معنى كلمة عانس

20160808 178 معنى كلمة عانس

 

بكة النبا: كلمة تشير الي المراة غير المتزوجة و يتسم تاريخ ذلك المصطلح بالتقلب الشديد فالكلمة اصلا لا تشير الا الي الوضع العائلى لكنها اصبحت محملة بدلالات سلبية كثيفة حتي ندر استعمالها حاليا و كادت تصبح كلمة مهجورة . و يرجع اصل الكلمة الي الاعتقاد الاقتصادى بان اي امراة غير متزوجة (وليس لها مورد ما لى غير الزواج) ليس امامها الا ان تعول نفسها بالعمل فمصنع للغزل و من هنا يتضح ان اصل المصطلح ينطوى علي تمييز طبقى و هو ما اشتدت دلالتة مع مرور الوقت حتي صار الاستهزاء من نصيب نساء الطبقة الوسطي اكثر من غيرهن.

وفى اوائل العصر الفيكتورى كانت الايديولوجية الابوية ربما نجحت فقصر و جود نساء الطبقة الوسطي علي الحياة البيتية و لذا كانت المراة التي لم تتزوج تظل فبيت ابيها. و لكن مع نهاية القرن التاسع عشر بدات غير المتزوجات ينظر اليهن علي انهن متطفلات و عبء ما لى و انهن فشلن فالقيام بواجباتهن النسائية حتي اصبحت المراة غير المتزوجة فعام 1911 توصف بانها “فضلة “.

ثم جاءت الحركة الرائدة المعروفة بحركة “المراة الحديثة ” لتوسع من الفرص التعليمية و الوظيفية المتاحة امام الطبقة الوسطي و لكن فحقيقة الامر فان نتائج الحرب العالمية الاولي هى التي مكنت المراة غير المتزوجة من استعادة مكانتها و احترامها. فبدات النسوية الداعية للمساواة تمحو تدريجيا الوصمة التي الصقت بالعنوسة الي ان اصبح الزواج اختيارا لا فرضا.

متعلقات

العنوسة .. مشكلة تبحث عن حل(1)

الزواج .. حلم يداعب خيال جميع بنت لتتوج ملكة علي عرشها و تمارس غريزة انسانية اودعها الله قلب المراة غريزة الامومة .

 ولكن فزحمة الحياة و تعدد مسئوليتها بالاضاة الي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجة الشباب فالعالم العربى اليوم يكاد ذلك الحلم ان يتواري فاغلب المجتمعات العربية و يوشك ان يتحول الي سراب تلهث و راءة الفتاة العربية بعد فوات الاوان .. و بخاصة بعد ان ارتفعت نسبة العنوسة بصورة مخيفة تهدد امن و استقرار تلك المجتمعات سواء علي الصعيد الاجتماعى و الاقتصادى او حتي علي المستوي الامنى حيث اصبح الزواج مشكلة تعجز امام حلها المعادلات الحسابية   لتشكل فالنهاية ظاهرة او كابوس بات شبحا يهدد ملايين الفتيات فالعالم العربى .

العنوسة .. ارقام و نتائج        ..

وتعتبر ارقام و احصائيات الزواج و الطلاق فالدول العربية و حدها كفيلة بابراز حجم المشكلة و مدي المخاوف و الهواجس التي تفرض نفسها علي تلك المجتمعات بقوة ليس فقط علي مستوي نخبة المثقفين و علماء النفس و الاجتماع بل كذلك علي مستوي الصفوة السياسية الي حد ان بعض الرؤساء العرب اضطروا الي التعرض لمشكلة العنوسة و مناقشة تداعياتها صراحة بل و طرح بعض الحلول فمحاولة لتخفيف حدة تلك الظاهرة .

 ** ففى مصر كشفت دراسة رسمية اعدها الجهاز المركزى المصرى للتعبئة العامة و الاحصاء ارتفاع نسبة غير المتزوجين بين الشباب المصرى الي 37% و ان عدد الشبان و الشابات العوانس الذين تجاوزوا الخامسة و الثلاثين من دون زواج و صل الي اكثر من 9 ملايين نسمة من تعداد السكان البالغ 64 مليون نسمة بينهم 3 ملايين و 773 بنت و قرابة 6 ملايين شاب غير متزوج .

 كما كشفت الدراسة عن ان عدد المطلقين و المطلقات بلغ 364 الفا و 361 مصريا و مصرية و ان عدد عقود الزواج التي تم ابرامها رسميا فمصر عام 1999 بلغ 520 الفا بنسبة 8.2% من السكان مقابل 405 الاف عقد زواج فعام 1990 اي بزيادة قرابة 115 الف عقد زواج فحين بلغت عقود الطلاق التي تم استخراجها عام 1999 نحو74 الف حالة بنسبة 1.2% مقابل 67 الف شهادة عام 1990.

