كلمة عن الحج
1. متي فرض الحج
فرض الحج علي الصحيح سنه تسع من الهجره و هى سنه الوفود التي نزلت بها سوره ال عمران و بها قول الله تعالي : { و للة علي الناس حج المنزل من استطاع الية سبيلا } .
2. حكم الحج
الفرضيه و هو من اركان الدين و دليلة ما سبق من الآيه الكريمه و هكذا جاء فالسنه ما يدل علية .
فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” بنى الإسلام علي خمس : شهاده ان لا الة الا الله و أن محمدا رسول الله و إقام الصلاه و إيتاء الزكاه و الحج و صوم رمضان ” . رواة البخارى ( 8 ) و مسلم ( 16 ) .
3. هل يجب الحج علي الفور ؟
نعم هو علي الفور و دليلة ما سبق من الآيه الكريمه و هو الأصل فالأوامر الشرعيه و من السنه ما يدل علي ذلك الحكم :
1. عن ابى هريره قال : ” خطبنا رسول الله صلي الله علية و سلم فقال : ” ايها الناس ربما فرض الله عليكم الحج فحجوا ” . رواة مسلم ( 1337 ) .
2. عن ابن عباس رضى الله عنها قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” من اراد الحج فليتعجل فإنة ربما يمرض المريض و تضل الضاله و تعرض الحاجه ” .
رواة ابو داود ( 1732 ) – دون قولة ” فإنة ربما .. ” و ابن ما جة ( 2883 ) و أحمد ( 1836 ) .
وفى روايه عند احمد ( 2864 ) : ” تعجلوا الي الحج – يعنى الفريضه – فإن احدكم لا يدرى ما يعرض له ” .
وكلا الروايتين تحسن احداهما الأخري انظر ” ارواء الغليل للألبانى ” ( 4 / 168 ) .
وذهب الشافعيه الي انه علي التراخى لأن النبى صلي الله علية و سلم اخرة الي سنه عشر لكن يجاب علية :
1. بأنة لم يؤخرة سوي سنه و احده و هؤلاء يقولون يؤخر الي ما لا حد له ! .
2. و أنة اراد صلي الله علية و سلم ان يطهر المنزل من المشركين و حج العراه .
3. و أنة ربما شغل صلي الله علية و سلم بإسلام الوفود الذين تعاقبوا علي المدينه لإعلان اسلامهم .
انظر ” الشرح الممتع ” للشيخ ابن عثيمين ( 7 / 17 18 ) .
4. و الحج يجب مره و احده فالعمر
عن ابى هريره قال : خطبنا رسول الله صلي الله علية و سلم فقال : ” ايها الناس ان الله عز و جل ربما فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل : طعام عام يا رسول الله فسكت حتي قالها ثلاثا فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : لو قلت نعم لوجبت و لما استطعتم بعدها قال : ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثره سؤالهم و اختلافهم علي انبيائهم فإذا امرتكم بأمر فأتوا منة ما استطعتم و إذا نهيتكم عن شيء فدعوة ” . رواة مسلم ( 1337 ) .
5. فضله
وقد جاء ففضل الحج احاديث كثيره و منها :
1. عن ابى هريره ان رسول الله صلي الله علية و سلم سئل اي العمل اروع ؟ فقال : ايمان بالله و رسولة قيل : بعدها ما ذا ؟ قال : الجهاد فسبيل الله قيل : بعدها ما ذا ؟ قال : حج مبرور. رواة البخارى ( 26 ) و مسلم ( 83 ) .
والحج المبرور معناة :
1. ان يصبح من ما ل حلال .
2. ان يبتعد عن الفسق و الإثم و الجدال فية .
3. ان يأتى بالمناسك و فق السنه النبويه .
4. ان لا يرائى بحجة بل يخلص فية لربة .
5. ان لا يعقبة بمعصيه او اثم .
2. عن ابى هريره رضى الله عنة قال : ” سمعت النبى صلي الله علية و سلم يقول : ” من حج للة فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم و لدتة امة ” . رواة البخارى ( 1449 ) و مسلم ( 1350 ) .
3. عن ابى هريره رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” العمره الي العمره كفاره لما بينهما و الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنه ” . رواة البخارى ( 1683 ) و مسلم ( 1349 ) .
4. عن عائشه ام المؤمنين رضى الله عنها قالت : قلت يا رسول الله : الا نغزو و نجاهد معكم ؟ فقال : لكن اقوى الجهاد و أجملة الحج حج مبرور فقالت عائشه : فلا ادع الحج بعد اذ سمعت ذلك من رسول الله صلي الله علية و سلم . رواة البخارى ( 1762 ) .
