعليم ايها الاحبه نقل من الظلمه الى النور وسمو بالنفس الى المعالي
وخلق وادب فحتى تاتي منه كل هذه الثم ار لابد من قبول النصح والتوجيه واتهام
النفس والازراء عليها اسال الله التوفيق والسداد والعون والرشاد ونعوذ به من علم لا ينفع
ونستغفره ونتوب اليه من كل خطا وزلل
اليكم عرضا سريعا لعناصر وعناوين هذه الكلماتاولا : العلم كنز عظيم وله فضل عميم للاخوات
المعلمات والمتعلمات الاخلاص لله في العلم والتعليم انما يخشى الله من عباده العلماء العلم اعمال
وسرائر وليس اقوالا ومظاهر من علامات العلم النافع ونواقضه المجاهده والصبر سلاح المتعلم كيف نكسب
العلم ؟
العلم والتربيه متلازمان بالصبر واليقين تنال امامه الدين الشبهات والشهوات خطر على العلم واهله العقيده
والسيره صفاء للظاهر والسريره فن طلب العلم قف وتامل قبل ان يقال فلان مات الابتلاء
امتحان لاهل العلم التواضع ثم ره العلم النافع يا طالب العلم اياك والحسد طريقنا للقلوب
وقبل الختام العمل بالعلم والختام دعاء
العلم كنز عظيم وله فضل عميم ولاهله منزله عاليه ودرجه رفيعه واسمع لهذه النصوص والاثار
بتدبر واعتبار وهي على سبيل الايجاز والاختصار
قال تعالى : ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
وقال : ( شهد الله انه لا اله الا هو والملائكه واولوا العلم قائما بالقسط
) فبدا سبحانه بنفسه وثنى بملائكته وثلث باهل العلم وكفاهم ذلك شرفا وفضلا وجلاله ونبلا
.وقال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .وقال تعالى
: ( فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون )
وقال : (وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ) وفي القران بضعه واربعون
مثلا وكان بعض السلف اذا مر بمثل لا يفهمه يبكي ويقول : لست من العالمين
.واما الاحاديث والاثار في العلم وفضله ورفعه اهله فكثيره جدا ومن اشهرها ما رواه مسلم
في صحيحه عن ابي هريره رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى
الجنه )
وايضا ما رواه ابو داود والترمذي من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من سلك طريقا يبتغي فيه
علما سلك الله له به طريقا الى الجنه وان الملائكه لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم
وان العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء وفضل
العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ان العلماء ورثه الانبياء وان الانبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر )
وقد رواه الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثم ان بن ايمن عن
ابي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من
غدا لعلم يتعلمه فتح الله له به طريقا الى الجنه وفرشت له الملائكه اكنافها وصلت
عليه ملائكه السماء وحيتان البحر وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليله البدر على
سائر الكواكب والعلماء ورثه الانبياء ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم
فمن اخذ بالعلم اخذ بحظ وافر وموت العالم مصيبه لا تجبر وثلمه لا تسد ونجم
طمس وموت قبيله ايسر من موت عالم )
قال ابن القيم في مفتاح دار السعاده : هذا حديث حسن وقال ابن حجر :
اخرجه ابو داود والترمذي وابن حبان والحاكم مصححا من حديث ابي الدرداء وحسنه حمزه الكناني
ضعفه وضعفه باضطراب في سنده لكن له شواهد يتقوى بها انتهى كلام الحافظ وضعفه الالباني
من روايه عاصم بن رجاء وقال : لكن اخرجه ابو داود من طرق اخرى عن
ابي الدرداء بسند حسن
ومن الاثار ما يروى عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه انه قال واسمعوا
لهذا الكلام : تعلموا العلم فان تعليمه لله خشيه وطلبه عباده ومذاكرته تسبيح والبحث عنه
جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقه وبذله لاهله قربه ؛ لانه معالم الحلال والحرام ومنار
سبل اهل الجنه وهو الانس في الوحشه والصاحب في الغربه والمحدث في الخلوه والدليل على
السراء والضراء والسلاح على الاعداء والزين عند الاخلاء يرفع الله به اقواما فيجعلهم في الخير
قاده وائمه تقتص اثارهم ويقتدى بافعالهم وينتهى الى رايهم ترغب الملائكه في خلتهم وباجنحتها تمسحهم
يستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وانعامه ؛ لان العلم حياه
القلوب حياه القلوب من الجهل ومصابيح الابصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الاخيار والدرجات
العلى في الدنيا والاخره والتفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الارحام وبه
يعرف الحلال من الحرام هو امام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الاشقياء
وهذا الاثر اخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله من طرق مرفوعا وموقوفا
ولا يصح بوجه لا موقوفا ولا مرفوعا وقد قال ابن عبد البر : حديث حسن
جدا ولكن ليس له اسناد قوي
قال العراقي في شرح الاحياء او تخريج الاحياء : قوله حسن اراد به الحسن المعنوي
لا الحسن المصطلح عليه بين اهل الحديث وذكره ابن القيم في مفتاح دار السعاده وقال
: هذا الاثر معروف عن معاذ ورواه ابو نعيم في المعجم من حديث معاذ مرفوعا
الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت وحسبه ان يصل الى معاذ