 واكد خبراء الجهاز ان هذة الارقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدا يعانى منها المجتمع المصرى لا سيما فالسنوات الاخيرة و هى ظاهرة العنوسة التي استهدفت الفئات الوسطي محملين الفتيات و الاسرة المسؤولية عن تفاقم تلك الظاهرة بسبب تغير مفاهيمهن عن الزواج مما جعل الشاب يقف عاجزا عن توفير الحد الادني لمتطلبات الفتاة و اسرتها اما و زارة الشؤون الاجتماعية المصرية فقد اعلنت بدورها ان 255 الف طالب و طالبة يمثلون نسبة 17 فالمائة من طلبة الجامعات ربما اختاروا الزواج العرفى بينما اعلنت و زارة العدل فاحدث احصائية لها عن زواج 200 الف بنت مصرية من اثرياء اجانبكبيرة السن مؤكدة ان هنالك اتجاها يسود بين الشباب المصريين للارتباط بزوجات من روسيا و دول الاتحاد السوفيتى السابق و اوروبا الشرقية حيث يرتبط الشاب بفتاة متعلمة و رائعة لان ذلك الارتباط لن يكلفة سوي بيت =مؤثث .

 وفى الوقت الذي اعلنت فية و زارة الشؤون الاجتماعية المصرية ارتفاع معدلات الزواج العرفى بين طلبة الجامعات فقد اكدت دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية و الجنائية بمصر و جود اكثر من 15000 دعوي لاثبات بنوة المواليد من زواج عرفى او زنا و الزيادة المطردة فاعداد اللقطاء الذين يعثر عليهم امام المساجد او المساكن او فصناديق القمامة و عودة ظاهرة قتل المواليد من سفاح فضلا عن تفشي الانحلال فالمدن الكبري ..

 وربما كان من الضرورى هنا ان نشير الي ان الانحلال الخلقى و الزواج العرفى ليس الطريق الحتمى لهروب الفتاة العانس من دوامات القلق و الخوف و الاكتئاب فمن البدهى ان هذا يرتبط فنهاية المطاف بمدي تدينها و بثقافتها و تعليمها بالاضافة الي طبيعة شخصيتها بالقطع فاذا كانت الفتاة ذات شخصية ضعيفة فان الانحلال و الزواج العرفى يكونان اقصر و اسهل الطرق التي ترتمى الفتاة فاحضانها و تسلم لها قيادها .. اما اذا كانت الفتاة تتمتع بشخصية قوية فانها تناي بنفسها عن هذا و لكنها فالوقت نفسة ربما تضطر رغبة فالتخلص من شبح العنوسة الي القبول باى زوج يتقدم اليها حتي لو كان اختيارها اختيارا غير متكافئ ( تشير احصائيات و زارة العدل المصرية مثلا الي زواج نحو 200 الف بنت مصرية من اثرياء اجانبكبيرة السن ) و هو ما يفضى فالنهاية الي طلاق مؤلم سواء اكان طلاقا محسوسا او معنويا .. و كم من زوجات و ازواج يجمعهما بيت =و احد الا انهما منفصلان نفسيا و معنويا !!

 ** و فسوريا تكشف الارقام الرسمية المنشورة ان اكثر من 50 فالمائة من الشبان السوريين الذين و صلوا الي سن الزواج عازفون عن الزواج او عجزوا عنة بسبب عدم قدرتهم المادية علي هذا و عدم توفر المسكن الملائم للزواج .

 ووفقا لارقام المجموعة الاحصائية السورية لعام 1995 فان 82.4% من الفتيات اللاتى تتراوح اعمارهن ما بين 20 و 24 عاما لم يتزوجن ابدا و 60% من الفتيات اللاتى تتراوح اعمارهن ما بين 25 و 29 عاما لم يتزوجن ابدا كذلك بينما بلغت نسبة اللاتى تخطين 34 عاما دون زواج 37.2% و وصلت نسبة اللاتى تجاوزن 39 عاما دون زواج الي 21.3% و هو ما يعنى ان اكثر من نص النساء غير متزوجات .

 ** اما فالكويت فان نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات تقترب من نسبة 30% حسب بعض الاحصاءات الرسمية .. حيث بدا الشباب الكويتى فالعزوف عن الاقدام علي الزواج ؛ نظرا للاعباء الاقتصادية الباهظة التي تترتب علية بينما و صلت نسبة الطلاق فالكويت الي 33% .

 ** و فالجزائر كشفت الارقام الرسمية التي اعلنها الديوان الجزائرى للاحصاء ان اكثر من51 بالمائة من نساء الجزائر الذين بلغوا سن الانجاب يواجهن خطر العنوسة و ان هنالك اربعة ملايين بنت لم يتزوجن رغم تجاوزهن الرابعة و الثلاثين عاما موضحا ان عدد العزاب بالجزائر تخطي 18 مليونا من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة و ان نسبة المطلقات بلغت 36.9% .

 واوضحت احصائيات الديوان الجزائرى انه رغم ارتفاع معدلات الاقبال علي الزواج عام 2000 بنسبة تسعة بالمئة مقارنة بالعام السابق الا ان هذة الزيادة ضئيلة عند مقارنتها بعدد الشباب الذين بلغوا سن الزواج و بخاصة ان هؤلاء الشباب يمثلون نحو 60 بالمئة من السكان .

 **  و فالامارات لا تزال مشكلة العنوسة تفرض نفسها بقوة رغم ان الدلائل تشير الي حدوث تقدم نسبى خاصة فيما يتعلق بمعدلات استمرار الحياة الزوجية بين المواطنين .. فقد كشفت احصائية جديدة اجراها صندوق الزواج الاماراتى عن ان معدلات الطلاق بين الاماراتيين فامارة ابوظبى انخفضت عام 1999م الي 5ر16% مقابل 52% قبل عشرة اعوام حيث بلغ عدد حالات الطلاق عام 99 نحو 138 حالة مقابل 810 زيجات بينما و صلت حالات الطلاق عام 91 الي 283 حالة مقابل 544 حالة زواج.