5. عن عمرو بن العاص رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم ” .. و أن الحج يهدم ما كان قبلة ” . رواة مسلم ( 121 ) .
6. عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” تابعوا بين الحج و العمره فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد و الذهب و الفضه ” . رواة الترمذى ( 810 ) و النسائي ( 2631 ) . و الحديث : صححة الشيخ الألبانى رحمة الله ف” السلسله الصحيحه ” ( 1200 ) .
7. عن ابن عمر عن النبى صلي الله علية و سلم قال : ” الغازى فسبيل الله و الحاج و المعتمر و فد الله دعاهم فأجابوة و سألوة فأعطاهم ” . رواة ابن ما جة ( 2893 ) .
والحديث : حسن حسنة الشيخ الألبانى ف” السلسله الصحيحه ” ( 1820 ) .
6. منافع الحج
قال الله عز و جل { ليشهدوا منافع لهم } [ الحج / 28 ] .
والمنافع : دنيويه و اسلاميه .
أما الدينيه : فلتحصيل رضوان الله تعالي و العوده بمغفره الذنوب جميعا و هكذا الأجور العظيمه التي لا توجد الا فتلك الأماكن فالصلاه فالمسجد الحرام – مثلا – بمائه الف صلاه و لا يوجد طواف و لا سعى الا فتلك الأماكن .
ومن المنافع و لقاء المسلمين و الوقوف علي احوالهم و لقاء اهل العلم و الاستفاده منهم و طرح المشكلات عليهم
وأما المنافع الدنيويه فمنها التجاره و سائر و جوة المكاسب الناشئه و المتعلقه بالحج .
7. اما حكم الحج و ما فية من اثار علي النفس .
لأداء مناسك الحج فضائل متعدده و حكم بالغه من و فق لفهمهما و العمل فيها و فق لخير عظيم و منها :
1. سفر الإنسان الي الحج لأداء المناسك : يتذكر سفرة الي الله و الدار الآخره و كما ان فالسفر فراق الأحبه و الأهل و الأولاد و الوطن ؛ فإن السفر الي الدار الآخره ايضا .
2. و كما ان الذاهب فهذا السفر يتزود من الزاد الذي يبلغة الي الديار المقدسه فليتذكر ان سفرة الي ربة ينبغى ان يصبح معة من الزاد ما يبلغة مأمنة و فهذا يقول الله تعالي { و تزودوا فإن خير الزاد التقوي } ( البقره / 197 ) .
3. و كما ان السفر قطعه من العذاب فالسفر الي الدار الآخره ايضا و أعظم منة بمراحل فأمام الإنسان النزع و الموت و القبر و الحشر و الحساب و الميزان و الصراط بعدها الجنه او النار و السعيد من نجاة الله تعالي .
4. و إذا لبس المحرم ثوبى احرامة فلا يذكر الا كفنة الذي سيكفن بة و ذلك يدعوة الي التخلص من المعاصى و الذنوب و كما تجرد من ثيابة فعلية ان يتجرد من الذنوب و كما لبس ثوبين ابيضين نظيفين فكذا ينبغى ان يصبح قلبة و أن تكون جوارحة بيضاء لا يشوبها سواد الإثم و المعصيه .
5. و إذا قال فالميقات ” لبيك اللهم لبيك ” فهو يعنى انه ربما استجاب لربة تعالي فما بالة باق علي ذنوب و آثام لم يستجب لربة فتركها و يقول بلسان الحال : ” لبيك اللهم لبيك ” يعنى : استجبت لنهيك لى عنها و ذلك اوان تركها ؟
6. و تركة للمحظورات خلال احرامة و اشتغالة بالتلبيه و الذكر : يبين له حال المسلم الذي ينبغى ان يصبح علية و فية تربيه له و تعويد للنفس علي هذا فهو يروض نفسة و يربيها علي ترك مباحات فالأصل لكن الله حرمها علية ها هنا فكيف ان يتعدي علي محرمات حرمها الله علية فكل زمان و مكان ؟.
7. و دخولة لبيت الله الحرام الذي جعلة الله امنا للناس يتذكر بة العبد الأمن يوم القيامه و أنة لا يحصلة الإنسان الا بكد و تعب و أعظم ما يؤمن الإنسان يوم القيامه التوحيد و ترك الشرك بالله و فهذا يقول الله تعالي { الذين امنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن و هم مهتدون } ( الأنعام / 81 ) .