وهكذا الايات والاحاديث والاثار التي تشير الى العلم وفضله وان صاحبه يحمل كنزا عظيما يعلو
به في الدنيا والاخره وانصحك ايها المحب بالرجوع الى كلام ابن القيم الجميل في كتاب
“مفتاح دار السعاده ” فقد ذكر ثلاثه وخمسين وجها في العلم وفضله وشرفه ثلاثه وخمسين
ومائه وجه في العلم وفضله وشرفه فهي كنز عظيم مليئه بالفوائد والنوادر والغرائب والعجائب
للاخوات المعلمات والمتعلمات ..( نعم نساء الانصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين
) اخرجه مسلم وغيره من حديث عائشه
وقال البخاري في صحيحه : باب هل يجعل للنساء يوم على حده في العلم وذكر
فيه حديث ابي سعيد الخدري قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : غلبنا عليك
الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وامرهن . الحديث
وقال البخاري ايضا : باب تعليم الرجل امته واهله وقال : باب عظه الامام النساء
وتعليمهن .ويقال عن عائشه معلمه الرجال والاجيال حتى قيل ان ما نقل عنها ثلث الدين
وكذلك بقيه امهات المؤمنين اللائي امرن بتبليغ الناس القران والسنه بقوله تعالى : ( واذكرن
ما يتلى في بيوتكن من ءايات الله والحكمه ) .وهناك العشرات من الصالحات العالمات المعلمات
كام الدرداء وحفصه بنت سيرين ام الهدين التي حفظت القران وهي بنت ثنتي عشره سنه
واشتهرت فيما بعد بروايه الحديث وكان اخوها محمد بن سيرين اذا اشكل عليه شيء في
القران يقول : اذهبوا فسلوا حفصه كيف تقرا ..وزينب بنت احمد المقدسيه تعرف ببنت الكمال
ولدت سنه ست واربعين وستمائه قال الذهبي : كانت دينه خيره روت الكثير وتزاحم عليها
الطلبه وقرؤوا عليها الكتب الكبار وعائشه بنت يوسف بن احمد الباعونيه هي الشيخه الاريبه العالمه
الفاضله قالت عن نفسها : اهلني الحق لقراءه كتابه العزيز ومن علي بحفظه على التمام
ولي من العمر ثم انيه اعوام ولها مؤلفات منها : الفتح المبين في مدح الامين
ومريم بنت محمد بن احمد الاذرعي ولدت سنه تسعه عشر وسبعمائه شيخه للحافظ ابن حجر
كما ذكر انه قرا عليها الكثير من مسموعاتها واشياء كثيره بالاجازه قال عنها اي ابن
حجر : نعم الشيخه كانت ديانه وصيانه ومحبه في العلم .وكتب السير والتراجم مليئه باسماء
العالمات الفاضلات التي تثبت ان العلم الشرعي لا يقتصر على الرجال فللنساء دورهن في القراءه
والمطالعه وتعلم شرع الله تعالى ثم في التعليم والتدريس والقاء المحاضرات والمواعظ فهن ابلغ في
اداء المهمه واعلم بنفسيات النساء
فيا ايتها الصالحه ايتها المراه .. من لجماهير النساء ان لم تتحركي انت ؟! ومن
للغافلات ان لم تتقدم الصالحات ؟
ايتها المباركه .. ما هو عذرك وحلق العلم معقوده ؟! والندوات مقامه ؟! والمحاضرات معلنه
؟! والكتب والاشرطه ميسره ؟! وانت بصحه وفراغ وعافيه اذا فهذا الحديث ليس خاصا بالرجال
فقط بل هو لك ايضا ايتها المعلمه والمتعلمه
الاخلاص لله في العلم والتعليم
معاشر طلاب العلم معاشر الاساتذه والمعلمين .. لماذا لا نرى بركه علمنا تعلما وتعليما ؟!
اننا نرى كثره الاساتذه والمعلمين والمعلمات وربما كان في المدرسه الواحده عدد كبير ممن يشار
اليه بالبنان بعلمه وصلاحه ولكن لا ترى اثرا يذكر لهؤلاء الا ما شاء الله وربما
كان طلابهم اشد غفله وبعدا عن الله عز وجل وانا هنا لا ابرئ الطلاب فربما
كانوا سبب ذلك ولكن لنتهم انفسنا معاشر الاساتذه والمعلمين والمعلمات لنتهم انفسنا لنرجع لانفسنا ومقاصدها
في التحمل والاداء او في التعلم والتعليم اننا نجد في تراجم السلف وسيرهم رضوان الله
تعالى عليهم ان الصالح اذا نزل ديرا اصلح الله به اهل ذلك الدير فاين اثر
الصالحين اليوم في مدارسهم ؟! واين اثرهم في مساجدهم واحيائهم وبلدانهم ؟! بل اين اثرهم
في امتهم جمعاء ؟!
اخرج ابو داود وابن ماجه واحمد وغيرهم من حديث ابي هريره قال : قال رسول
الله صلى الله عليه واله وسلم : ( من تعلم علما مما يبتغى به وجه
الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنه يوم القيامه
) يعني ريحها والحديث صحيح بشواهده
ما رايكم معاشر الاخوه ؟! اترون انا طلبنا العلم من اجل الدنيا ؟! من اجل
الوظيفه والتكسب واكل العيش ؟! ام اننا طلبناه من اجل نشره والدعوه الى الله واصلاح
الناس ؟! كل اعلم بحاله ولكن لنتذكر اننا سنقف بين يدي من يعلم خائنه الاعين
وما تخفي الصدور فقد اخرج ابن المبارك في الزهد والطبراني في الكبير عن عبد الله
بن عكيم قال : سمعت ابن مسعود بدا باليمين قبل الحديث فقال : والله ما
منكم من احد الا سيخلو به ربه كما يخلو احدكم بالقمر ليله البدر ثم يقول
: يا ابن ادم ما غرك بي ؟ ابن ادم ما غرك بي ؟ ابن
ادم ما غرك بي ؟ ما عملت فيما علمت ؟ يا ابن ادم ماذا اجبت
المرسلين ؟
فيا ايها الاخ الحبيب ويا ايتها الاخت .. هل اعددنا لمثل هذا السؤال جوابا ؟
يا طالب العلم .. التزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب كحب
الظهور والتفوق على الاقران وجعله سلما لاغراض واعراض من جاه او مال او تعظيم او
سمعه او طلب محمده او صرف وجوه الناس اليك فان هذه وامثالها اذا شابت النيه
افسدتها وذهبت بركه العلم فعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتحتازوا به
المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار ) اخرجه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم
في المستدرك وقال البوصيري في الزوائد : هذا اسناد رجاله ثقات على شرط مسلم وصححه
الحاكم ووافقه الذهبي وللحديث شواهد
وعند مسلم من حديث ابي هريره قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( اول الناس يقضى فيه يوم القيامه ثلاثه ) وذكر منهم : (
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرا القران فاتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما عملت
فيها ؟ قال : تعلمت فيك العلم وعلمته وقرات القران قال : كذبت ولكن ليقال
هو قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار )
وقال تعالى : ( من كان يريد العاجله عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد
ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخره وسعى لها سعيها وهو مؤمن
فاولئك كان سعيهم مشكورا )
معاشر طلاب العلم معاشر الاساتذه والمعلمين والمعلمات .. اني اهمس اليكم ونفسي بهذا الاثر فلنقف
معه يرعاكم الله يؤثر عن عمر بن ذر انه قال لوالده : يا ابت مالك
اذا وعظت الناس اخذهم البكاء واذا وعظهم غيرك لا يبكون فقال : يا بني ليست
النائحه الثكلى مثل النائحه المستاجره
ورحم الله ابن القيم يوم قال : كلام المتقدمين قليل كثير البركه وكلام المتاخرين كثير
قليل البركه فماذا لو رانا نحن متاخري هذا الزمن ؟! والله المستعان
اذا فالسر في قله البركه في العلم والتعلم اليوم وعدم التاثر والتاثير هو الغفله عن
الاخلاص لله في الطلب الغفله عن الاخلاص لله في التعليم والتدريس
فيا ايها المدرسون والمدرسات ويا طلاب العلم .. لنطهر نفوسنا وننقي قلوبنا لا من اجل
ان ننتفع بالعلم فقط بل ومن اجل ان ينفع الله بعلمنا ويفتح لنا القلوب اسال
الله تعالى ان يصلح قلوبنا وان يجعل عملنا خالصا صوابا ونعوذ بالله من حظوظ انفسنا
ومن سيئات اعمالنا
الكلمه الرابعه : انما يخشى الله من عباده العلماء
نقل القرطبي ان الربيع بن انس قال : من لم يخش الله تعالى فليس بعالم
وقال مجاهد : انما العالم من خشي الله عز وجل
ونقل ابن كثير عن ابن مسعود انه قال : ليس العلم عن كثره الحديث ولكن
العلم عن كثره الخشيه
وقال ابن سعدي : فكل من كان لله اعلم كان اكثر له خشيه واوجبت له
خشيه الله الانكفاف عن المعاصي والاستعداد للقاء من يخشاه وهذا دليل على فضيله العلم فانه
داع الى خشيه الله واهل خشيته هم اهل كرامته كما قال تعالى : رضي الله
عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه .انتهى كلامه
قالت امراه للشعبي : ايها العالم افتني فقال : انما العالم من خاف الله
فيا طلاب العلم ويا ايها المعلمون والمعلمات .. كل علم لا يقود صاحبه الى خشيه
الله يخشى على صاحبه فالزم خشيه الله في السر والعلن فان اصل العلم خشيه الله
تعالى الم يان للمعلمين والمعلمات ان تمتلا قلوبهم هيبه وخوفا من الله ؟ الم يان
لطلاب العلم ان تنضبط السنتهم خوفا وخشيه من الله ؟ الم يان لنا جميعا ان
يثم ر العلم في القلب خشيه وخشوعا لله ؟ فان لم يثم ر العلم خشيه
وخشوعا لله فانا نعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع فكلما كان
طالب العلم اورع كان علمه انفع
فيا طالب العلم ويا ايها المعلمون ويا ايتها المعلمه .. اصلاح النفس والخوف من الله
وقوه الصله بالله من اهم الامور التي ينبغي ان يقوم بها من اراد العلم تعلما
وتعليما فللنفس شهوات ورغبات فان لم تضبط بالتقوى ومراقبه الله فلن تذعن للخير فالعلم الخشيه
كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى
عنه
الكلمه الخامسه : العلم والتربيه متلازمان
يا طالب العلم .. لماذا نتحمل العلم الا من اجل ان نرقق قلوبنا ونربي نفوسنا
ان تعلم مسائل العقيده والاحكام لاجل صحه العمل ومعرفه الحلال والحرام ان تعلم مسائل العقيده
والاحكام لاجل بذل المال وكثره الصيام ان تعلم مسائل العقيده والاحكام لاجل القيام والناس نيام
ان تعلم مسائل العقيده والاحكام لاجل الصله والبر وبذل السلام ومن اجل امساك اللسان عن
بذاء الكلام ان تعلم مسائل العقيده والاحكام لاجل نشر الحب والاخاء والوئام
فيا طالب العلم .. ان طلب العلم ليس غايه لذاته مع فضله بل هو وسيله
للعمل وتربيه النفس وحسن الصله بالله والا ما معنى قول الرسول صلى الله عليه واله
وسلم : ( اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ) ؟ وما معنى
ان يسال المرء عن علمه ماذا عمل به ؟ فاسال نفسك يا رعاك الله هل
نفعك علمك ام لا ؟ هل عملت بعلمك ام لا ؟ انظر لقلبك ولسانك فانت
اعلم بحالك
قيل لمالك : ما تقول في طلب العلم ؟ قال : حسن جميل ولكن انظر
الذي يلزمك من حين تصبح الى ان تمسي فالزمه
نعم كان صلى الله عليه وسلم يؤصل العقيده ويدعو الى التوحيد ثلاث عشره سنه لكنه
موصولا بربه ليل نهار يراقب الله في حركاته وسكناته يذكره في غدواته وروحاته كان يقوم
الليل حتى تتفطر قدماه كان شديد الخشيه لمولاه كان يبكي حتى تتبلل لحيته من الدموع
كان حليما يحب العفو والصفح كان متواضعا يسمع الكبير والصغير والغني والفقير كان اجود الناس
في البذل والعطاء باختصار كان خلقه القران بابي هو وامي صلى الله عليه واله وسلم
كل ذلك وهو يؤصل العقيده ويدعو الى التوحيد فاين نحن من ذلك ايها المحب ؟!
