اصدر الباحث عامر رشيد مبيض كتابه “قلعه حلب عرش التاريخ ” و اورد في بدايه
الكتاب و قبل الدخول في شرح اثار قلعه حلب الشهيره مجموعه من الافكار الجريئه .
و لكن اغلب طروحات ” مبيض ” نظريات غير مسبوقه اثارت الجدل و الاستغراب من
البعض .
فهو يقول مثلا ان “جبال الالب ” التي حار الباحثون الغربيون بمعرفه اصل تسميتها هي
في الاصل “جبال حلب ” فقد خفف حرف الحاء الذي لا يستطيع الغربيون لفظه فصار
الفا لانه حرف حلقي و صارت تلفظ جبال الب .
كما يرى ان جبل لبنان يقع في شمال سوريه قرب حلب و لا يقع في
لبنان الحاليه و يورد دليلا على ذلك ما جاء في كتاب ياقوت الحموي” معجم البلدان
” في وصف قريه “الدانا ” بانها قريه قرب حلب في لحف جبل لبنان القديمه
و في وصف قريه ” روحين “بانها قريه من جبل لبنان قريبه من حلب و
في وصف بلده “ريحاء ” بانها بليده من نواحي حلب , وليس في نواحي حلب
انزه منها وهي في طرف جبل لبنان .
و يقول في كتابه ان هذا الوصف الجغرافي لياقوت الحموي في معجم البلدان يثبت ان
جبل لبنان قديما كان بالقرب من حلب .
و يفسر كلمه ” لبنان ” بانها جمع “لبان “و هو الصنوبر , و جبال
لبنان المقصوده هي الجبال التي كانت تكسوها اشجار الصنوبر و العرعر .
اما بقيه الجبال الواقعه شمالي حلب فيفسر معاني اسماءها تفسيرات جديده مثل “جبال طوروس ”
التي يقول ان تسميتها جاءت من ” جبال الثور ” و اصلها “جبال تورو ”
فالثور قديما كان رمز القوه والخصب وكان العرب السوريون يقدسون الثور رمز الخصب و قد
اكتشفت لوحه للثور في معبد حدد في قلعه حلب في الغرب اضافوا لاسم “تورو” اللازمه
” os ” لتحويل الصفه الى اسم فصار ” توروس ” و لفظت طوروس عندنا.
و من الثور ايضا جاءت تسميه ” تركيا ” فالكلمه مؤلفه من مقطعين ” تور
(اي الثور ) و كي (وهي عشتار حلب الهه الارض ) ” و الالف للتنبيه
و معنى كلمه تركيا هو ثور عشتار .
اما “جبال زغاروس” فهو يرى انها تعني الجبال الصغيره و اصل التسميه من كلمه “زغار”
التي تعني صغار .
اما “جبال امانوس ” فاصل التسميه جبال الامان و اضيفت اللازمه ” اوس ” لتحويلها
لصفه فصارت جبال امانوس.
عامر رشيد مبيض ” التاريخ يكتب بالحجر لا بالقلم”
يقول الباحث ان دراسه التاريخ الحقيقي يجب ان تعتمد على الكتابات الاثريه المسماريه على الالواح
الحجريه او الاثار المعماريه التي تم العثور عليها و لا يصح الاعتماد على ما كتبه
المؤرخون في كتبهم ان تعارضت هذه الكتب مع اللقى الاثريه .
فالكتب عرضه للتحريف و التزوير اما الكتابات على الحجاره الاثريه فلا يمكن تزويرها في ظل
الابحاث العلميه الحديثه .
و على هذا الاساس يرفض الباحث ” مبيض ” تفسير كثير من التسميات للمدن و
الدول استنادا على كتب المؤرخين دون دليل اثري فعلي مثلا يقول ان مدينه “حماه ”
التي يعتقد بعض الباحثين انها دعيت بهذا الاسم من النص التوراتي الذي اورد اسم شخص
يدعى ” حماتي ” جاء في التوراه انه هو من بناها .
و يرى ان هذا الامر غير صحيح و الصحيح ان الاسم جاء من اسم الهها
” حمه ” و هو اله الشمس .
اما مدينه “اللاذقيه ” التي يرى المؤرخون انها نسبه الى ” لاوديكي ” اسم والده
القائد الاغريقي سلوقس فهو يرى ان هذا التفسير لمصدر الاسم غير صحيح بل ان اصل
التسميه مؤلفه من مقطعين ” اللات و كيا ” و تعني الهه الارض و البحر.
و كذلك يرى ان اسم مدينه “بانياس “جاء من لفظه “بانيو ” باللغه العموريه (
الاموريه ) و هو حوض الماء و اضيفت اللازمه سين للتعظيم فكانت بانياس .