وتقبيلة للحجر الأسود و هو اول ما يبدا بة من المناسك يربى الزائر علي تعظيم السنه و أن لا يتعدي علي شرع الله بعقلة القاصر و يعلم ان ما شرع الله للناس فية الحكمه و الخير و يربى نفسة علي عبوديتة لربة تعالي و فهذا يقول عمر رضى الله عنة بعد ان قبل الحجر الأسود: ” انى اعلم انك حجر لا تضر و لا تنفع و لولا انى رأيت النبى صلي الله علية و سلم يقبلك ما قبلتك ” . رواة البخارى ( 1520 ) و مسلم ( 1720 ) .
8. و فطوافة يتذكر اباة ابراهيم علية السلام و أنة بني المنزل ليصبح مثابه للناس و أمنا و أنة دعاهم للحج لهذا المنزل فجاء نبينا محمد صلي الله علية و سلم و دعا الناس لهذا المنزل كذلك و هكذا كان يحج الية موسي و يونس و عيسي عليهم السلام فكان ذلك المنزل شعارا لهؤلاء الأنبياء و ملتقي لهم و كيف لا و ربما امر الله تعالي ابراهيم علية السلام ببنائة و تعظيمة .
9. و شربة لماء زمزم يذكرة بنعمه الله تعالي علي الناس بهذا الماء المبارك و الذي شرب منة ملايين الناس علي مدي دهور طويله و لم ينضب و يحثة علي الدعاء عند شربة لما اخبر بة النبى صلي الله علية و سلم ” ان ماء زمزم لما شرب له ” رواة ابن ما جة ( 3062 ) و أحمد ( 14435 ) و هو حديث حسن حسنة ابن القيم رحمة الله ف” زاد المعاد ” ( 4 / 320 ) .
10. و يذكرة السعى بين الصفا و المروه بما تحملتة هاجر ام اسماعيل و زوجه الخليل علية السلام من الابتلاء و كيف انها كانت تتردد بين الصفا و المروه بحثا عن مغيث يخلصها مما هى فية من محنه و خاصه فشربه ماء لولدها الصغير – اسماعيل – فإذا صبرت هذة المرأه علي ذلك الابتلاء و لجأت لربها فية فأن يفعل المرء هذا اولي و أحري له فالرجل يتذكر جهاد المرأه و صبرها فيخفف علية ما هو فية و المرأه تتذكر من هو من فتيات جنسها فتهون عليها مصائبها .
11. و الوقوف بعرفه يذكر الحاج بازدحام الخلائق يوم المحشر و أنة ان كان الحاج ينصب و يتعب من ازدحام الاف فكيف بازدحام الخلائق حفاه عراه غرلا – غير مختونين – و قوفا خمسين الف سنه ؟
12. و فرمى الجمار يعود المسلم نفسة علي الطاعه المجرده و لو لم يدرك فوائد الرمى و حكمتة و لو لم يستطع ربط الأحكام بعللها و فهذا اظهار للعبوديه المحضه للة تعالي .
13. و أما ذبح الهدى فيذكرة بالحادثه العظيمه فتنفيذ ابينا ابراهيم لأمر الله تعالي بذبح و لدة البكر اسماعيل بعد ان شب و صار معينا له و أنة لا مكان للعاطفه التي تخالف امر الله و نهية و يعلمة ايضا الاستجابه لما امر الله بقول الذبيح اسماعيل { يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين } ( الصافات / 102 ) .
14. فإذا ما تحلل من احرامة و حل له ما حرمة الله علية : رباة هذا علي عاقبه الصبر و أن مع العسر يسرا و أن عاقبه المستجيب لأمر الله الفرح و السرور و هذة فرحه لا يشعر فيها الا من ذاق حلاوه الطاعه كالفرحه التي يشعرها الصائم عند فطرة او القائم فاخر الليل بعد صلاتة .
15. و إذا انتهي من مناسك الحج و جاء بة علي ما شرع الله و أحب و أكمل مناسكة رجا ربة ان يغفر له ذنوبة كلها كما و عد بذلك النبى صلي الله علية و سلم بقولة : ” من حج للة فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم و لدتة امة ” رواة البخارى ( 1449 ) و مسلم ( 1350 ) و دعاة هذا ليفتح صفحه حديثة فحياتة خاليه من الآثام و الذنوب .
16. و إذا رجع الي اهلة و بنية و فرح بلقائهم ذكرة هذا بالفرح الأكبر بلقائهم فجنه الله تعالي و عرفة هذا بأن الخساره هى خساره النفس و الأهل يوم القيامه كما قال تعالي : { قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم و أهليهم يوم القيامه الا هذا هو الخسران المبين } ( الزمر / 15 ) .
- كلمة عن الحج
- كلمات عن الحج
- كلمه عن الحج