يا طالب العلم .. لا تغفل عن الرقائق والمواعظ فان القلب يصدا
فهذا محمد بن عباده المعافري يحدث انه وصحبه كانوا عند ابي شريح المعافري رحمه الله
فكثرت المسائل فقال : قد درنت اي وسخت قلوبكم فقوموا الى خالد بن حميد المهري
استقلوا اي استبدلوا قلوبكم وتعلموا هذه الرغائب والرقائق فانها تجدد العباده وتورث الزهاده وتجر الصداقه
واقلوا المسائل فانها في غير ما نزل تقسي القلب وتورث العداوه
واليك هذا الضابط الجميل في هذه المساله قال ابن الجوزي : فالصواب العكوف على العلم
مع تلذيع النفس باسباب المرققات تلذيعا لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم فيا طالب العلم
.. اين انت ورقه القلب وانحدار الدمع وطيب المناجاه والشكايه لله رحم الله سفيان الثوري
يوم قال : انما يطلب الحديث ليتقى به الله
فاحرص على تزكيه النفس وتربيتها فقد افلح من زكاها وقد خاب من دساها
يا طالب العلم .. ان العلم اعمال وسرائر وليس اقوالا ومظاهر
واسمع لابن الجوزي وهو يقول في صيد الخاطر كلاما نفيسا جميلا : ان للخلوه تاثيرات
تبين في الجلوه كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي
خوفا من عقابه او رجاء لثوابه او اجلالا له فيكون بذلك الفعل كانه طرح عودا
هنديا على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون اين هو وعلى قدر المجاهده في
ترك ما يهوى تقوى محبته او على قدر مقدار زياده دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد
الطيب ويتفاوت تفاوت العود فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص والسنتهم تمدحه ولا يعرفون لما
ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقه معرفته وقد تمتد هذه الاراييح بعد الموت على
قدرها فمنهم من يذكر بالخير مده مديده ثم ينسى ومنهم من يذكر مائه سنه ثم
يخفى ذكره وقبره ومنهم اعلام يبقى ذكرهم ابدا وعلى عكس هذا من هاب الخلق ولم
يحترم خلوته بالحق فانه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح
الكراهه فتمقته القلوب فان قل مقدار ما جنى قل ذكر الالسن له بالخير وبقي مجرد
تعظيمه وان كثر كان قصارى الامر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه ورب خال
بذنب كان سبب وقوعه في هوه شقوه في عيش الدنيا والاخره وكانه قيل له ابق
بما اثرت فيبقى ابدا في التخبيط فانظروا اخواني الى المعاصي اثرت وعثرت
قال ابو الدرداء رضي الله عنه : ان العبد ليخلو بمعصيه الله تعالى فيلقي الله
بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر
فتلمحوا ما سطرته واعرفوا ما ذكرته ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم فان الاعمال بالنيه والجزاء
على مقدار الاخلاص . انتهى كلامه من صيد الخاطر رحمه الله تعالى
فيا ايها المعلمون والمعلمات ويا طلاب العلم الله الله بالسرائر واصلاح الباطن
ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم
كما في حديث ابي هريره عند مسلم
اننا نحرص على اشكالنا ومظاهرنا كثيرا ونغفل عن الاهتمام بقلوبنا وصلاح قلوبنا ونغفل عن الاهتمام
بقلوبنا وصلاح القلب هو ثم ره العلم والتعلم فهل حصلنا على هذه الثم ره ؟
هل حصلنا على صلاح القلب ؟ وهل نسعى لها ؟ نرجو ذلك
الكلمه السابعه : من علامات العلم النافع ونواقضه
تساءل مع نفسك عن حظك من علامات العلم النافع ومنها
العمل به كراهيه التزكيه والمدح والتكبر على الخلق تكاثر تواضعك كلما ازدت علما الهرب من
حب الترؤس والشهره والدنيا هجر دعوى العلم اساءه الظن بالنفس واحسانه بالناس تنزها عن الوقوع
فيهم
وقد كان عبد الله بن المبارك اذا ذكر اخلاق من سلف ينشد
لا تعرضن بذكرهم مع ذكرنا ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد
والنواقض منها
افشاء السر نقل الكلام من قوم الى اخرين السلط واللسانه كثره المزاح الدخول في حديث
بين اثنين الحقد الحسد سوء الظن مجالسه المبتدعه نقل الخطى الى المحارم
فاحذر هذه الاثام واخواتها واقصر خطاك عن جميع المحرمات والمحارم فان فعلت والا فاعلم انك
رقيق الديانه خفيف لعاب مغتاب نمام فانى لك ان تكون طالب علم يشار اليك بالبنان
منعما بالعلم والعمل سدد الله الخطى ومنح الجميع التقوى وحسن العاقبه في الاخره والاولى .
انتهى من كلام العلامه بكر ابو زيد في رسالته الجميله “حليه طالب العلم”
الكلمه الثامنه : المجاهده والصبر سلاح المتعلم
قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) قال ابن سعدي : على
ان من جد واجتهد في طلب العلم الشرعي فانه يحصل له من الهدايه والمعونه على
تحصيل مطلوبه امور الهيه خارجه عن مدرك اجتهاده وتيسر له امر العلم فان طلب العلم
الشرعي من الجهاد في سبيل الله بل هو احد نوعي الجهاد الذي لا يقوم به
الا خواص الخلق وهو الجهاد بالقول واللسان للكفار والمنافقين والجهاد على تعليم امور الدين وعلى
رد نزاع المخالفين للحق ولو كانوا مسلمين فلابد لطالب العلم من مجاهده النفس والصبر والمصابره
. انتهى كلامه رحمه الله فبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى ومن طلب شيئا وجد
وجد ومن قرع الباب ولج ولج ويقول الشاعر
اخلق بذي الصبر ان يحظى بحاجته ومدمن القرع للابواب ان يلج
فلابد من الجد والملازمه وثني الركب وسهر الليالي لطلب العلم
