معناها الغامض وراء هذه السفينه التي يكتنفها الغموض منذ الازل فلم يستطيع احد ان يثبت
بدليل قاطع وجازم اين تكون او اين كانت تاره يقولون في تركيا
وتاره في اماكن اخرى عديده وكثيره من العالم ثم ماهو الجودي المذكور في القران الكريم
هل هو حقا جبل ؟ فالايه لم تؤكد على اي شي مثل ذلك هل الجودي
اسم اخر لجبال ارارات؟
لا طبعا لان السفينه التي يؤكد الكثيرين على انها سفينه نبي الله نوح عليه السلام
موجوده على بعد كبير من ارارات لكن السؤال هل يعقل ا ن اهل الكتاب ذكروا
اسما اعتباطيا لمكانها؟
فهي لاتبعد عن موقع السفينه اكثر من خمسين كيلو . وماسر هذا التنابز بين المسلمين
واهل الكتاب في تحديد مكانها؟ ولماذا البحث عنها لم يتوقف بعد ان وجدوها في تركيا؟
فما زالت البحوث والاكتشافات والفرضيات تترى وتاتي تباعا لتباغتنا وتفاجئنا بكل جديد.
ومازالت الفرق البحثيه تناضل للوصول الى حل اللغز. بل ان اكبر الواثقين في وجودها في
مكان معين مثلا حين يدلي باي راي يخص قناعاته لاتبع تصريحه بعباره انا لا يمكن
ان اؤكد ولكن الاحتمال كبير جدا في ان يكون هو الموقع. ان السفينه المعثور عليها
في تركيا تقع في منطقه مرتفعه جدا عن سطح البحر ولا يوجد في حيزها القريب
اي جبل لانها تقبع في منطقه من التلال بل لا يعقل ان ترسو السفينه على
جبل. فان لم تكن هي سفينتنا المنشوده فما عساها ان تكون ولماذا تقبع على هذا
الارتفاع الهائل عن سطح البحر؟ هذه الاسئله واسئله كثيره غيرها قد تمر في عقل اي
باحث ومهتم في هذا الموضوع .
(سفينه نبي الله نوح عليه السلام)
لا شك ان الغالبيه العظمى تقريبا ومن كل اتباع الديانات قد بلغه شيء ما من
قصه الطوفان العظيم
خصوصا بعد ظهور بعض اثار سفينه نوح عقب هزه ارضيه اجتاحت شرق تركيا وازاحت تراكمات
وترسبات الاتربه عليها لالاف من السنين لتظهر من جديد على ساحه الفكر والدين .
وانكشف النقاب مره اخرى عن حقيقه وعظمه هذا الطوفان المذكوره في القران الكريم وكل الكتب
السماويه وانكشف بذلك ايضا النقاب عن صفه الجدال والمراوغه عند اهل الكتاب وخاصه لبني اسرائيل
الذين لا يالون جهدا في لي اعناق الحقائق واشعه النور لتحويلها الى مجرد محاور للجدل
تثير الشك وتنشر الظلام الباهت بدلا من تحقيق الغرض منها والاهتداء بنورها وان اكبر غلطه
ارتكبها بعض ابناء وعلماء الاسلام هوا الدخول في الجدال معهم ومع فكرهم الملتوي الذي لم
يسلم منه جميع انبيائهم .
ونحن في عقيدتنا الاسلاميه لا يمكن ان نعتبر انفسنا مؤمنين اللا اذا امنا بجميع الانبياء
وجميع الكتب السماويه فنحن اذا نؤمن بلا شك بالتوراه و بالانجيل ولكننا وبالطبع لا نؤمن
بكل التحريف الذي الحقه
بها بني اسرائيل او غيرهم زياده او نقصانا .ولا دليل اكبر على هذا التحريف من
تعدد النسخ للكتاب السماوي الواحد.
وعليه فنحن نؤمن بذكر التوراه لموقع سفينه نوح وذكر القران الكريم له وان كان الاسمين
مختلفين
وان كان قد شابه من التحريف في التوراه فهوا بلا شك قد اصاب شيئا من
الحقيقه في ذكر اسماء لجبال قريبه فعلا
من السفينه , فلا يعقل ان تكون كل الحقيقه موضوعه ولكن التحريف قد اصاب صياغه
الحقيقه فقط . ومشكله الاختلاف بين الموقعين المذكورين في التوراه والقران الكريم
ليست في الحقيقه الاختلاف في الاماكن ولكن مشكله فهم صيغه وصف هذا المكان ذاته ,فلكل
شيء يمكن ان يكون عده اسماء واوصاف وصيغ تعبر عنه.
فربما قيل في التوراه بل بالتاكيد انه كان في التوراه قبل تحريفها وصف المكان على
انه بجوار هذه الجبال (ارارات) وليس على قمتها او هكذا وفيما معناه.
