اصل كلمة يهود

20160804 36 يهود كلمة اصل

 

 

لندن –


20160804 15 يهود كلمة اصل

– بعد ايام قليلة علي خطاب الرئيس الاميركى باراك اوباما فالقاهرة ف4 حزيران (يونيو) الموجة الي المسلمين فالعالم اصدر 27 يهوديا شرقيا (مزراحيا) اسرائيليا رسالة مفتوحة بعنوان “روح حديثة رسالة من اليهود المتحدرين من البلدان الاسلامية “.

ودعمت رسالتهم “الروح الحديثة التي عبر عنها الرئيس اوباما فخطابة فالقاهرة “. و اعلن الموقعون انهم و لدوا فاسرائيل و يحملون الجنسية الاسرائيلية غير ان ثقافة الشرق الاوسط و الثقافة العربية تشكلان “جزءا من هويتنا و هى رابط لا يسعنا قطعة و لا نرغب فقطعة ان استطعنا ذلك”. و اضافت الرسالة ان علي رغم بعض الاوقات الصعبة التي شهدها تاريخ اليهود فالاراضى الاسلامية بعدها ة “تاريخ جميل من الحياة المشتركة “. و دعت اليهود المزراحيين “الذين يشكلون اليوم 50 فالمئة من الشعب اليهودى فاسرائيل” الي “مد جسر حيوى للذاكرة و بلسمة الجراح و ارساء الشراكة بين اليهودية و الاسلام”.

واجرت الصحيفة الالكترونية “بالستاين كرونيكل” مقابلة مطولة مع احد الموقعين علي الرسالة و هو صحافى و شاعر و ناشط يدعي ما تى شمولوف فالسابعة و الثلاثين من العمر عاش اسلافة فسورية و ايران و العراق و هو عضو ف“مركز القيادة الاجتماعية اليهودية ” و هى منظمة لليهود الشرقيين. و ربما لفت الي ان الرسالة “تدعو العالم العربى الي تبيان ان الحكومة و اصحاب القرار الاسرائيليين لا يتكلمون لغتنا”. و اضاف ان رد الفعل الاولى علي الرسالة المفتوحة فاسرائيل تمثل بالقول انها عنصرية لانها لم تذكر اليهود الاوروبيين.

يشعر قارئ الرسالة بالعواطف التي تم التعبير عنها الا ان الكتاب الذي صدر اخيرا عن اليهود الشرقيين الاسرائيليين من تاليف الصحافية راشيل شابى يعطى املا ضئيلا فان يتمكنوا فظل الظروف الحالية من تادية دور “الجسر الحيوي” كما ذكر فالرسالة . و نشرت كلية الاعلام ف“جامعة يال” كتاب شابى بعنوان “ليس العدو: اليهود فاسرائيل القادمون من الاراضى العربية “. و يذكر الكتاب القراء بان فكرة مد اليهود الشرقيين “جسرا” للسلام مع الفلسطينيين كانت سائدة منذ زمن طويل.

وبالعودة الي عام 1971 كان الناشطون اليهود الشرقيون المعروفون بالنمور السود اولي المجموعات الاسرائيلية المتصلة باعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية . و ربما اعترفوا بحق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم و ربطوا هذا بقضية اليهود الشرقيين.

ولكن اثناء حرب 1973 خسر النمور السود دعم الشعب الاسرائيلي. و ربما صبت الشكاوي السياسية التي عبروا عنها و خيبة املهم من حزب العمال فدعم الجناح اليمينى فالسياسة الاسرائيلية . و ساهم تصويت اليهود الشرقيين ففوز حزب الليكود فانتخابات عامى 1977 و 1981.

ويحتفل هذة السنة بالذكري العشرين لمحاولة مد الجسر “المزراحي” و هو عبارة عن لقاء عقد فمدينة طليطلة فاسبانيا حضرة سياسيون و كتاب و اكاديميون فلسطينيون و يهود شرقيون. و من بين المشاركين الفلسطينيين انذاك الشاعر محمود درويش و الرئيس محمود عباس.

واثار الاجتماع رد فعل غاضبا ضمن شرائح المجتمع الاسرائيلى التي رفضت مقولة ان اليهود الشرقيين كانوا ضحايا الدولة اليهودية و ان هذا ربما يصبح مرتبطا بكيفية او باخري بالاذي الذي يتعرض له الفلسطينيون.

كتبت شابي: “فشلت المحاولات التي قام فيها الناشطون المزراحيون ليمدوا جسورا سياسية بين الاسرائيليين و الفلسطينيين و هذا بعد استبعاد امكانية النجاح و تشوية سمعة الجانبين علما ان هذا احتل مساحة ضيقة من الحوار الذي دار بين القوتين المتعارضتين”. و بعدما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية =عام 2000 فقد الحديث عن الجسور اهميتة حتي ان اولئك الذين كانوا “ناشطين فمد الجسور” تخلوا عن الفكرة .