بجدي لا بجدي كل مجد فهل جد بلا جد بمجدي
فكم عبد يقوم مقام حر وكم حر يقوم مقام عبد
ولابد لطالب العلم من المواظبه على الدرس والتكرار في اول الليل واخره
فان ما بين العشائين وقت السحر ووقت السحر وقت مبارك
بقدر الكد يكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلا يغوص البحر من طلب اللالي
علو القدر بالهمم العوالي وعز المرء في سهر الليالي
تركت النوم ربي في الليالي لاجل رضاك يا مولى الموالي
وذكر ابن الفضيل عن ابيه انه قال : كنا نجلس انا وابن شبرمه والحارث العكلي
والقعقاع بن يزيد بالليل نتذاكر الفقه فربما لم نقم حتى نسمع النداء لصلاه الفجروما احسن
ما قال الاصبهاني في محاضرات الادباء قال : ما لزم احد الدعه الا ذل وحب
الهوينه يكسب الذل وحب الكفايه مفتاح العجز . انتهى كلامه
الكلمه التاسعه : كيف نكسب العلم
ذكر النووي في كتابه بستان العارفين قال : قال الشافعي رضي الله تعالى عنه :
من احب ان يفتح الله قلبه ويرزقه العلم فعليه بالخلوه وقله الاكل وترك مخالطه السفهاء
وبغض اهل العلم الذين ليس معهم انصاف ولا ادب . انتهي كلامه قلت : اما
الخلوه فللاطلاع والنظر في الاصول وتقييد الفوائد والشوارد
واما قله الاكل فنشكوا الى الله حالنا فكم من معصيه جلبها الشبع وفضول الطعام وفي
المسند عند احمد والترمذي وغيرهما ( ما ملا ابن ادم وعاء شرا من بطنه )
. الحديث وقال الترمذي حسن صحيح
وقد قال تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) قال بعض العلماء : جمع الله
بهذه الكلمات الطب كله
واما ترك مخالطه السفهاء فلانهم لصوص الاوقات واهل الفراغ قال ابن الجوزي : فصل اهل
الفراغ بلاء قال : اعوذ بالله من صحبه البطالين لقد رايت خلقا كثيرا يجرون معي
فيما قد اعتاده الناس من كثره الزياره ويسمون ذلك التردد خدمه ويطلبون الجلوس ويجرون فيه
احاديث الناس وما لا يعني وما يتخلله غيبه وهذا يفعله في زماننا كثير من الناس
الى ان قال : فلما رايت ان الزمان اشرف شيء والواجب انتهاءه بفعل الخير كرهت
ذلك وبقيت منهم بين امرين ان انكرت عليهم وقعت وحشه لموضع قطع المالوف وان تقبلته
منهم ضاع الزمان فصرت اسمع العلاج فصرت ادافع اللقاء جهدي فاذا غلب قصرت في الكلام
لاتعجل الفراق ثم اعددت اعمالا تمنع من المحادثه لاوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغا فجعلت
من المستعد للقائهم قطع الكاغط وبري الاقلام وحزم الدفاتر فان هذه الاشياء لابد منها ولا
تحتاج الى فكر وحضور قلب فارصدتها لاوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي نسال الله
عز وجل ان يعرفنا شرف اوقات العمر وان يوفقنا لاغتنامه الى اخر كلامه النفيس الجميل
هناك
واما بغض اهل العلم الذين ليس معهم انصاف ولا ادب فاني لاعجب كيف كانوا من
اهل العلم وليس معهم انصاف ولا ادب واي علم هذا الذي لم يؤدب صاحبه انما
العلم العمل انما العلم خشيه الله
قال احمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي سمعت احمد بن حنبل يقول : لم
يعبر الجسر الى خراسان مثل اسحاق وان كان يخالفنا في اشياء فان الناس لم يزل
يخالف بعضهم بعضا
وجاء رجل الى احمد بن حنبل فقال له : نكتب عن محمد بن منصور الطوسي
؟ قال : اذا لم تكتب عن محمد بن منصور فعمن يكون ذلك ؟! فعمن
يكون ذلك ؟! كررها مرارا رحمه الله فقال له الرجل : انه يتكلم فيك !
قال احمد : رجل صالح ابتلي فينا فما نعمل ؟!
هكذا العلم انصاف وادب حتى مع من يخالفنا
الكلمه العاشره : اخي طالب العلم .. بالصبر واليقين تنال امامه الدين
قال ابن القيم في مدارج السالكين : سمعت شيخ الاسلام ابن تيميه قدس الله روحه
يقول : بالصبر واليقين تنال الامامه في الدين ثم تلا قوله تعالى : ( وجعلنا
منهم ائمه يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون )
قال ابن القيم : الوجه الحادي والثلاثون بعد المائه اي في مفتاح دار السعاده اي
في فضل العلم : انه لو لم يكن من فوائد العلم الا انه يثم ر
اليقين الذي هو اعظم حياه القلب وبه طمانينته وقوته ونشاطه وسائر لوازم الحياه الى ان
قال : وقيل اذا استكمل العبد حقيقه اليقين صار البلاء عنده نعمه والمحنه منحه فالعلم
اول درجات اليقين الى اخر كلامه رحمه الله
فيا كل معلم ومتعلم .. الله الله باليقين الله الله بيقين بالله فان ضعف اليقين
بالله افه اهلكت الكثير من الصالحين فضلا عن عامه المسلمين
ورد عن عطاء الخراساني انه لا يقوم من مجلسه حتى يقول : اللهم هب لنا
يقينا بك حتى تهون علينا مصيبات الدنيا وحتى نعلم انه لا يصيبنا الا ما كتب
لنا ولا ياتينا من هذا الرزق الا ما قسمت . انتهى كلامه
وحقيقه اليقين الصبر والثقه بموعود الله عز وجل قال لقمان لابنه واسمعوا ايها الاحبه في
سر الضعف والفتور الذي اصاب كثيرا من المسلمين اليوم قال لقمان لابنه : يا بني
العمل لا يستطاع الا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله ؛ اذا فلعل ضعف اليقين
عندنا هو السر في قله العمل والفتور والكسل
اللهم انا نسالك يقين الصادقين وصدق الموقنين ونسالك قوه في دين وحزما في لين وايمانا
في يقين اللهم انا نسالك يقينا تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم احفظنا بحفظك يا
ارحم الراحمين