 اما فامارة دبى ثانية =كبري الامارات السبع التي تتكون منها دولة الامارات العربية المتحدة فقد  انخفضت نسب معدلات الطلاق الي الزواج بين المواطنين لتصل الي 20% عام 1999م بعد ان كانت 8ر25% عام 1995م حيث بلغ عدد الزيجات عام 99 فالامارة 607 زيجات مقابل 121 حالة طلاق.

 ** و اذا انتقلنا الي المملكة العربية السعودية فان الاحصاءات الرسمية التي صدرت عام 1999 تشير الي ان ثلث عدد الفتيات السعوديات بلغن سن الزواج و ان عدد من تجاوزن سن الزواج بلغ حوالى مليون و نص مليون بنت من بين نحو اربعة ملايين بنت .

 واوضحت احصائية لوزارة التخطيط السعودية ان عدد البنات اللاتى تجاوزن العام الماضى سن الثلاثين دون زواج ربما بلغ مليونا و خمسمائة و اربعة و تسعين الفا و بعدها انى عشرة بنتا سعودية و ان بحث جميع بنت عانس عن حل لمشكلة عنوستها يختلف من بنت لاخري فمنهن من تلقى نفسها فاحضان الخاطبات للبحث عن زوج بشروط قياسية فحين تنغمس الاخريات فدوامة العمل و قد يشاركن فالفعاليات الثقافية و الاجتماعية و ان كان هذا لا يبعد حلم الارتباط برجل عن اذهانهن.

 هذة الارقام المخيفة لارتفاع معدلات العنوسة دفعت المفتى العام للمملكة رئيس هيئةكبيرة العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال شيخ الي ان يجدد دعوتة لتعدد الزوجات داعيا السعوديات الي تقبل منطق التعدد للحفاظ علي البناء الاجتماعى للاسرة و المجتمع و موضحا ان تعدد الزوجات امر شرعة الله لصالح المجتمع و ان علي المراة ان تقبل ان تكون زوجة ثانية =او ثالثة باعتبار هذا خيرا من العنوسة .

 واضاف ان زواج المراة من رجل ذى دين و كفاءة و خلق و معة زوجة اخري لا عيب و لا نقص فية مجددا تاكيدة بان التعدد امر مشروع و ان الذي يشكك فية ضال.

 ** اما المشهد فالسودان فيختلف كثيرا عن باقى الدول العربية اذ ان مشكلة العنوسة القت بظلالها علي قضايا التنمية و اعمار السودان باعتبار ان عدد سكان البلاد لا يتناسب مع مساحتها و امكاناتها و مواردها المختلفة لدرجة ان الرئيس عمر البشير دعا السودانيين الي تعدد الزوجات و ظل يحض المسؤولين و المواطنين علي هذا و يطالب برعاية اسر الشهداء .

 ولم يكتف البشير بالدعوة لتعدد الزوجات عبر مختلف المنابر بل حول دعوتة الي نهج عملى حين اقدم بنفسة علي الزواج من ارملة العقيد ابراهيم شمس الدين و زير الدولة السابق الذي قتل اثناء حادث تحطم طائرة عسكرية بولاية الوحدة فجنوب السودان الي جانب احتفاظة بزوجتة الاولي و هى ابنة عمة فالوقت نفسة .. كما عقد اللواء الهادى عبدالله و زير رئاسة مجلس الوزراء قرانة كذلك علي ارملة احد الشهداء .<BR> و ينظر لتعدد الزوجات فالسودان باعتبارة و ضعا عاديا و احيانا يعد من مفاخر الرجال بل ان الزوجات الاوليات لا يتعاملن مع الامر بوصفة نهاية العالم فكثيرا ما تسعي الزوجة الاولي لتزويج زوجها بثانية =و قد ثالثة و رابعة ما دام الزوج قادرا علي الوفاء بالتزامات هذة الزيجات و تبعاتها

 ** و فالعراق اتهم الرئيس صدام حسين نساء بلادة بالتسبب فعنوستهن محملا اياهن مسؤولية تفشى ظاهرة العنوسة بينهن بسبب المغالاة فطلب المهور مؤكدا ان هنالك مشكلة حقيقية تتمثل فعزوف الشباب عن الزواج و ان نسبة عالية من الفتيات يطالبن بمهور مرتفعة او ينشدن الزواج من رجالكبيرة فالسن تتجاوز اعمارهم الاربعين و الخمسين .

 وطالب الرئيس العراقى و زارة الاوقاف و الشؤون الدينية باجراء حوار موسع حول مسالة ارتفاع المهور التي تصل فبعض الاحيان الي ملايين الدنانير و عدة كيلوجرامات من الذهب .

 ومما لا شك فية ان هنالك اسبابا اخري عديدة تقف و راء ارتفاع و تفشى هذة الظاهرة فالدول العربية .. صحيح ان بعض هذة الاسباب ربما يختلف من مجتمع لاخر و بين دولة و اخري لكن الغالب الاعم من هذة الاسباب يظل قاسما مشتركا بين مختلف المجتمعات العربية فاغلب الاحيان .