ويستدل على ذلك بان جغرافيه ساحل بانياس على شكل حوض حيث كان البحاره يتطهرون في
حوض ” الربه عشتار” قبل السفر عبر البحر العربي السوري .
اما اسم مدينه ” نيس ” الفرنسيه فيفسر الباحث ” مبيض ” مصدر الاسم بانه
مؤلف من كلمه ” ني ” و تعني الربه عشتار و اضيفت السين للتعظيم و
مثلها اسم “نيرب ” فالاسم جاء من مقطعين ” ني ( اسم الربه عشتار )
و رب ” فكانت نيرب و تعني : رب و ربه .
و كذلك الامر اسم مدينه “صافيتا ” فيرى ان معناها هو السيده الصافيه و هي
عشتار و هو مدلول ديني .
اما مدينه “اضنه ” فيرى ان اصل التسميه ” ادنا “نسبه الى ” ادونيس ”
و هو نفسه الاله بعل شتاءا اي اله المطر ( ما زلنا نقول ارض بعليه
) و الذي يسمى بعل شمين صيفا اي الشمس ” ملك الصيف “.
و تسميه “انطاكيه “جاءت من دمج الكلمتين ” انات و كيا ” و انات هي
عناه و هي احدى تسميات “عشتار ” و كيا هي الهه الارض و بالتالي انطاكيه
تعني الهه الارض .
اما ” بيزنطه ” فهي كلمه عربيه سوريه اصلها ” بز انات ” بما ان
الطاء غير موجوده في اللاتينيه و انات هي ” عناه ” و هو احد اسماء
عشتار فكلمه بيزنطه تعني ” بز عناه ” اي نهد عشتار .
اما “جبله ” فيرى ” مبيض ” ان الاسم مؤلف من مقطعين “جب ( تعني
مرتفع مثل جبيل ) و ايله ( هي مؤنث ايل) ” و ايل هو الاله
العربي ( حدد ) .مرتفع تعني بيت الربه .
حلب كان اسمها القديم “ارمان “و هي مدينه عربيه منذ نشاتها في الالف الخامسه و
تعني رامي الصاعقه ابو رمانه و منها جاءت تسميه ” روما ”
يفسر الباحث ” عامر رشيد مبيض ” تسميات العديد من الدول بانها تسميات عربيه اموريه
سوريه الاصل فاسم ” روما “جاء من صفات الاله الحلبي ” حدد ” الذي يوصف
بانه الرامي او ارمان رمامو كما يسمى رامون او ابو رمانه و هو الذي كان
وفقا للرسوم الاثاريه يرمي الارض بالصاعقه فيهطل المطر .
و من هذه التسميه جاء اسم ” روما ” التي حار الغربيون في تفسير مصدر
اسمها .
” حدد ” يقود الثور و يحمل الرمانه بيده
و تشابهها تسميه “ارمينيا ” و اصلها ” ارمان ” ايضا و اضيفت اللازمه ”
ين ” في نهايه الكلمه كاداه جمع , واللازمه ” يا ” للتعريف و اسم
ارمينيا يعني مطر السماء.
اما “ايطاليا ” فهو يرى انها لفظه عربيه كنعانيه سوريه مؤلفه من مقطعين ” ات
و ايل ” فالطاء في كلمه ايطاليا غير موجوده في اللاتينيه و اصلها تاء و
ات هي تحوير لكلمه قريت لان القاف تلفظ في الغرب الفا و قريت تعني قريه
.
اما” ايله ” فهي مؤنث ايل و الكلمه بكاملها تعني مدينه الربه عشتار و هي
صيغه تحبب للربه عشتار .
و يرى ان “نابولي ” هي مدينه بناها العرب السوريون في ايطاليا و مؤلفه من
مقطعين” نبو (اي نبي او متنبىء عراف ) و ايل ” و بذلك فان الاسم
” نابولي ” يعني عراف الرب .
مارسيليا و استراليا و البرازيل : تسميات سوريه
يتابع الباحث في كتابه تفسير اصل تسميات المدن فيرى ان “مارسيليا ” تعنى “مرسى ايل
“اي ميناء الرب و ان “استراليا ” تعني نجمه الاله و يفسر ذلك بانها مؤلفه
من مقطعين ” استير و ايل ” و استير هي النجمه عشتار لان عشتار تلفظ
استار ومنها جاءت كلمه النجمه باللاتينيه ” ستار” فاذا اضيفت الي الى استر كلمه ”
ايل ” التي تعني اله صارت “استراليا” .
اما تسميه ” البرازيل ” فقد جاءت من اللفظتين ” برزا و ايل ” اي
ارض الله المكشوفه .
السوريون اطلقوا اسماء مدنهم و ابطالهم على معظم قارات و مدن العالم
يشير الباحث الى انه من المعروف ان القاره الافريقيه قديما كانت تسمى ” ليبيا ”
و يرى ان التسميه جاءت على اسم ” ليب ” جده الاميره ” عربا ”
التي ذهب شقيقها “قدموس ” يبحث عنها .
و يستشهد بما يقوله الباحث الكبير فيليب حتي : ( تروي الاساطير ان الاله زفس
بعد ان تحول الى ثور اختطف “عر با ” الجميله ..من مرج على الساحل السوري
بعد ان وقع في حبها و هرب الى كريت و في كريت تزوجها بعد ان
استعاد شكله الاصلي و قد ولد من هذا الزواج الملك و المشرع الكريتي مينوس بينما
اتخذت القاره اسم اوربا و هي ذاتها عربا و هي زوجه زفس ( زوس او
زيوس ) والده مينوس ).
و يستنتج الباحث ” مبيض ” انه من اسم ” ليب ” جده عروبا جاءت
تسميه ” ليبيا” و اللازمه : يا في نهايه “ليبيا ” للتعريف مثل حاله قدس
تعرف قدسيا.
اما اسم الاميره عربا فلفظ في الغرب ” اوروبا” لان العين حرف حلقي A و
بذلك اطلق اسمها على قاره اوربا و اطلق اسم ” ليبيا ” على قاره افريقيا
الحاليه .
و يؤكد الباحث ان جزيره ” كريت ” مدينه ابن عربا و هو مينوس سميت
باسم سوري مشتق من كلمه “قريت ” اي قريه و بما ان القاف تلفظ كافا
في الغرب فكانت كريت .
” على دلعونا ” و ” عالروزانا ” اناشيد دينيه لالهه حلب القديمه “حدد و
عشتار”
يرى الباحث ” مبيض ” في تفسير معاني انشوده “على دلعونا على دلعونا الهوى الشمالي
غير اللونا ” ان العرب الكنعانيين السوريين كانوا في مواسم الحج الى معبد حدد في
تل حلب ( و هو قلعه حلب ) يغنون للاله ” حدد ” و يدبكون
دبكه طقسيه دورانيه على صوت الطبل الذي يشابه صوت الرعد ” بل ” الذي هو
الاله حدد و يغنون ” على دلعونا ” و هي بدايه صلاه الشكر للاله حدد
و يدبكون رجالا و نساء على صوت الطبل ( بل بل ) .
صوره لتمثال ” حدد ” الذي يقف على الثور و يحمل صولجان الصاعقه في يده
اما تكمله الانشوده ” الهوى الشمالي ” فالمقصود به هواء مدينه حلب في شمال سوريا
و التكمله ” غير اللونا ” تشير الى الغيوم الشماليه المصحوبه بالامطار التي غيرت لون
الارض لتصبح خضراء.
اما انشوده ” عالروزانا عالروزانا يا رايحين لحلب ” فجاءت من كلمه ” روز” و
هو الورد الاحمر الذي اختصت بزراعته حلب و يصنع منه مربى الورد و كلمه نيروز
مؤلفه من مقطعين ” ني ( هي الربه عشتار ) و روز ” و ”
نيروز ” تعني ربه الورد ففي عيد عشتار اي الربيع يغنون.
” البرلمان ” كلمه سوريه عربيه الاصل
يرى الباحث ” مبيض ” ان كلمه ” برلمان ” مؤلفه من مقطعين ” بر
و مان ” و تعني اباء المقاطعات و هم ساده القرى و المدن .
فكلمه ” مان ” و هي كلمه رجل بالانكليزيه اصلها من العربيه فمان ما زالت
تطلق على الخشبه في راسها حديده التي تثار بها الارض و هي خشبه المحراث و
اثارتها للارض ترمز للذكوره و الاض هنا هي عشتار و قد انتقلت الكلمه الى الانكليزيه
بمعنى رجل و اللفظه عربيه كنعانيه قديمه .
هذه الافكار هي غيض من فيض من طروحات الباحث ” مبيض ” الذي جمع و
الف و اصدر الاف الصفحات عن مدينه حلب و اعلامها و المواقع الاثريه فيها عبر
مجموعه من الكتب التي يطبعها على نفقته الخاصه رغم محدوديه موارده و بذلك يقدم نفسه
كمؤرخ لحلب .
و من احدث طروحاته التي قدمها في محاضره يتيمه لم تعاد قال فيها ان الالعاب
الاولمبيه اصلها من مدينه حلب و هو يعد باصدار كتاب يثبت ذلك بالدلائل الاثريه .
سواء اكان عامر رشيد مبيض مصيبا او مخطئا فيكفينا انه يبحث و يفكر بطريقه مختلفه
عن الاخرين و لا يكرر و لا يقلد ابحاث من سبقوه .