الشبهات والشهوات خطر على العلم واهله ومن نظر للواقع علم حقيقه الحال فمن نجا من
الشهوه وقع في الشبهه والقليل من وفقه الله للاعتصام بالكتاب والسنه
قال ابن القيم في المدارج : والقلب يتوارده جيشان من الباطل جيش شهوات الغي وجيش
شبهات الباطل فايما قلب صغى اليها وركن اليها شربها وامتلا بها فينضح لسانه وجوارحه بموجبها
فان اشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والايرادات فيظن الجاهل ان ذلك لسعه
علمه وانما ذلك من عدم علمه ويقينه وقال لي شيخ الاسلام رضي الله عنه :
وقد جعلت اورد عليه ايرادا بعد ايراد لا تجعل قلبك للايرادات والشبهات مثل السفنجه فيتشربها
فلا ينضح الا بها ولكن اجعله كالزجاجه المصمته تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها
بصفائه ويدفعها بصلابته والا اذا اشربت قلبك كل شبهه تمر عليها صار مقرا للشبهات او
كما قال
قال ابن القيم : فما اعلم اني انتفعت بوصيه في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك وسميت
الشبهه شبهه لاشتباه الحق بالباطل فيها فانها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل واكثر الناس
اصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما البسته من اللباس فيعتقد صحتها واما صاحب العلم واليقين
فانه لا يغتر بذلك بل يجاوزه نظره الى باطنها وما تحت لباسها فينكشف له حقيقتها
الى ان قال : وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم الا الله
. انتهى كلامه
فتنبه يا طالب العلم تنبه للشبهات فان لها بهرجا براقا سرعان ما يتشربها القلب الضعيف
حتى يعتقدها فيدافع وينافح عنها نسال الله عز وجل ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
العقيده والسيره صفاء للظاهر والسريره
كيف يسمي طالب العلم نفسه طالبا وهو لم يتمكن من معرفه العقيده وغاياتها واهدافها وبل
وتحقيق ثم ارها فما معنى انك صاحب عقيده ؟ وما معني انك صاحب غايه وهدف
؟ وهل سالت نفسك يوما من الايام لماذا تطلب العلم ؟ وهل انت على استعداد
للاجابه يوم تسال وعن علمه ماذا عمل به ؟
قال الدكتور ناصر العقل في كتابه مقدمات في الاهواء : ان قاعده ان اعبدوا الله
تعني تحقيق التوحيد والعقيده السليمه وطاعه الله والتزام شرعه وقاعده واجتنبوا الطاغوت تعني تجنب الاهواء
والافتراق والبدع وما تؤول اليه من الشرك والكفر والظلم والفسق والاعراض عن دين الله وكل
الدين جمله وتفصيلا يدور على هاتين القاعدتين قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل
امه رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
يا طالب العلم .. كيف يسمي طالب العلم نفسه طالبا ؟ وهو لا يعرف كيف
كانت سيره نبيه صلى الله عليه وسلم وما فيها من الفضل والرحمه والهدى ؟
ان اهل العلم من سلفنا رضوان الله عليهم كانوا يحفظون سيرته عن ظهر قلب ويعتبرونها
من اجل القربات
فهذا ابن القيم كتب زاد العباد في هدي خير العباد وهو من افضل كتب السيره
كتبه وهو في طريقه للحج واسمعه وهو يقول في المقدمه : هذه كلمات يسيره لا
يستغني عن معرفتها من له ادنى همه الى معرفه نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته
وهديه اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره مع البضاعه المزجاه التي لا تنفتح لها ابواب
السدد ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الاقامه والقلب بكل واد
منه شعبه والهمه قد تفرقت شذر مذر والكتاب مفقود اذا فهو يمليها او يكتبها من
قلبه ومن علمه رحمه الله والكتاب مفقود ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود
يعني الطلبه الى اخر كلامه هناك
فيا طالب العلم .. خشيه الله والعلم النافع بتكرار النظر في سيره سيد البشر
( افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير امن من اسس بنيانه على
شفا جرف هار فانهار به )
فن طلب العلم
طلب العلم فن قد لا يحسنه الجميع فاسمع لوصايا اهل الخبره والتجربه من سلفنا الصالح
رحمهم الله ينبغي لطالب العلم ان يستغرق جميع اوقاته فاذا مل من علم يشتغل بعلم
اخر
وكان ابن عباس رضي الله عنه اذا مل من الكلام يقول : هاتوا ديوان الشعراء
وكان محمد بن الحسن اذا مل من نوع ينظر في نوع اخر وكان يضع عنده
الماء ويزيل نومه بالماء ووقت تحصيل العلم من المهد الى اللحد واطول اوقاته شرخ الشباب
اي اوله ووقت السحر وما بين العشائين وورد عن الخطيب البغدادي انه قال : اجود
اوقات الحفظ الاسحار ثم نصف النهار ثم الغداه وحفظ الليل احسن من حفظ النهار ووقت
الجوع انفع من وقت الشبع . انتهى كلامه
وقال اسماعيل ابن اويس : اذا هممت ان تحفظ شيئا فنم ثم قم عند السحر
فاسرج وانظر فيه , فانك لا تنساه بعد ان شاء الله . انتهى كلامه
وكان الشافعي يقسم الليل ثلاثه اجزاء ثلثا للعلم وثلثا للعباده وثلثا للنوم
وقال ابن سعدي رحمه الله : يتعين البداءه بالاهم من العلوم الشرعيه وما يعين عليها
من العلوم العربيه وتفصيل هذه الجمله كثير معروف يختلف باختلاف الاحوال والاشخاص الى اخر كلامه
وقيل : حفظ المتون يشد المتون وقيل : من حفظ المتون نال الفنون وقيل :
من لم يكن علمه في صدره صعب عليه استحضاره الى اخر وصايا سلفنا رضوان الله
تعالى عليهم اجمعين
اخي طالب العلم .. قف وتامل قبل ان يقال فلان مات ..