اسباب تفاقم ظاهرة العنوسة

 ارتفاع المهور و المغالاة بها هو احد اهم القواسم المشتركة لارتفاع ظاهرة العنوسة فالمجتمعات العربية فضلا عن التشدد فتحديد مواصفات عش الزوجية و الاثاث و التي تفوق قدرة و دخول اغلب الشباب العرب .. ففى سوريا مثلا يبلغ متوسط دخل الفرد شهريا 42 دولارا و يصل اعلي راتب شهرى فالدولة الي ما يوازى 210 دولارات شهريا فالوقت الذي تحلق فية اسعار الشقق عاليا ليصل سعر البيت المتواضع فو سط دمشق الي حوالى 20.000 دولار مما يراكم الديون علي العريس لسنوات طوال بعدها نا للشقة و لفرشها و للهدايا التي يتوجب علية تقديمها للعروس من حلى و مجوهرات .

 وفى المقابل يدافع اهالى الفتيات عن انفسهم بان كل الاجهزة و الحاجات التي كانت تعد سابقا من الكماليات اصبحت اليوم اساسيات و ضرورة من ضروريات الزواج التي لا ممكن الاستغناء عنها حتي و ان كان اغلب الناس غير قادرين علي توفيرها .

 وهكذا اصبح المجتمع العربى يتخبط بين عاداتة و تقاليدة و بين مفاهيم الحضارة و تجسد هذا و اضحا فعدم تفهم الاسر للتحولات الاقتصادية و ما صاحبها من ازمات و تغيرات اجتماعية فهى لا تزال تطالب من يتقدم للزواج من بناتها بمطالب يعجز عن تلبيتها و من بعدها تحولت مشكلة العنوسة و فقا لهذا الاتجاة الي مشكلة ما دية بحتة نتيجة التغييرات الحادة التي طرات علي تفكير اغلب الناس و نظام الحياة بشكل عام بحيث لم تعد الفتاة نفسها اليوم تحلم بالفارس الذي يحملها علي الحصان الابيض و لم تعد تهتم بقوة شخصية الرجل و انما اصبح جل اهتمامها منصبا علي قدرتة علي توفير حياة مرفهة لها .

 * و تلعب البطالة دورا مكملا للسبب السابق فانحسار الوظائف  و فرص العمل امام الشباب اصبح هاجسا يؤرق جميع طالب عمل و محدودية الفرص الوظيفية للنساء و نمطيتها التقليدية صارت اطارا لا يبدو الخروج منة سهلا او قريبا و من بعدها حالت البطالة دون حصول الشاب علي فرصة عمل تدر علية دخلا ثابتا يمكنة من تحمل اعباء الزواج و اذا و جد الشاب عملا فانة يتعذر علية العثور علي مسكن ليتزوج فية و كذا يمتنع عن الزواج ما دام غير قادر ما ديا.

 * و يشكل العامل الثقافى سببا ثالثا لمشكلة العنوسة فخروج الفتاة للتعليم الجامعى و العمل و احتكاكها بالشباب و رؤيتها لانماط مختلفة منهم جعلها مترددة فالاختيار مما ادي الي عدم الاقدام علي الزواج بشكل جدى و بخاصة بعد ان ظنت اغلب الفتيات انهن يستطعن الحصول علي “عريس تفصيل ” كما يقول العوام مما يؤدى فنهاية المطاف الي ضياع الوقت و تجاوز الفتاة سن الزواج .

 * و فالمقابل فان الشباب اصبح قادرا علي اقامة علاقات محرمة مع الفتيات تتفاوت فعمقها و طبيعتها فشعر بعدم الحاجة الملحة للزواج و بالتالي ارجا الزواج قدر استطاعتة لانة يعلم يقينا ان المجتمع يقبل ان يتزوج الرجل – مهما كان سنة – بفتاة صغار و قتما يشاء بينما ينظر بتوجس لفتاة تتزوج من هو اصغر منها او يتاخر زواجها.

 العنوسة الاختيارية

 واللافت للانتباة فهذا المجال ظهور حالات متعددة من ” العنوسة الاختيارية ” التي تتوسع رقعتها يوما عن يوم و تتغذي هذة الحالة من الاستقلالية التي اكتسبتها الفتاة الموظفة سواء ازاء اسرتها او قدرتها المادية .

 واحدة من هذة الحالات تختصرها استاذة فالرباط بقولها: “انا عانس لاننى لم اعثر بعد علي شريك حياتى اما الزوج بمفهومة السلطوى فهو موجود بكثرة لكننى ابحث عن شريك حياة يقدر اهتماماتى و يفهمنى و ذلك لم اعثر علية بعد”. و قالت اخرى” انا اعيش و حيدة خير من العيش مع زوج سيئ”.

 ويعتبر محللون ان ذلك ما هو الا نتيجة للتحولات الاجتماعية الناجمة عن التاثر الغربى و ضعف الوازع الدينى و هو ما يجعل علاقة الجنسين ممكنة خارج شرعية مؤسسة الزوجية دون التزامات و لا مسؤولية و لو ان ذلك الراى “الموضة ” تتنكر له العصريات “المستغربات” بعد ان يتقدمن فالسن اذ لا يصح الا الصحيح.