وفى راى شابى “لا يساهم بناء الجسور فايجاد مخرج للحرب حول الاراضى بل ممكن ان يؤتى بعدها ارة بعد انتهاء الحرب فحال انتهت فشكل عادل”.

ويحمل كتاب شابى عناصر غنية حول تاريخ اليهود الشرقيين فاسرائيل و وضعهم الحالى كما انه رواية مبنية علي ابحاث و افية و مكتوبة فشكل متقن. و يزعم عدد من الاسرائيليين انه علي مر العقود تقلصت الانقسامات التي كانت قائمة بين اليهود الاشكناز الاوروبيين و اليهود الشرقيين. لكن كتاب شابى يقدم دلائل تخرج عكس ذلك.

وشابى يهودية شرقية و لدت من اب مولود فالبصرة و والدة مولودة فبغداد و عاشت فكركوك. عندما رحل و الداها من العراق توجها الي اسرائيل حيث و لدت راشيل الا انهم هاجروا مجددا ليستقروا بعدين فلندن. و الي اليوم عندما يسال و الدها عن البلد الذي ينتمى الية يجيب: “انا انتمى الي العراق بالطبع فانا عراقي”.

تستخدم شابى كلمة “مزراحي” لتدل علي اليهود “السفارديم” الذين طردوا من اسبانيا عام 1492 و اولئك الذين كانوا علي غرار اليهود العراقيين يعيشون فالشرق الاوسط. و شكل اليهود الشرقيون (المزراحيون) فمراحل معينة اكثرية اليهود الاسرائيليين اي حوالي 70 فالمئة الا ان تهافت 800 الف يهودى او اكثر من الاتحاد السوفياتى قلص نسبتهم الي 40 و 50 فالمئة . و تشير شابى الي انه فحال اضافة عدد اليهود الشرقيين و العرب فاسرائيل يكون ثلثا الشعب الاسرائيلى من اصل شرق اوسطي.

وتقول شابى ان كتابها حظى بترحيب و اسع: “كتبت عنة مراجعات ايجابية كما اعتبرة البعض مساعدا علي فهم عدد من الامور. من المثير الاطلاع علي هذة الاراء لانها تؤكد الاسباب =الذي دفعنى الي التفكير فو ضع كتاب لا سيما ان عددا قليلا من الاشخاص يعلم ان نص الشعب اليهودى فاسرائيل علي الاقل يتحدر من اراض عربية او مسلمة “.

واضافت: “لا اظن ان فالامكان فهم العلاقة التي تربط اسرائيل بجيرانها فالشرق الاوسط الا عندما تري و تفهم طبيعة العلاقات العدائية التي تربطها بشعوب الشرق الاوسط. و انتقد البعض الكتاب معتبرين انه يهاجم اسرائيل. و لكن علي غرار كثيرين لا اقبل ان يوصف اي انتقاد لاسرائيل علي انه معاد للاسرائيليين”.

اصدرت دار النشر “برلين فرلاغ” ترجمة المانية للكتاب و تامل شابى ان يتم اصدارة باللغتين العربية و العبرية و قالت: “يعتبر اليهود الشرقيون ان نخبة اليهود الاشكناز غير قادرة علي حل النزاع الاسرائيلى – الفلسطيني”.

ويصر اليهود الشرقيون علي انهم كانوا سيؤدون عملا اروع فهذا المجال لو اعطوا فرصة القيام بذلك. الا ان هذة ليست نظرة الفلسطينيين المشاركين فعملية المفاوضات و الذين يشيرون الي انه لم يتم استبعاد اليهود الشرقيين من مفاوضات مماثلة او تغييبهم.

ونقلت شابى عن رئيس دائرة المفاوضات فالسلطة الفلسطينية صائب عريقات قوله: “لقد رايت يهودا عراقيين الي طاولة المفاوضات. كما رايت يهودا يمنيين و مغاربة و ايرانيين فاعلي مناصب السلطة و صناعة القرار. فاخبروا اصدقاءكم و انسباءكم العراقيين انكم كنتم ممثلين علي طاولة المفاوضات. لقد خدعوكم”.

بدا اليهود “الاشكناز” يستقرون ففلسطين مطلع عام 1880 و ربما انشاوا المنظمات و اداروها قبل تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 و بعدها. و بعد قتل ملايين اليهود فالهولوكوست “تذكر الصهاينة اليهود الشرق اوسطيين” و كانت الوكالة اليهودية تعمل علي تحديد موقع اليهود و امتصاصهم.

اشتهر عن دافيد بن غوريون الذي اصبح رئيس و زراء اسرائيل قوله: “لا نريد ان يكون الاسرائيليون عربا”. و قدمت شابى امثلة كثيرة علي السلوك و الملاحظات التمييزية المعادية لليهود الشرقيين التي ما رسها السياسيون و الصحافيون و الطلاب و الاخرون علي مر السنين. و نسب تدنى انجازات اليهود الشرقيين فميدان التعليم مثلا الي اوضاعهم فالعالم العربى الذي اتوا منة الي اسرائيل. و تم النظر الي ثقافة اليهود الشرقيين علي انها و ضيعة و يجب التنعم فيها سرا.