واما القران الكريم ذكره بالجودي. والجودي ليس اسم علم وانما اسم صفه , ومنه قولنا
جاده الطريق اي اصله واصلبه
ومنه الجد وهوا الاصل في النسب ومنه مثلا تجديد السيف وهي عمليه صقله ونحت الصدا
عنه ليظهر اصله وبريقه.
والجودي بذلك هي الارض الصلبه وهي اصل الارض التي ذهب الطوفان من شدته بلحائها وتربتها
. وهنا يتضح اختلاف صيغه ذكر المكان في الكتابين في الاول ذكره بالاسم وجاء في
الثاني صفه عنه .
فلما كانت الكتب السماويه تتعامل مع اذهان وعقليات متبعيها جاء الاختلاف الواضح مما سبق في
استخدام المدلولات والدلائل عليها , فحيث ان بني اسرائيل كانوا يتناولون جميع الاخبار بالشك والريبه
كان الافضل ان يتم ايضاح
مكان معين بالاسم المعلوم لديهم لينقض الشك وميزه قلب الحقائق في عقولهم المريضه , على
عكس اتباع الصادق الامين محمد بن عبد الله .
فقد بلغ الايمان كل جوارحهم وشغاف قلوبهم , فكانوا كانهم يرون الله جهره فلم يحتاجوا
مثل سابقيهم الى دلائل الاثبات
لكن يكفيهم الوصف فقط, ومن هنا ولهذا اتجهت التوراه الى تحديد دلائل الفعل بالمعلوم الثابت
, وهي الجبال كما ذكرها باسمائها , متوخيا ناحيه الاثبات والشك عندهم . واتجه القران
الكريم الى تحديد دلائل الفعل بالمجهول المتغير
متوخيا اظهار عظمه الفعل لتحفيز قلوب المؤمنين من الاتعاظ به .
فهم لم يحتاجوا الى اثبات الفعل من حيث وقوعه وعدمه ولكنهم احتاجوا الى اثبات الفعل
وعظمته وتشديد عظمته بذكر صفه من صفاته , وهي اقتلاع لحاء الارض عنها .
ويخطئ من يقول ان الجودي اسم لمكان وانما هو صفه لحالت المكان .
التي لا تلبث ان تتغير وتنزاح عنها .
علما بان الصفه اذا طال امدها قد تتحول الى اسم في كثير من الاحيان والان
سنبحث في تفسير قوله تعالى (وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور
رحيم) ان جريان السفينه وخوضها لعباب امواج الطوفان لمشهد يفوق اي وصف خيال فعلى قدر
ما كانت صعوبه الوضع بين الامواج العظيمه التي اشبهت الجبال حجما وشكلا ولونا , الا
ان العنايه الالهيه كانت على قدر اكبر من هذا الوضع
بمنه الله ورحمته فحفظها ومن فيها حتى بلغت المكان الذي قدر لها المولى عز وجل
ان ترسو به بغير اي فضل لاي احد بداخلها.
(ومرساها) لاشك ان الرسو وهو رسو السفينه يحتمل ويحمل معاني واوجه عديده في تفسيرها ولكننا
سنتحدث هنا عن المعنى الطبيعي والمادي والملموس فرسوها يعني الطريقه السلسه في نزولها على الارض
وتاثير النزول على جسد السفينه وتوازن هيئه السفينه على الارض وثباتها ايضا بطريقه تساعد على
انزال كل ما فيها من بشر وازواج الحيوانات دون ضرر, وايضا نوعيه المكان الذي نزلت
به من حيث صلاحيته للحياه لمن هم عليها وقدرته على حفظها من العوامل الطبيعيه ,فلو
نزلت على مجرى مائي او ضفاف نهر لا زالت مع الوقت بالتاكيد .
فموقعها هيئها تماما للبقاء حتى اخر الزمان خصوصا مع تراكمات رماد بركان ارارت عليها.
ولكن هناك سؤال مهم وهو ايضا عن محور رئيسي لنوعيه رسو هذه السفينه وهو الى
اين تتجه السفينه وما هو موقعها من العالم .؟
لا ادري ان كان قد فكر في هذا احد ام لا, لكنني لم اجد اي
دليل يشير الى هذه الفكره .
ولكن بفضل الله وحده توصلنا الى حقيقه عجيبه ومهمه جدا في ان .
ولنكشف سويا اتجاه السفينه علينا القيام بالرحله عبر جوجل ايرث ومن خلال عدت صور .
ليكتمل لدينا معنا كلمه مرساها .. في الايه الكريمه
اولا: هيا بنا ننظر الى موقع السفينه عبر برنامج جوجل ايرث