افضل كلمات احلى كلام و عبارات جميلة

معنى كلمة السبيل

معنى كلمة السبيل 20160808 179

معنى كلمة السبيل 20160808 179

 

 

 

من الالفاظ المركزيه في القران الكريم لفظ (السبيل). وهو في اصله اللغوي يدل على امرين:
الاول: ارسال شيء من علو الى سفل. والثاني: امتداد شيء. فمن الاول قولهم: اسبلت الستر
واسبلت السحابه ماءها وبمائها. والسبل: المطر الجود وقيل للمطر: سبل ما دام سابلا اي: سائلا
في الهواء. ومنه قولهم لاعالي الدلو: اسبال. ومن الثاني: السبيل: وهو الطريق؛ سمي بذلك لامتداده.
وجمعه سبل. قال تعالى: {وانهارا وسبلا} (النحل:15). وقيل لسالكه: سابل وجمعه سابله والسابله : المختلفه
في السبل جائيه وذاهبه . وقالوا: سبيل سابله : اي مسلوكه . قال الطبري: “اما
{السبيل} فانها الطريق المسبول – المسلوك – صرف من (مسبول) الى {سبيل}. وسمي السنبل سنبلا؛
لامتداده يقال: اسبل الزرع اذا خرج سنبله.

ويستعار لفظ (السبيل) في مواضع فيفيد معاني اخر تدل عليها القرينه . ويستعمل (السبيل) لكل
ما يتوصل به الى شيء خيرا كان او شرا قال تعالى: {ادع الى سبيل ربك}
(النحل:125) فهذا في الخير. وقال سبحانه: {ولتستبين سبيل المجرمين} (الانعام:55) وهذا من الشر. و(السبيل) يذكر
ويؤنث قال تعالى: {وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا} (الاعراف:146) فذكر (السبيل). وقال جل
ذكره: {قل هذه سبيلي} (يوسف:108) فانث (السبيل).

ولفظ (السبيل) ورد في القران الكريم في خمسه وسبعين ومائه موضع (175) جاء في جميع
تلك المواضع بصيغه الاسم من ذلك قوله عز وجل: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل
الله اموات} (البقره :154). ولم يرد لفظ (السبيل) في القران بصيغه الفعل. وورد لفظ {السبيل}
مضافا الى لفظ الجلاله في {سبيل الله} في خمسه وستين ايه وورد مضافا الى ضمير
لفظ الجلاله {سبيله} في احد عشر موضعا.

ولفظ (السبيل) ورد في القران الكريم على عده معان نذكر منها:

{السبيل} بمعنى (طاعه الله) وهو كثير في القران الكريم من ذلك قوله سبحانه: {وقاتلوا في
سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا} (البقره :190) يعني : قاتلوا طاعه لله الذين يقاتلونكم
. ومنه ايضا قوله تعالى: {وانفقوا في سبيل الله} (البقره :195) اي: انفقوا اموالكم في
مصارفها الشرعيه طاعه لله.

و{السبيل} بمعنى (القدره والطاقه ) وعلى هذا فسر {السبيل} في قوله عز من قائل: {ولله
على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا} (ال عمران:97) قال الطبري بعد ان ذكر
عده اقوال في المراد ب {السبيل} في هذه الايه : “واولى الاقوال في ذلك عندنا
بالصواب قول من قال: ان ذلك على قدر الطاقه ؛ لان {السبيل} في كلام العرب:
الطريق فمن كان واجدا طريقا الى الحج لا مانع له منه من زمانه او عجز
او عدو او قله ماء في طريقه او زاد او ضعف عن المشي فعليه فرض
الحج لا يجزيه الا اداؤه”. وليس في القران الكريم على هذا المعنى ل {السبيل} الا
هذه الايه .

و{السبيل} بمعنى (المخرج) من ذلك قوله تعالى في حق الفاحشات من النساء: {او يجعل الله
لهن سبيلا} (النساء:15) يعني: مخرجا مما هن فيه. ومنه ايضا قوله سبحانه: {انظر كيف ضربوا
لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} (الاسراء:48) يعني: مخرجا.

