معنى كلمة التوحيد
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) هي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام وقد سماها الله
تعالى كلمة التقوى والعروة الوثقى وهي كلمة الإخلاص التي جعلها إبراهيم الخليل عليه السلام كلمة
باقية في عقبه ومضمونها نفي الإلهية عما سوى الله وإخلاص العبادة بجميع أفرادها لله وحده.
وفرض معرفة (شهادة ألا إله إلا الله) قبل فرض الصلاة والصوم فيجب على العبد أن
يبحث عن معنى ذلك أعظم من وجوب بحثه عن الصلاة والصوم وتحريم الشرك أعظم من
تحريم نكاح الأمهات والجدات وأعظم من تحريم سائر الكبائر فأعظم مراتب الإيمان بالله شهادة ألا
إله إلا الله وربنا سبحانه هو الإله الحق الذي يجب صرف جميع أنواع العبادة له
ليس منها شيء لنبي ولا لملك ولا لولي قال جل ذكره: {ذلك بأن الله هو
الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير}.
وفي الإشارة إلى ما تضمنته كلمة (لا إله إلا الله) من نفي الشرك وإبطاله وتجريد
التوحيد لله الإشارة إلا ما تضمنته من معنى دقيق وأنها تنفي أربعة أنواع وتثبت أربعة
أنواع.
فتنفى (الآلهة) وهي: ما قصده الإنسان بشيء من جلب خير أو دفع شر ومن فعل
ذلك فقد اتخذه إلها من دون الله دل على ذلك قوله تعالى: {ولا تجعلوا مع
الله إلها آخر} وتنفي (الطواغيت) وهي: من عبد من دون الله وهو راض أو رشح
للعبادة دل على ذلك قوله تعالى: {أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وتنفي (الأنداد) وهي: ما
جذب الإنسان عن دين الله من أهل أو مسكن أو عشيرة أو مال فهو ند
دل على ذلك قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} وتنفي (الأرباب) وهي من
أفتى الإنسان بمخالفة الحق وأطاعه في ذلك مصدقا له دل على ذلك قوله تعالى: {ولا
يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا}.
وتثبت أربعة أنواع: القصد والتعظيم والمحبة والخوف والرجاء وكل هذه الأنواع الأربعة قد دل عليها
الكتاب العزيز فمن عرف هذا حق المعرفة قطع كل علاقة مع غير الله وجاهد نفسه
في تحقيق التوحيد وتصفيته من كل الشوائب وأخلص لله في عبادته.
فالواجب على كل أحد إذا عرف التوحيد وأقر به أن يحبه بقلبه وينصره بلسانه وعمله
وينصر من نصره ووالاه وإذا عرف الشرك وأقر به أن يبغضه بقلبه ويخذله بلسانه ويخذل
من نصره ووالاه بقلبه ولسانه هذه حقيقة الأمرين (الإثبات والنفي) فعند ذلك يدخل في سلك
من قال الله فيهم: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
ومن أعظم نعم الله علينا في هذه البلاد اجتماع قادتها وعلمائها وشعبها على التوحيد وتحقيق
معنى شهادة ألا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله فكان من ثم رة
ذلك الاجتماع والتآلف والأمن والاستقرار والتحاكم إلى شرع الله وتحقيق الوسطية والاعتدال ونبذ التفرق والاختلاف
ونعم أخرى متعددة ومتوالية فنسأل الله شكرها ودوامها.