الجندي الاردني والمقاتل الفلسطيني توحدا في خندق الكرامه فكان النصر.
· اخلصا النيه فتوحدت القلوب لتعود الكرامه .
· عصوا القيادات العليا على ارض المعركه فكافاتهم القياده بالفتنه .
· ليكن خندق الكرامه الخندق الذي يجمعنا من جديد.
لا شك هي ذكرى عزيزه على نفوسنا ليس لاننا احرزنا النصر فيها فقط بل لانها
جمعت الدم الفلسطيني مع الدم الاردني في معركه كانت لاستعاده الكرامه نفتخر بها ونحن نعيش
مرحله هوان وذل لم يشهده تاريخنا منذ عقود بل قرون.
كلنا او لنقل معظمنا سمع من الذين نالهم شرف الدفاع عن الوطن في تلك المعركه
سمعنا كيف دارت احداثها فالواقع ليس كما يسوقه الاعلام الموجه والحقيقه تبقى حبيسه ذكريات الجند
الاوفياء عانقت بنادقهم بنادق اخوتهم وابوا الا ان تكون وحده تجلب القوه واخلاصا يبعث النصر
من عمق اليرموك والقادسيه وثباتا تندحر امامه قوه الجيش الذي لا يقهر.
اسباب المعركه :
لم تقصد اسرائيل من معركتها هذه احتلال جزء من شرق الاردن والبقاء فيه لكنها كانت
خطه للدفاع من ناحيه بتدمير منشات ومعسكرات منظمه التحرير التي كانت بمثابه خطر داهم على
الاحتلال ثم قصد من هذا الاحتلال ايجاد سبب مقنع للاردنيين للدخول في معاهده سلام مع
اسرائيل بوجود سبب مباشر وهو احتلال جزء من الاراضي الاردنيه تهيئه لسلسله معاهدات السلام اللاحقه
وقد كان هذا بالتنسيق مع قيادات عليا كانت اوامرها السبب بخروج الجيش الاردني من الضفه
دون اطلاق رصاصه واحده في حرب عام 67 الصوريه والتي اتت على بقيه القدس وفلسطين
كما الجولان وسيناء.
العسكري الذي لم يتدخل في السياسه ولم يستوعب كنه ما يراد دخل المعركه وكانت بالنسبه
له معركه مبدا وشرف وكرامه خصوصا انه وعى تماما ما حصل في هزيمه 67 وتجرعها
الما وخزيا فكان عليه ان يثبت ولاءه لوطنه ولامته لذا ودون تردد اخلص النيه وصدق
العهد ثم تهيا للمفاجاه بنفس مليئه بالامل برد الاعتبار وصنع نصر مرحلي لذا رفض الاوامر
العليا وبقي بجانب اخيه الفلسطيني يقاتل حتى رد الغازي واندحر وهذا ما افقد الجهات العليا
صوابها فكان مصير كثير من ضباط النصر مكافاه الخائنين فاقيلوا من مناصبهم على اقل اعتبار
مع سجن مؤقت وكيف لا يكون هذا نصيبهم وقد افسدوا اسباب الحرب واطالوا عمر فتره
عدم الاستقرار على اطول جبهه مع الخصم اللدود.
لقد صنع النصر ميدانيا وبقرار المخلصين من كلا الطرفين حيث رفضت الاوامر وبقي الجندي والفدائي
في الخندق ولم يلبسوا اثواب النساء مولين الادبار فكانت النتيجه عقوبه بحجم تلك الجريمه بحجم
جريمه النصر لان النصر في زمن الخيانه جريمه لا تغتفر والنصر في عرف الساسه طموحاتهم
الفرديه حتى وان هلكت الامه باسرها.
معركه الكرامه تسببت بفتنه رفيقي النصر:
حاله الهستيريا التي اصابت القيادات العليا في المنطقه لم تنته بفصل الضباط وسجنهم بل كان
لا بد من التفريق بين رفاق النصر ليس التفريق فقط لان التفريق وحده لن يؤدي
الى الهدف المنشود فكانت الفتنه التي جعلت الرفاق يصوبون بنادقهم كل نحو الاخر كل يصوب
نحو رفيق النصر وقبل ان تنتهي نشوه الفرح لنستبدلها بغصه طالت مع الزمن وامتدت خارج
حدود احساسنا اجل لقد اصطنعت الفتنه ونال اصحاب اللعبه مرادهم حينما انساب الدم الاردني والفلسطيني
في شوارع عمان والزرقاء ودبين وجرش وحينما استورد الجيش الباكستاني بقياده ضياء الحق “العسكري” انذاك
لحرق الفدائيين في معسكراتهم ومغرهم التي توطدت تحت الجبال والصخور.