و{السبيل} بمعنى (المسلك والطريق) من ذلك قوله عز وجل: {ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من
النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشه ومقتا وساء سبيلا} (النساء:22) يعني: بئس المسلك
ان تفعلوا ذلك. ونظيره ايضا قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشه وساء سبيلا}
(الاسراء:32) قال ابن كثير: “اي: وبئس طريقا ومسلكا”. وقال الطبري: “وساء طريق الزنا طريقا؛ لانه
طريق اهل معصيه الله والمخالفين امره فاسوئ به طريقا يورد صاحبه نار جهنم”. ومن هذا
القبيل قول الباري سبحانه: {عسى ربي ان يهديني سواء السبيل} (القصص:22) اي: الى الطريق الاقوم
وهو طريق الحق.

و{السبيل} بمعنى (دين الاسلام) من ذلك قوله عز وجل: {ويتبع غير سبيل المؤمنين} (النساء:115) قال
الرازي: يعني: غير دين الموحدين. ومنه ايضا قوله سبحانه: {ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا}
(النساء:150) قال البغوي: اي: دينا بين اليهوديه والاسلام ومذهبا يذهبون اليه. ونحو هذا قال القرطبي.

و{السبيل} بمعنى (الهدى) من ذلك قوله سبحانه: {ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} (النساء:88)
قال ابن كثير: اي: لا طريق له الى الهدى ولا مخلص له اليه. ونظيره قوله
تعالى: {ومن يضلل الله فما له من سبيل} (الشورى:46) قال الطبري: ومن يخذله عن طريق
الحق فما له من طريق الى الوصول اليه؛ لان الهدايه والاضلال بيده سبحانه دون احد
سواه.

و{السبيل} بمعنى (الحجه ) من ذلك قوله عز وجل: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين
سبيلا} (النساء:141) قال الطبري: يعني: حجه يوم القيامه . ومن هذا القبيل قوله تعالى: {وعلى
الله قصد السبيل} (النحل:9). اي: على الله تبيين الطريق المستقيم والدعاء بالحجج والبراهين الواضحه .

و{السبيل} بمعنى (المؤاخذه والعقوبه ) من ذلك قوله سبحانه: {ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما
عليهم من سبيل} (الشورى:41) اي: بمؤاخذه ولا عقوبه لانه وقع عليهم الظلم وقوله بعدها {انما
السبيل الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق} ( الشورى 42) فهؤلاء هم المؤاخذون 
الذين تقع عليهم العقوبه لظلمهم وبغيهم بغير حق ومنه قوله سبحانه : {ما على المحسنين
من سبيل} (التوبه :91)  اي: ليس على الذين تخلفوا عن الغزو لمرض او عجز مؤاخذه
او اثم بسبب تخلفهم وقعودهم عن الجهاد؛ لانهم معذورون وانما المؤاخذه والعقوبه في الذين تخلفوا
من غير عذر يسوغ لهم ذلك  قال الرازي: لا اثم عليه بسبب القعود عن الجهاد.
ولذا قال بعدها : {انما السبيل على الذين يستاذنونك وهم اغنياء} (التوبه :93) قال الطبري:
ما السبيل بالعقوبه على اهل العذر يا محمد ولكنها على الذين يستاذنونك في التخلف خلافك
وترك الجهاد معك وهم اهل غنى وقوه وطاقه للجهاد والغزو؛ نفاقا وشكا في وعد الله
ووعيده.

و{السبيل} بمعنى (المله والمذهب) من ذلك قوله عز وجل: {قل هذه سبيلي ادعو الى الله}
(يوسف:108) قال ابن كثير: اي: طريقه ومسلكه وسنته. ومنه ايضا قوله سبحانه: {ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله} (الانعام:153) قال البغوي: {سبيله} طريقه ودينه الذي ارتضاه لكم.

والمستفاد من تتبع لفظ {السبيل} في القران الكريم ان جميع المعاني التي جاء عليها هذا
اللفظ انما تعود عند التحقيق والتدقيق الى المعنى اللغوي الاول وهو (الطريق) الممتد لكن السياقات
المختلفه التي ورود فيها اللفظ اضفت عليه معنى جديدا او معنى مجازيا خرجت به عن
اصله الحقيقي ليفيد معنى اوسع وهذا من اعجاز العربيه لغه القران الكريم.

السابق
القدر دة شئ مكتوب علينا , كلمات عن القدر
التالي
ما معنى كلمة فلسفة