 والنتائج

 الباحث الاسلامى الدكتور عبدالقادر عمارة يلخص نتائج ظاهرة العنوسة فنوعين:

 – نتائج انية تمس الافراد و يعنى الشابات و الشباب الذين يحلمون بالاستقرار فحضن مؤسسة الزوجية الطبيعية و انجاب الاولاد و هؤلاء تستمر معاناتهم و عدم استقرارهم طالما لم يتزوجوا بل و تعيش الفتاة التي تاخر زواجها مثقلة بصفة “باير” (عانس) التي تدعو الي الشك و اعتقاد ان فيها عيبا ما .

 – و نتائج علي الامد البعيد تهدد استقرار المجتمع قاطبة . اذ ان هذة الظاهرة فالظروف الحالية تساهم فاشاعة و سلوكيات منحرفة حين يقع تصريف العلاقة بين الجنسين خارج مؤسسة الزواج لان العلاقات تصبح مفتوحة علي مصراعيها و علي كافة الشرور و المخاطر و كلها سبب لنتائج اخري اكثر فداحة تتمثل فارتفاع اعداد ما اصبح يعرف باسم “الامهات العازبات” و ا رتفاع اعداد اطفال لا نسب لهم فمجتمع نسابة يتجاوز حد الجد العاشر و بذلك تنقرض العلاقات الاسرية الحميمية و تشيع الانانية فيحصر الانسان اهتمامة بنفسه.

 ويري الدكتور عمارة ان هذة الظاهرة التي تستدعى علاجا فوريا قبل فوات الاوان لا ممكن معالجتها بالمسكنات فلا بد من مقاربة شمولية للمقال مؤكدا علي ضرورة استحضار البعد الدينى فالمسالة فنحن امة دينها الاسلام الذي يصرف العلاقة بين الجنسين داخل مؤسسة الزواج و الذي يحث علي التكاثر و ينوة بمن يوهب جزءا من حياتة لتربية اولادة باعتبارهم مستقبل الامة و كفالة و الدية باعتبارهما الاصل.

 محاكاة الغرب اسباب تفشى الظاهرة

 ويجسد تاثر الكثير من الفتيات بالقيم الغربية الوافدة كعدم التزامهن بالاحتشام فملابسهن و مجاراة الغرب فسلوكهن و الاختلاط بين الجنسين فالاماكن العامة و العمل و الاسواق و انتشار ظاهرة ما يسمي بالصداقة بين الجنسين و السفور الفاحش المنتشر بين الاناث سببا احدث من سبب تفشى ظاهرة العنوسة لانة غالبا ما ينفر العديد من الشباب من الاقتران فيها هذا ان المجتمع يحترم الفتاة المحترمة و الشاب عندما يفكر فالزواج لن يفكر الا فيمن سوف تحمل اسمة فيما بعد و فيمن تستحق من و جهة نظرة ذلك الاسم .

 ويتعلق بذلك كذلك عدم التزام بعض الاسر بالاخلاقيات و تفهمها لظروف من يتقدم لابنتها حتي و ان كانت الفتاة نفسها صالحة لان هذا يكون مدعاة لتخوف الشاب من ان تمس سمعتة نتيجة لارتباطة بفتاة من اسرة غير ملتزمة و بالتالي  تؤخذ الفتاة بجريرة اسرتها .. و كم من بنات صالحات حرمن من فرص الزواج لان اسرهن تحت مستوي الشبهات فضلا عن ان بعض اولياء الامور يمنعون بناتهن من الزواج طمعا فمهور خيالية يحصلن عليها من الزوج المرتقب و بخاصة اذا كانت الفتاة رائعة او حتي لا تنقطع المكاسب المادية التي يجنونها من و راء و ظيفة ابنتهم .

 * و تلعب العادات الاجتماعية البالية دورا بارزا بين سبب تفشى ظاهرة العنوسة فمجتمعاتنا العربية بزعم الحفاظ علي الانساب و تقويتها و تدعيمها و صيانتها من الاندثار و علي راسها الا تتزوج القبلية من الحضرى و لا الشريفة من غير الاشراف و الا تتزوج الغنية الا من غنى و لا تتزوج العربية من اجنبى .. الي جانب قيام اولياء الامور بحجز الفتاة الي ابن عمها او ابن خالها بحجة انه اولي فيها من الغريب (كما يحدث فصعيد مصر او دول الخليج العربى و بعض الدول العربية ) حتي و ان لم يكن يحمل المؤهلات التي تجعلة كفئا للفتاة .

 ومن بين هذة العادات كذلك اصرار الاب او الام علي الا تتزوج الفتاة الصغيرة قبل ال كبار او ان ابنتهما ما زلت صغار علي الزواج و لم تكمل بعد تعليمها الجامعى او اصرارهما علي ان تكون مواصفات حفل الزفاف و مكان انعقادة لا تقل عن حفل زفاف شقيقة العروس او حفل زفاف ابنة عمها او ابنة خالتها او حتي صديقتها او جارتها فالفتاة تريد حفل عرس يحكي عنة الناس و فستانا و جهازا يتكلف العديد ؛ بغض النظر عن ظروف الاسرة نفسها اذ ان جميع ما يهمها هو ان تستمتع بحياتها و هو ما يدفع الشباب بدورة الي الهروب من تكاليف حفل زواج لا يطيقة .

