معنى كلمة المسيح
من كتاب : مميزات المسيح في جميع الكتب للقمص عبد المسيح بسيط ابو الخير
اسماء المسيح في القران :
ورد اسم المسيح في القران بمرادفاته حوالي 35 مرة :
(1) فقد ذكر باسم ” المسيح ” وحده ثلاث مرات؛ (النساء:172 والمائدة:72 والتوبة:30).
(2) وذكر باسم ” المسيح عيسى ابن مريم ” ثلاث مرات (ال عمران:45 والنساء:157و171).
(3) وذكر باسم ” المسيح ابن مريم ” خمس مرات (المائدة:17و72و75 والتوبة:31).
(4) وذكر باسم ” عيسى ” وحده عشر مرات (ال عمران: 52و55 و59 والزخرف:63 والبقرة:136
وال عمران:84 والنساء:163 والمائدة:78 والانعام:85 والاحزاب:7 والشورى:13).
(5) وذكر باسم ” ابن مريم ” وحده مرتين (المؤمنون: 50والزخرف:57).
(6) وذكر باسم ” عيسى ابن مريم ” ثلاث عشرة مرة (البقرة:87 و253 و المائدة:110و112و114ومريم:34
والصف:6و14و المائدة:46و78 والاحزاب:7).
كلمة ” مسيح ” في اللغة العبرية هي ” ماشيح מּשּׁיּח Mashiakh” من الفعل العبري
” مشح ” اي ” مسح ” وتنطق بالارامية ” ماشيحا ” ويقابلها في اللغة
العربية ” مسيح ” ومعناها في العهد القديم الممسوح ” بالدهن المقدس ” ونقلت كلمة
” ماشيح ” الى اللغة اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية ” ميسياس – Messias
– Мεσσίας” وعن اليونانية نقلت الى اللغات الاوربية ” ماسيا -Messiah ” كما ترجمت الكلمة
الى اليونانية ايضا ترجمة فعلية ” خريستوس – christos Хριτός” اي المسيح او الممسوح من
الفعل اليوناني ” خريو –
chriw” اي يمسح والذي يقابل الفعل العبري ” مشح ” والعربي ” مسح ” وجاءت
في اللاتينية ” كريستوس Christos” وعنها في اللغات الاوربية ” Christ”.
وكانت عملية المسح تتم في العهد القديم ” بالدهن المقدس ” الذي كان يصنع من
افخر الاطياب وافخر اصناف العطارة وزيت الزيتون النقي (خر22:3031).
وكان الشخص او الشيء الذي يدهن بهذا الدهن المقدس يصير مقدسا مكرسا ومخصصا للرب وكل
ما يمسه يصير مقدسا. وكان الكهنة والملوك والانبياء يدهنون بهذا ” الدهن المقدس ” ليكونوا
مقدسين مكرسين ومخصصين للرب: ” وتمسح هرون وبنيه ليكهنوا لي ” (خر30:30) ” واتى رجال
يهوذا ومسحوا هناك داود ملكا على بيت يهوذا ” (2صم 4:2) وقال الرب لايليا امسح
يا هو بن نمشى ملكا على اسرائيل وامسح اليشع بن شافاط 000 نبيا عوضا عنك
” (1مل 16:19).
وكانت عملية المسح تتم بصب الدهن المقدس على راس الممسوح ” مثل الدهن الطيب على
الراس النازل على اللحية لحية هرون النازل الى طرف ثيابه ” (مز133 :2). ” فاخذ
صموئيل قرن الدهن ومسحه (داود) في وسط اخوته وحل روح الرب على داود من ذلك
اليوم فصاعدا ” (1صم 13:16).
وهكذا دعي الكهنة والانبياء والملوك ب ” مسحاء الرب ” (مز15:105) ومفردها ” مسيح الرب
” (2صم1:23) ويصفهم الله بمسحائي ” لا تمسوا مسحائي ولا تؤذوا انبيائي ” (1اخ22:16) ”
لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا الى انبيائي لانهم مسحوا بالدهن المقدس وحل عليهم روح الرب
” (مز15:105).
ولكن الوحي الالهي في اسفار العهد القديم يؤكد لنا من خلال نبوات جميع الانبياء ان
هؤلاء ” المسحاء ” جميعا سواء من الكهنة او الانبياء او الملوك كانوا ظلا ورمزا
” للنسل الاتي ” والذي دعي منذ عصر داود فصاعدا ب ” المسيح ” وكانوا
جميعا متعلقين بهذا المسيح ” مسيح المستقبل ” الذي سوف ياتي في ” ملء الزمان”
والذي وصفه الروح القدس في سفر دانيال النبي ب ” المسيح الرئيس ” (دا 24:9)
و ” المسيح ” و ” قدوس القدويسين ” (دا 25:9) والذي سوف يكون له
وظائف الكاهن والنبي والملك؛ الكاهن الكامل والنبي الكامل والملك الكامل.
معنى اسم عيسي ومن اين جاء ؟
عندما بشر الملاك جبرائيل العذراء مريم بالحبل بالسيد المسيح وولادته قال لها ” وها انت
ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع (Ἰησοῦν) هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى” (لو1 :31و32) .
وقال ليوسف النجار خطيب العذراء عن حبل العذراء ” فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع (Ἰησοῦν)
لانه يخلص شعبه من خطاياهم ” (مت1 :21). ولما ولد ” دعا اسمه يسوع(Ἰησοῦν) ”
(مت1 :25).
واسم يسوع هو الاسم الوحيد الذي تسمى به الرب يسوع المسيح بعد التجسد والذي تسمى
به من الملاك كما تسمى به ايضا بعد ثم انية ايام من ولادته اي يوم
ختانه ” ولما تمت ثم انية ايام ليختنوا الصبي سمى يسوع (Ἰησοῦς) كما تسمى من
الملاك قبل ان حبل به في البطن” (لو2 :21) . وقد تكرر هذا الاسم في
العهد الجديد 915 مرة سواء بمفرده ” يسوع ” او ” الرب يسوع ” او
” يسوع ربنا ” او ” يسوع المسيح ربنا ” او ” الرب يسوع المسيح
” او ” يسوع المسيح ” او ” المسيح يسوع ” 00الخ
والاسم ” يسوع ” في اصله العبري هو ” يشوع ” الذي هو ايضا تصغير
” يهوشع יְהוֹשֻׁעַ”. وهو في اصله العبري مكون من مقطعين من كلمتين مندمجتين (יְהוֹ –
שֻׁעַ) هما ” يهوه – יְהוָה” الكائن الدائم الوجود الواجب الوجود وعلة كل وجود و
” شع – ֹשִׁיעַ” وهو فعل عبري بمعنى ” يخلص – יוֹשִׁיעַ” فيسوع يعنى ”
المخلص “؛ ” يهوه المخلص ” او ” يهوه يخلص ” اي الله المخلص .
وعندما ترجم علماء اليهود العهد القديم الى اللغة اليونانية نقلوا الاسم ” يهوشع ” وتصغيره
” يشوع ” الى Isou (Ἰησου – ايسو) وفي حالة الفاعل Isous (Ἰησοῦς – ايسوس)
وكذلك فعلت الترجمة القبطية التي حذت حذو العهد الجديد الذي استخدم Isous (Ἰησοῦς) لكل من
الاسم وتصغيره وحذت الترجمات العالمية حذو الترجمة السبعينية والعهد الجديد فنقل الاسم في الانجليزية Jesus
وفي الفرنسية Jesus اما الترجمة العربية فقد استخدمت الشكل الاخير ” يشوع ” وان كانت
قد حافظت على الشكل الكامل ” يهوشع ” ونقلته كما هو عدة مرات(2) وميزت بين
المسيح ” يسوع ” في شكله الارامي اما يشوع بن نون فحافظت عليه كما هو
” يشوع ” وكذلك فعلت الترجمة الانجليزية التي ميزت بين يسوع Jesus. ولكن في اليونانية
لا فرق بين يسوع ويشوع ويهوشع فجميعهم واحد ” Ἰησοῦς – ايسوس Isous”(3).
كما كان اسم يسوع “Ἰησου – ايسو ” في اليونانية ينطق في الارامية المحيطة
بالجزيرة العربية ” عيشو ” باللهجة العراقية الشرقية ويبدو ان البعض كان ينطقه ” عيسى
” ومن ثم نطق بالعربية ايضا عيسى او العكس .
وبالتالي فعيسى هو عيشو بالارامية العراقية وايسو في اليونانية ويسوع في العربية ويشوع في العبرية
والسريانية ومعناه الاصلي الله يخلص او الله المخلص .
وجاء في لسان العرب ” عيسى اسم عبراني او سرياني والجمع العيسون”.
ويقول السوري اديب قوندراق ” وكلمة عيسى يعتبرها فيلون الاسكندري مرادفة لكلمة (ESSAIOI او OSIOI)
اليونانية وتعني: (نقي قديس مقدس). ويضيف ” ويرى اللاهوتي الالماني المعاصر هولغر ان اصلها سرياني
ارامي وتعني: النقي الورع الحكيم “. ويرى بلين ان القران الكريم ذكر يسوع باسم عيسى
نسبة الى العيسانيين القريبة من الكلمة العبرية (الارامية) ISAH . ولا زالت حتى يومنا هذا
تستخدم كلمة ” اسى ” باللغة العربية بمعنى الحكيم او الطبيب