وقفت يوما من الايام مع ايه في كتاب الله فخفق قلبي واقشعر بدني وانا اتامل
معناها يقول الحق عز وجل ( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في
الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )
فيا طالب العلم .. اسال نفسك بصدق هل انت راض عن نفسك ؟ وهل ما
تقدمه هو لله حقيقه ؟ ام للنفس وحظوظها نصيب ؟ هل غيرتك لله ؟ ام
ان للحسد والغيره نصيب ؟
انك سعيد في الدارين ان كان قولك وفعلك وحبك وبغضك خالصا لله انك سعيد كل
السعاده في سراء كنت او ضراء اصابتك محنه او منحه ايا كان حالك فانت سعيد
ما دمت تطلب العلم لله بحق وتعمل لله بصدق وتحب في الله وتبغض في الله
. انني اعيذك ونفسي ايها الحبيب ان نكون ممن ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم
يحسبون انهم يحسنون صنعا .قال رجل لابي عبد الرحمن زهير بن نعيم : يا ابا
عبد الرحمن توصي بشيء ؟ قال : نعم احذر ان ياخذك الله وانت على غفله
الابتلاء امتحان لاهل العلم
قال ابن الجوزي كلام نفيس في صيد الخاطر : فصل محك الحوادث سبحان المتصرف في
خلقه بالاغترار والاذلال ليبلو صبرهم ويظهر جواهرهم في الابتلاء هذا ادم صلى الله عليه وسلم
تسجد له الملائكه ثم بعد قليل يخرج من الجنه وهذا نوح عليه السلام يضرب حتى
يغشى عليه ثم بعد قليل ينجو في السفينه ويهلك اعداؤه وهذا الخليل عليه السلام يلقى
في النار ثم بعد قليل يخرج الى السلامه وهذا الذبيح يضطجع مستسلما ثم يسلم ويبقى
المدح وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول وهذا الكليم عليه السلام
يشتغل بالرعي ثم يرقى الى التكليم وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقال له
بالامس اليتيم ويقلب في عجائب يلاقيها من الاعداء تاره ومن مكائد الفقر اخرى وهو اثبت
من جبل حراء ثم لما تم مراده من الفتح وبلغ الغرض من اكبر الملوك واهل
الارض نزل به ضيف النقلى فقال : وكرباه فمن تلمح بحر الدنيا وعلم كيف تتلقى
الامواج وكيف يصبر على مدافعه الايام لم يستهون نزول بلاء ولم يفرح بعاجل رخاء .
انتهى كلامه رحمه الله . والله عز وجل يقول : ولنبلونكم حتى نعلم الجاهدين منكم
والصابرين ونبلو اخباركم
التواضع ثم ره العلم النافع
قال وكيع : لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هو فوقه وعمن هو مثله
وعمن هو دونه تواضع وخذ العلم النافع من الجميع ولا تتكبر فرب مساله يفتح الله
بها على طويلب علم لم يفتح بها على عالم من العلماء الافذاذ فما تحلى طالب
العلم بحليه اجمل ولا احسن من التواضع
قال الفضيل بن عياض : ما من احد احب الرئاسه الا حسد وبغى وتتبع عيوب
الناس وكره ان يذكر احد بخير
وقال ابو نعيم : والله ما هلك من هلك الا بحب الرئاسه فينبغي لطالب العلم
ان لا يستنكف ان يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه منصبا او نسبا او
سنا بل يكون حريصا على الفائده حيث كانت والحكمه ضاله المؤمن يلتقطها حيث وجدها
قال سعيد بن جبير : لا يزال الرجل عالما ما تعلم فاذا ترك التعلم وظن
انه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو اجهل ما يكون
وكان جماعه من السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم قال الحميدي وهو تلميذ للشافعي
: صحبت الشافعي من مكه الى مصر فكنت استفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث
وقال احمد بن حنبل : قال لنا الشافعي : انتم اعلم بالحديث مني فاذا صح
عندكم الحديث فقولوا لنا حتى اخذ به وقد روى جماعه من الصحابه عن التابعين وابلغ
من ذلك كله قراءه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي رضي الله تعالى
عنه وقال له : ( امرني الله ان اقرا عليك ( لم يكن الذين كفروا
) كما عند مسلم في صحيحه
قال : ومن فوائده ان لا يمتنع الفاضل من الاخذ عن المفضول
ان التواضع من خصال المتقي وبه التقي الى المعالي يرتقي
ومن العجائب عجب من هو جاهل في حاله اهو السعيد ام الشقي
قالت عائشه رضي الله تعالى عنها : تغفلون عن افضل العباده التواضع
وكان ابن المبارك يكتب عمن هو دونه فقيل له اي كانه انكر عليه فقال رحمه
الله : لعل الكلمه التي فيها نجاتي لم تقع الي
وقال ابراهيم بن الاشعث : سالت الفضيل بن عياض عن التواضع فقال : ان تخضع
للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان اجهل الناس لزمك ان تقبله منه
يا طالب العلم .. اياك والحسد فانه اعتراض على قدر الله الم تسمع لقول الله
عز وجل : ( ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله ) ؟
والحسد احراق للنفس وتعطيل لها فلا هم لها الا تتبع الزلات وتصيد العيوب والاشتغال بالمحسود
وقد يتعدى الى اذى المحسود والكيد له وهذا من اشنع الظلم الذي نهى الله عنه
خرج الحاكم وغيره من حديث ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:سيصيب امتي
داء الامم .قالوا : يا نبي الله وما داء الامم ؟قال : ( الاشر والبطر
والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج ) صححه الحاكم ووافقه
الذهبي وجود اسناده الحافظ العراقي كما في تخريج الاحياء
قال ابن تيميه في اقتضاء الصراط المستقيم : وقد يبتلى بعض المنتسبين الى العلم وغيرهم
بنوع من الحسد لمن هداه الله لعلم نافع او عمل صالح وهو في هذا الموضع
من اخلاق المغضوب عليهم
واسمع لهذا الكلام الجميل النفيس قال العلامه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى
: ومن اهم ما يتعين على اهل العلم معلمين او متعلمين السعي في جمع كلمتهم
وتاليف القلوب على ذلك وحسم اسباب الشر والعداوه والبغضاء بينهم وان يجعلوا هذا الامر نصب
اعينهم يسعون له بكل طريق ؛ لان المطلوب واحد والقصد واحد والمصلحه مشتركه فيحققون هذا
الامر بمحبه كل من كان من اهل العلم ومن له قدم فيه واشتغال او نصح
ولا يدعون الاغراض الضاره تملكهم وتمنعهم من هذا المقصود الجليل فيحب بعضهم بعضا ويذب بعضهم
عن بعض ويبذلون النصيحه لمن راوه منحرفا عن الاخره ويبرهنون على ان النزاع في الامور
الجزئيه التي تدعو الى ضد المحبه والائتلاف لا تقدم على الامور الكليه التي فيها جمع