درست شابى بدقة و اتزان الاسباب التي دفعت اليهود الي الرحيل عن البلدان العربية و نظرت فدور و كلاء الاستخبارات الصهاينة فالعراق فزرع قنابل موجهة ضد اهداف يهودية لدفعم للهجرة الي اسرائيل. و تم سلب اليمنيين الذين هاجروا الي اسرائيل عددا من الحاجات التي حملوها معهم كالمخطوطات التي يعود تاريخها الي الاف السنين.

ولدي و صول المهاجرين اليهود الشرقيين الجدد بشاحنات نقل القطيع تم رشهم بالمبيدات و انزالهم فمعسكرات فظل ظروف قاسية . و ارسلوا بعد هذا الي مدن كسديروت التي تضم 70 فالمئة من المغاربة . و تعانى هذة المدن و ضعا اجتماعيا و اقتصاديا سيئا فضلا عن ان سكانها مستاؤون من كيفية معاملتهم.

التقت شابى فقرية “اوفاكيم” يهوديا مغربيا يبلغ 36 سنة من العمر مستاء من معاملة مجتمعة له فاعلن: “لن يرفع اولادى العلم الاسرائيلى ابدا!”. و ربما و صف التمييز المعادى لليهود الشرقيين فالمدارس و الجيش و هو يلوم اليهود علي الهولوكوست. و زارت مركز بابل للارث اليهودى فمدينة اور يهودا المعروفة ب “العراق الصغيرة ” و اعتبرتة نسخة غير صحيحة عن تاريخ اليهود فالعراق. اذ يعتبر المركز مثلا ان اليهود كانوا معزولين فالمجتمع العراقى و هو امر مبالغ فيه.

كما تقدم شابى عددا من الامثلة عن التمييز الدائم ضد اليهود الشرقيين فالمجتمع الاسرائيلي. اذ نادرا ما نجد علي قنوات التلفزة الاسرائيلية مقدمى برامج يتكلمون لهجة اليهود الشرقيين الا ان الشخصيات المضحكة هى دائما يهودية شرقية . اما اكثرية اساتذة و تلاميذ الجامعات و القضاة فالمحكمة العليا فهم من عائلات اشكنازية فيما الغالبية الساحقة من عمال التنظيف فالجامعات و بائعى الاكشاك و المجرمين هم من اصول شرقية .

كما ان غالبية السكان فالمناطق الراقية هم من الاشكناز فيما يعيش اليهود الشرقيون فاحياء فقيرة و يسكنون فمنازل قديمة . اما فرص حصول التلاميذ الاشكناز علي شهادات جامعية فتفوق بثلاث مرات فرص اليهود الشرقيين. و فبداية التسعينات من القرن الماضى كان 88 فالمئة من العائلات ذات الدخل المرتفع ينتمون الي الاشكناز فيما 60 فالمئة من العائلات ذات الدخل المتدنى ينتمون الي الشرقيين.

وتم النظر الي اللهجة العبرية الشرقية التي تضم اصواتا حلقية علي غرار اللغة العربية علي انها العبرية المحكية “الصحيحة ” الا ان هذة اللغة بدات تتغير و اصبحت تخسر الاصوات الحلقية . و يذكر ان عددا كبيرا من اليهود الشرقيين حملوا الي اسرائيل حبهم للموسيقي العربية و لكبار المغنين العرب الا انهم و جدوا ان هذا غير محبذ فاسرائيل. و فالعراق كان 90 فالمئة من عازفى الموسيقي يهودا و لم يجدوا مكانا لموسيقاهم العربية فاسرائيل.

وكان الشقيقان صالح و داود الكويتى نجمين فالعراق و ربما كتب صالح عددا من الارشيف الموسيقى فالعراق و خارجة الا ان الشقيقين و اجها صعوبة فايجاد جمهور فاسرائيل. ادت الموسيقي و الاغانى دورا فانشاء ثقافة اسرائيلية حديثة الا انها “كانت ثقافة و طنية تناسب ذوق الاشخاص الموجودين فالسلطة . اما الاغانى فكانت اوروبية شرقية تضم الحانا روسية و بولندية و يديشية “.

ويزعم بعض الاسرائيليين ان انتشار الموسيقي الشرقية هو اكبر انجاز يحققة ذلك المجتمع علي صعيد ثقافته. فالمغنى النجم موشى بيريتس من اصل مغربي. و يتذمر البعض من ان صناعة الموسيقي الشرقية ليست مصنفة علي انها موسيقي اسرائيلية بل موسيقي “اثنية ” او “عالمية “. خاتمة الكتاب عنوانها “لسنا عربا” تقوم شابى من خلالها بعرض الاسباب التي دفعت عددا من اليهود الشرقيين الي كرة العرب و ان كان البعض منهم يحب اللغة و الثقافة و الموسيقي العربية و يشاهد باستمرار قنوات التلفزة العربية .

  • أصل كلمة اليهود


اصل كلمة يهود