لا شك هي مراره لا ازال اذكرها فقد كنت حينها ابن الخامسه او السادسه …
فجارنا الذي كان يسامرنا قد انقطع عن السمر وكان اول يوم لي ولزملائي في مدرستنا
“الوليد بن عبد الملك” تحت الرصاص حيث اضطررنا لنحمل دفاترنا التي لم تكتب فيها اي
كلمه بعد ونهرب للهضاب المحيطه بمدرستنا كل هذه الغصات لم تكن لتمر دون ان تترك
اثرا في النفس وكرها للانظمه الحاقده التي فرقتنا ونحن اخوه كلها ذكريات مره نذكرها كتبناها
في دفاترنا التي البيضاء لنتعلم الدرس ونعلم ان المراد بنا ولنا ليس في مصلحتنا ولن
يكون .
امن غيرنا على حساب دمنا
هي ذاتها القيادات العليا التي كانت وصيه على امن المحتل بغض النظر عما يكون من
امرنا اخرجت المنظمه وتحول الجيش الى حرس للحدود ثم باء الشعب بالاثم ودفع الثم ن
فالخساره لم تكن مالا بل رجالا كانوا في يوم من الايام عده الوطن كانت الخساره
شعبين وحدتهما الدماء التي جرت في خندق الكرامه كما وحدتهما الاعراق المنسابه عبر تاريخ طويل
كل ذلك ليهنا غيرنا … لا بل محتل ارضنا وكل ذلك لنبارك وعد بلفور وما
جرى بعد ذاك الوعد جرى كل ما جرى في غياب الوعي والفهم لحقيقه الامور وما
يدار في العتمه .
لنعد الى خندق الكرامه :
وهذه دعوه ليست موجهه للاردنيين والفلسطينيين فقط بل موجهه لكل العرب لكل من امن انه
ابن هذه الامه المجيده فالامر اليوم لن يقتصر على شعب او اثنين بل الجميع امه
الضاد لتصبح اضدادا كانت الفتنه في يوم من الايام بين سوري واردني فلسطيني واردني ليبي
ومصري سوري ولبناني سوداني ومصري كويتي وعراقي شيعي وسني مسلم وقبطي ولم تكن هذه الفتن
الا من طرف حكوماتنا التي ما فتئت تكرس الحدود وتسخر الجيوش من اجل سلطانها وليست
امتنا التي عاشت الدهور دون حواجز وحدود بالامه المفرقه لكنها صارت تبعا لزعامات جاد بها
الاستعمار وسلطها على رقابنا لذا فليكن خندق الكرامه نموذجا لوحدتنا ولتكن اراوح شهداء الكرامه مظلتنا.
لا شك يا اعزائي فالامه الان تمر بمخاض صعب والخريطه في المنطقه تتشكل في العتمه
وما ندري اين تكون الفتنه القادمه ومن من شعوبنا سيدفع الثم ن فالكل مشروع ضحيه
لمكر الساسه في العالم وخير لنا ان نعي حقيقه ما يجري ولا ندفن رؤوسنا كالنعامه
ونظن انا قد امنا وسلمنا.
ان المرحله القادمه مظلمه ولن تنيرها الا العقول الواعيه والخطوب مدلهمه لن يقينا شرها الا
بعد النظر وحسن الظن والمعركه لها وقود فاحذروا ان تكون شعوبنا وقودها يكفينا ما خسرنا
وما نخسر اليوم في كثير من اقطارنا اجل ايها الاعزاء من المحيط الى الخليج فلنعد
لخندق الكرامه فامتنا واحده ومصلحتنا فوق كل اعتبار ودعونا ننشد يصوت واحد وبحس مخلص …
بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان
اجل يا اعزائي … امه واحده “وان هذه امتكم امه واحده “