الكلمه ولا يدعون اعداء العلم من العوام وغيرهم يتمكنون من افساد ذات بينهم وتفريق كلمتهم
فان في تحقيق هذا المقصد الجليل والقيام به من المنافع ما لا يعد ولا يحصى
ولو لم يكن فيه الا ان هذا هو الدين الذي حث عليه الشارع بكل طريق
لكفى
الى ان قال رحمه الله : واذا كان كل طائفه منهم منزويه عن الاخرى منحرفه
عنها انقطعت الفائده وحل محلها ضدها من حصول البغضاء والتعصب والتفتيش من كل منهما عن
عيوب الطائفه الاخرى واغلاطها والتوسل به للقدح وكل هذا مناف للدين والعقل ولما عليه السلف
الصالح حيث يظنه الجاهل من الدين الى اخر كلامه النفيس الجميل هناك في الفتاوى السعديه
واسمع لهذه الكلمه العجيبه حيث يقول الاوزاعي : اذا اراد الله بقوم شرا فتح عليهم
الجدل ومنعهم العمل
وقال ابن يحي الوشاء في كتابه الظرف والظرفاء : على انه لابد للحاسد وان لم
يجد سبيلا الى وهن ولا سببا الى طعن ان يحتال لذلك بحسب ما ركب عليه
طبعه وتضمنه صدره حتى يخلص الى غفله او يصل الى زله فيتشبث بالمعنى الحقير ويتسبب
بالحرف الصغير الى ذكر المثالب وتغطيه المناقب اذ من طبع اهل الحسد وارباب المعانده والنكد
تغطيه محاسن من حسدوه واظهار مساوئ من عاندوه ثم ذكر هذه الابيات
عين الحسود عليك الدهر حارسه تبدي المساوئ والاحسان تخفيه
يلقاك بالبشر يبديه مكاشره والقلب مضغن فيه الذي فيه
ان الحسود بلا جرم عداوته فليس يقبل عذرا في تجنيه
فيا طالب العلم .. الله الله بتوحيد الصف ووضع الكف بالكف واياك اياك والحسد فانه
ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب وان وجدت شيئا منه في نفسك فاستعذ بالله منه
وجاهد نفسك واستعن بالله وادع للمحسود ان يبارك الله له فيما اتاه واطلب الله ان
يزيدك ويزيده من فضله فانه هو الرزاق ذو القوه المتين وتذكر ان من دعا لاخيه
بظهر الغيب قال له الملك الموكل به : ولك مثله كما في مسلم نعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن شر حاسد اذا حسد
طريقنا للقلوب
قال بعض الدعاه : طالب العلم بشوش طلق المحيا بادي الثنايا يكاد يذوب رقه وخلقا
اما الفظاظه والغلظه فمن اخلاق جفاه الاعراب وجنود البربر ( فبما رحمه من الله لنت
لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
وذكر ابن القيم اسباب انشراح الصدر وقال
ومنها العلم فانه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون اوسع من الدنيا والجهل يورثه الضيق والحصر
والحبس فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث
عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع فاهله اشرح الناس صدرا واوسعهم قلوبا
واحسنهم اخلاقا واطيبهم عيشا . انتهى كلامه من زاد المعاد
تعلم فان العلم زين لاهله وفضل وعنوان لكل المحامد
وكن مستفيدا كل يوم زياده من العلم واسبح في بحار الفوائد
تفقه فان الفقه افضل قائد الى البر والتقوى واعدل قاصد
هو العلم الهادي الى سبل الهدى هو الحصن منج من جميع الشدائد
فان فقيها واحدا متورعا اشد على الشيطان من الف عابد
وقبل الختام العمل بالعلم
قال بن الجوزي في صيد الخاطر : الله الله في العمل بالعلم فانه الاصل الاكبر
والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به ففاتته لذات الدنيا وخيرات
الاخره فقدم مفلسا مع قوه الحجه عليه
ونقل ابن عبد البر في الجامع قول ابي بن كعب : تعلموا العلم واعملوا به
ولا تتعلموه لتتجملوا به فانه يوشك ان طال بكم زمان ان يتجمل بالعلم كما يتجمل
الرجل بثوبه الله المستعان
ويروى عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال : العلم يهتف بالعمل
فان اجابه والا ارتحل
وقال بن القيم : سمعت شيخ الاسلام بن تيميه قدس الله روحه يقول : اذا
لم تجد للعمل حلاوه في قلبك وانشراحا فاتهمه فان الرب تعالى شكور يعني انه لابد
ان يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوه يجدها في قلبه وقوه انشراح وقره
عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول . انتهى كلامه
اذا فمجرد العلم يبقى حجه عليك فاذا عملت به اصبح حجه لك فالاعمال تشفع لصاحبها
عند الله وتذكر به اذا وقع في الشدائد وتذكر قول الحق عز وجل عن ذي
النون : ( فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون )
فيا طالب العلم ..الله الله في العمل بالعلم تجمع خيري الدنيا والاخره
وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : و كان السلف يستعينون بالعمل بالعلم على العلم
فان عمل به استقر ودام ونمى وكثرت بركته وان ترك العمل به ذهب او عدمت
بركته فروح العلم وحياته وقوامه انما هو بالقيام به عملا وتخلقا وتعليما ونصحا , ولا
حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم .وقال ايضا : فمن شح بعلمه مات علمه
بموته وربما نسيه وهو حي كما ان من بث علمه كان حياه ثانيه وحفظا لما
عمل وجزاه الله من جنس عمله
اخيرا .. اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهاده انت تحكم
بين عبادك فيما كانوا فيه مختلفين اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي
من تشاء الى صراط مستقيم اللهم انا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب
لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن نفس لا تشبع اللهم يا معلم ادم علمنا
ويا مفهم سليمان فهمنا ويا مؤتي لقمان الحكمه ائتنا الحكمه وفصل الخطاب ربنا زدنا علما
ربنا زدنا علما ووفقنا لما تحبه وترضاه اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم
من اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه اللهم فاشغله بنفسه اللهم اجعل كيده في نحره
اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه يا حي يا قيوم اللهم اكفيناهم بما شئت اللهم لا
حول لنا ولا قوه الا بك يا حي يا قيوم اللهم وفق اولياء امورنا لما
تحبه وترضاه ووفقهم لما فيه خير الاسلام والمسلمين اللهم ارزقهم البطانه الصالحه الناصحه اللهم ارهم
وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وصلى الله وسلم
وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين