معنى كلمه متيم
ان الالفاظ تدل على المعاني فكل لفظ له معنى او عده معاني وبمعرفه المعاني يعرف
السامع مدلولات الالفاظ ولذلك يجب ان نرجع في كلمه (التتيم )الى اللغه العربيه كي نعرف
معناها والمراد منها .
قال في لسان العرب : تيم : التيم : ان يستعبده الهوى وقد تامه؛ ومنه
تيم الله: والتيم : العبد وتيم الله منه كما تقول عبدالله
وهو ذهاب العقل من الهوى ورجل متيم وقيل: التيم ذهاب العقل وفساده؛ وفي قصيده كعب:
متيم اثرها لم يفد مكبولاي: معبد مذلل. وتيمه الحب اذا استولى عليه قال الاصمعي: تيمت
فلانه فلانا تتيمه وتامته تتيمه تيما فهو متيم بالنساء ومتيم بهن وانشد للقيطبن زراره :
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت احدى نساء بني ذهلبن شيبانا وقيل: المتيم المضلل؛ ومنه
قيل للفلاه تيماء لانه يضل فيها. قال ابو وجزه . ابنالاعرابي: تام اذا عشق وتام
اذا تخلى من الناس..
قال ابن القيم في كتابه القيم ( الداء والدواء ) :
ثم التتيم : وهو آخر مراتب الحب وهوتعبد المحب لمحبوبه يقال : تيمه الحب اذا
عبده ومنه : تيم الله اي عبد الله وحقيقه التعبد : الذل والخضوع للمحبوب ومنه
قولهم : طريق معبد اي مذلل قد ذللته الاقدام ؛ فالعبد هو الذي ذلله الحب
والخضوع لمحبوبه ولهذا كانت اشرف احوال العبد ومقاماته هي العبوديه ثم قال بعد ما تكلم
عن العبوديه واصل الشرك بالله الاشراك في المحبه قال تعالى : (ومن الناس من يتخذ
من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله ) .انتهى
قلت وهذا صحيح فان عمل الجوارح من اقوال وافعال انما مبني على المحبه في القلب
فكل ما يصدر من الافعال والاقوال دافعه المحبه والبغض فمن احب شيء سعى اليه وفعل
الاسباب الموصله اليه ومن ابغض شيء نفر منه وسعى الى الاسباب المبعده عنه فالاقوال والافعال
( شهود صدق ) على ما يخفي هذا القلب الصغير . واما الآيه فهي تبين
ان الحب قد يعلو في قلوب الخلق حتى يحبون بعض ا لذوات اشد حبا من
حب الله والانسان يحب اشياء كثيره جدا ولكن تتفاوت محبه هذه الاشياء في القلب بتفاوت
صفاتها وخصائصها ومكانتها في الوجود وهذا واضح فهل هناك اعلى واكمل من ذات الله وصفاته
فكيف يحب مخلوق لله كمحبه الله وينزل ناقص الذات والصفات منزله كامل الذات والصفات فهذا
ظلم عظيم وشرك صريح في المحبه واما الجوارح فسوف تكون تبعا لهذه المحبه فيقدم امر
محبوبه على امر الخالق ولذلك عندما كان المؤمنون اشد حبا لله اخلصوا الحب لخالقهم وتبعا
اخلصوا الاعمال والاقوال له فقدموا طاعته على طاعه غيره فاستجابوا للاوامره محبه وخضوعا واجلالا فظهر
ذلك في سلوكهم وتصرفاتهم .
وعلى كل حال فالذي لا يختلف عليه اثنين ان الحب يبدا صغيرا بالعلاقه او الاعجاب
ثم يكبرحتى يفسد القلب والعقل اذا تجاوز الحد وصرف لغير مستحقه (ومجانين الهوى كثير في
الماضي والحاضر) وحين يتدرج الحب في القلب يكون لكل درجه و منزله . حد يحده
وصفات توضحه وعلى تلك الصفات تسمى هذه المنازل والدرجات . فاعلاها هو ( التتيم )
فبغض النظر عن الاسم هي درجه على وصفها الحقيقي لا تكون الا لله فمن لم
يتلبس قلبه بدرجه التتيم على الحقيقه فانه لم يشرك شرك المحبه وان اطلق على نفسه
( التتيم ) لان الحكم مداره على حقيقه الشيء لا على مجرد اللفظ لكن ان
اطلق لفظ ولم تاتي قرينه تصرف المعنى اللغوي عن ظاهره حملناه على المعنى الاصل وان
اطلقها وقصد غيرها فالحكم يدور على حقيقه المنزله في قلبه فقد يقول انا عاشق وهو
بلغ منزله التتيم وقد يكون متيما ويقول انا عاشق فياليت دعاه الحب والهوى يربطون بين
الالفاظ والمعاني فالحب عمل القلب فكم من كاتب تقول على قلبه ما ليس فيه فان
كان جاهلا يجب عليه ان يتعلم وان كان عالما فيجب ان يتوب فقد بهت قلبه
.