 الطموح العلمى للفتاة اسباب جديد

 * و يشكل التعليم سببا اضافيا الي جانب الاسباب السابقة لانتشار العنوسة فالمجتمعات العربية اذ ترفض الفتاة الطموح علميا الزواج حتي تحصل علي الماجستير و الدكتوراة و عندما تحصل عليهما تتغير شروطها فزوج المستقبل فيبدا مسلسل الرفض حتي يفوتها قطار الزواج .. و بينما كانت الفتاة التي حصلت علي قسط بسيط من التعليم فالماضى تحلم بان تصبح زوجة و ربة بيت =و تدرك ان الزواج سنة الله فارضة فانها الان اصبحت تعيش حالة صراع الادوار بعد ان اصبحت لا تفكر فدورها التقليدى فقط كزوجة و ام بل كذلك فدورها كامراة عاملة تخشي ان تتزوج من رجل يستولى علي راتبها بينما هى من و جهة نظرها تستطيع الاستغناء عن الزوج لانها لا تحتاجة اقتصاديا.

 واذا كانت هذة الاسباب المباشرة لظاهرة العنوسة تقف و راءها الفتاة و اسرتها فان ذلك بالطبع لا يعنى ان هنالك اسبابا اخري تتعلق بالشاب او الزوج المنتظر نفسة و علي راسها ان اغلب الشباب راح يستمد من بنات الاعلان مواصفات عروسة و بخاصة بعد ان افسدت القنوات التلفزيونية و المجلات الشباب و جعلتة لا يصلح لاقامة اسرة او فتح بيت =و رسخت فو جدانة ان الجمال لا يتوافر الا فاصحاب الشعر الاشقر و العينان الزرقاوان

 ومن بين تلك الاسباب كذلك رغبة الزوج او الخطيب فالظهور بمظهر لائق حتي و لو لم يكن قادرا علي تكاليف هذة المظاهر اذ يجنح بعض الشباب المقبل علي الزواج الي المظهرية و المبالغة فنفقات الزواج و اقامة حفلات الزفاف ؛ مما يدفع من يريد المحاكاة و التقليد الي اللجوء لاساليب منحرفة للحصول علي المال او اقامة علاقة ارتباط غير شرعية كبديل للاحباط الذي ينتابة اذا ما فشل فتحقيق ذلك الحلم لسبب او احدث .

 وكثيرا ما يضع شبح لقب ” العنوسة ” الفتاة العربية تحت ضغط اجتماعى شديد و قاس لدرجة ان الفتاة التي لم تتم العشرين بعد او تلك التي مرت السنوات الخضراء فحياتها من دون زواج ربما تضطر الي تقديم بعض التضحيات من اجل الزواج حتي لو كان هذا علي حساب كرامتهن و كبريائهن اذ تبدا الفتاة فالحرص علي حضور الافراح و الظهور فالمناسبات و يصل الامر الي حد تملق ام العريس (المحتمل) حتي تكسب و دها لعلها تطلب يدها لابنها!! و هذا خشية ان تحمل لقب عانسة .

 ظاهرة عالمية

 وانصافا للفتاة العربية فان ظاهرة العنوسة ليست ظاهرة قاصرة علي المجتمعات العربية و حدها و انما هى بطبيعة الحال ظاهرة عالمية غير ان الغرب الذي يعانى كذلك من ظاهرة العنوسة لا يشعر بحدتها كالمجتمعات العربية نظرا لان الزنا عندهم ليس محرما بل تظل المراة تعاشر الرجل معاشرة الازواج سنوات طويلة و ربما تنجب سفاحا و فالنهاية ربما يقرران الزواج او الانفصال .. كذا بكل بساطة .

  راى علماء النفس و الاجتماع

 كان من الطبيعى ان تستوقف الارقام المخيفة لارتفاع معدلات العنوسة علماء الاجتماع و النفس بل و السياسيون كذلك فمحاولة لبحث اهم الاسباب المباشرة لتفشى هذة الظاهرة فالعالم العربى و دراسة تداعياتها علي الاسرة و المجتمعات العربية املا فو ضع الحلول و تذليل العقبات .

 ويكاد علماء النفس و الاجتماع يجمعون علي ان تداعيات العنوسة لا تتوقف على الفتاة و حدها و انما تمتد لتشمل باقى افراد الاسرة جميعا فالاب مثلا ربما ينساق و راء نصائح زوجتة بالبحث عن عريس لابنتة بين جميع المحيطين بة و المتعاملين معة فيلجا الي عرض ابنتة بطرق غير مباشرة علي بعض زملائة او ابنائهم و اذا فشل فذلك فانة يلجا الي اساليب لا شعورية تخفف عنة كان يبلغ الاخرين مثلا بان ابنتة ربما تقدم لها الكثيرون و لكنة رفض او رفضت هى لاسباب متعددة و قد تعايش مع ذلك الكذب حتي يعتقد بان ما يروية من اكاذيب هو الحقيقة بالفعل و هو ما يقودة فنهاية المطاف الي كثير من الاضطرابات النفسية و السلوكية .

 ولا يتوقف الامر عند ذلك الحد بل تمتد هذة التداعيات لتشمل علاقة الاب بابنتة العانس فينهج فتعاملة معها كيفية من بين ثلاث طرق فاما التغاضى عن هذة المشكلة و ترديد كلمات ك” القسمة و النصيب ” و ” ربنا عايز كدة ” و اما التشدد و العنف فتعاملة مع ابنتة و تشديد الرقابة عليها لانة يظن لا شعوريا ان فابنتة شيئا ما خطا جعل الاخرين يعزفون عن التقدم اليها و اما ترك الحبل لها علي الغارب بدعوي ان كثرة خروج ابنتة و رؤية الاخرين لها ربما يدفع احد الشباب الي الاقتران فيها .

 وبينما يصبح ذلك حال الاب فان الام تعيش هذة المشكلة بكامل طاقتها و عصبيتها و قلقها و اكتئابها فهى كام تشعر بعمق احاسيس ابنتها و تعيش علي حلم ان تري ابنتها فعش الزوجية و ان تري احفادها و من بعدها فقد تنتابها حالات من الاكتئاب و ربما تلجا الي السحرة و الدجالين ظنا منها ان ابنتها ” معمول لها عمل ” و ربما تلجا الي الدلالات لتعرض عليهن مشكلة ابنتها مع و عدهن بمكافاة سخية اذا احضرن لابنتها عريس المستقبل .. غير ان الام فبعض الاحيان ربما يصبح ايمانها قويا فتقوم بالتخفيف عن ابنتها و حثها علي الرضا بقضاء الله

 اما الاخت الصغري فلاشك ان مشاعرها تكون مبهمة و غامضة و ربما تهيئ نفسها لان تكون فالوضع ذاتة و تعيش نفس الماساة اي لا تتزوج كاختها و ربما تتفنن فابتكار طرق مختلفة لجذب انظار الشباب و الدخول فعلاقات اثم ة مع بعضهم ظنا منها انه اذا و قع المحظور فان ذلك يضمن لها الفوز بعريس المستقبل و الا تواجة نفس مصير شقيقتها .. بينما اذا كانت شقيقات الفتاة متزوجات فانهن يشعرن بالاسي تجاة اختهن و فالوقت ذاتة يشعرن كذلك بالنقص امام ازواجهن خاصة اذا سالوهن عن سر عدم زواج اختهن او حملت اسئلتهم تلميحات حول سلوك الفتاة و طباعها .

 ومن البديهى بطبيعة الحال ان تكون الفتاة نفسها اكثر افراد الاسرة معاناة من مضاعفات العنوسة و علي راسها المضاعفات الجسدية و النفسية منها الشعور بالاضطرابات و القلق و التخوف من المستقبل و عدم الاستقرار او راحة البال .

 ففى المجتمعات العربية تحديدا يعد الزواج ” سترة ” للفتاة و حفظا لكرامة اسرتها و من بعدها فان تقدمها فالسن دون زواج ربما يثير الكثير من الاقاويل التي تمس سمعة الفتاة و سمعة الاسرة فتشعر بالدونية و بانها اقل من الاخريات و بخاصة عندما تصرخ بداخلها نداءات الانوثة و الامومة و هو ما ربما يدخلها فدوامات من القلق و الاكتئاب و الياس و التشاؤم من الحياة .. و قد حاولت الفتاة التغلب علي هذة الدوامات باللجوء الي توثيق صلتها بالله اكثر غير انها ربما تغلو اسلاميا فتمارس دور المفتي فالتحليل و التحريم .

 وقد تسلك الفتاة العانس طريقا مغايرا تماما للهروب من دوامات القلق و الياس هذة فتلجا الي الابتذال و السفور غير الطبيعى فملابسها و هندامها بكيفية تثير غرائز الشباب رغبة فاثبات الذات و الشعور بانها مرغوبة كباقى اترابها   بل و قد سعت فالوقت ذاتة الي كثرة الاختلاط بالشباب فالاماكن العامة و فالعمل و الاسواق تحت زعم ما يسمي بالصداقة .

 وشيئا فشيئا ربما يتحول ذلك الابتذال و السفور الي انحلال خلقى فتندفع الفتاة الي الانحراف و اقامة علاقات جنسية سرية و عابرة لاشباع رغباتها خارج مؤسسة الزواج او الي ما يسمي بالزواج العرفى او السرى بيد انها رغم هذا تظل فكلتا الحالتين محرومة من مشاعر الامومة و من الاحساس بالامان .

 * و ياتى ارتفاع ظاهرة الزواج من اجنبيات ليشكل بعدا احدث من ابعاد مشكلة العنوسة اذ بدات هذة الظاهرة تغزو اغلب المجتمعات العربية بكثافة شديدة لدرجة ان دراسة صادرة عن و زارة الداخلية السعودية ربما طالبت بمنع زواج الشبان السعوديين من اجنبيات بعد ان بلغ عدد الزوجات الاجنبيات اللاتى حصلن علي الجنسية السعودية اثناء السنوات الخمس الاخيرة نحو تسعة الاف زوجة مشددة علي ان تفشى هذة الظاهرة يؤثر سلبا علي الاطفال و علي استقرار الاسرة فحالة حدوث خلاف او طلاق .. بينما كشفت دراسة اخري لوزارة العدل المصرية عن ان هنالك اتجاها يسود بين الشباب المصريين للارتباط بزوجات من روسيا و دول الاتحاد السوفيتى السابق و اوروبا الشرقية .

 محاولات لحل المشكلة

يرى الخبراء ان المؤسسات الاجتماعية و الجمعيات الخيرية   ممكن ان تجند طاقاتها و جهودها لمواجهة تفشى هذة الظاهرة و اعادة الاعتبار الي شكل الزواج بوصفة رباطا اسريا و ليس علاقة تجارية و هذا من اثناء تنظيم الندوات و المحاضرات الدورية للتوعية بالمفهوم الاسلامى للزواج و لمحاربة شتى العادات و التقاليد التي عفا عليها الزمن .. فضلا عن اقامة الاسواق الخيرية المختلفة التي تساهم فتوفير متطلبات بيت =الزوجية باسعار معقولة و بهامش ربح بسيط .. او تقديم المساعدات المالية و القروض الحسنة لراغبى الزواج علي ان يتم تقسيطها و فقا لظروف المقترض .

 ويتصل بهذا التيسير و التسهيل فمنح القروض ضرورة انشاء الدول العربية صناديق للزواج و هى تجربة بدات بعض الدول بالفعل تتنبة اليها و تتبناها حيث انشات دولة الامارات العربية المتحدة ذلك الصندوق لمعالجة سبب و جذور مشكلة العنوسة و سعي المسؤولون عنة الي تشجيع الشباب علي الزواج من اهل بلدهم و حث الاهالى علي عدم المغالاة فالمهور و تكاليف الزواج و بدا الصندوق نشاطة بالعمل علي اكثر من مسار منها تقديم منح ما لية لراغبى الزواج تصل الي 70 الف درهم كما يقدم الصندوق كذلك منحا للزيجة الثانية =.

  ففى المملكة العربية السعودية خاضت جمعية البر بالمنطقة الشرقية تجربة مماثلة اطلقت عليها مشروع تيسير الزواج للتوفيق بين راغبى الزواج و تقديم المساعدات المادية و القروض للشباب المقبل علي الزواج و احياء مبدا التكافل الاجتماعى بين المسلمين   و تقديم المساعدات العينية مثل

 الاثاث الجديد او المستعمل الذي يقدمة المتبرعون و محبو الخير بالاضافة الي توسط ادارة المشروع لدي المتبرعين من اهل الخير لتوفير مكان مناسب لاقامة حفل الزواج بسعر تشجيعى او الحصول علي تخفيضات فاسعار الاثاث و التجهيزات.

 اما فالكويت فقد قامت مجموعة من رجال الاعمال  و مسئولى الجمعيات الاهلية و الخيرية بتاسيس صندوق للزواج يبلغ راس ما له خمسة ملايين دينار تزيد مستقبلا لتصل الي 10ملايين دينار( اكثر من30 مليون دولار) بهدف التوفيق بين الراغبين من الجنسين فالزواج و تقديم القروض المالية بدون فائدة و علي اقساط قليلة و مريحة .

 وقد اعلنت اللجنة التاسيسية للصندوق انها ستسعي للحصول علي موافقة الجهات المختصة لتخصيص و قف دائم لدعم راسمال الصندوق اضافة الي القروض الحسنة التي يقدمها اهل الخير و بعض الشركات لهذا الغرض و التبرعات المالية من الجهات الحكومية بالاضافة الي مبالغ ما لية سنوية من زكاة الافراد و المؤسسات و الشركات المختلفة فالمجتمع الكويتى و مساعدة الفنادق و رجال الاعمال و بعض المؤسسات .

 وعلي نفس الصعيد بدات معظم البلدان العربية تنظم حفلات زواج جماعى تضم اعدادا من الشباب و الشابات فزفاف و احد ضخم مما يوفر مبالغ ضخمة تتكلفها جميع حالة زواج و بخاصة بعد ان اتضح ان المبالغ التي تصرف علي حفلات الزواج فدول الخليج مثلا تمثل سببا رئيسيا فعزوف الاف الشباب عن الزواج من مواطنات بلدهم و لجوئهم للزواج من بنات بلدان عربية اخري .

 وتاتى الدعوة لتعدد الزوجات لتشكل حلا احدث من حلول مشكلة العنوسة و من بعدها لم يكن غريبا ان يؤكد مفتى عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئةكبيرة العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ ان تعدد الزوجات امر شرعة الله لصالح المجتمع و ان علي المراة ان تقبل ان تكون زوجة ثانية =او ثالثة باعتبار هذا خيرا من العنوسة .. مضيفا ان زواج المراة من رجل ذى دين و كفاءة و خلق و معة زوجة اخري لا عيب و لا نقص فية و ان التعدد امر مشروع و من يشكك فية فهو ضال .

 ورغم ان ذلك التعدد امر شرعى صحيح الا ان فكرة التعدد هذة ما زالت تلقي معارضة شديدة فالمجتمعات العربية و هو ما كشفتة ردود الافعال المتباينة فالشارع العربى علي مسلسل “عائلة الحاج متولي” الذي شنت علية النساء العربيات حملة هوجاء معتبرين انه عودة الي ” عصر الحريم و الجوارى ” ..

 ورغم ان الاسلام ربما شرع صراحة مبدا تعدد الزوجات شريطة العدل بينهن فمحاولة مبكرة منة للقضاء علي مشكلة العنوسة بيد ان الواقع فمجتمعاتنا العربية يكشف بوضوح ان الزواج من الثانية =محرم اجتماعيا بسبب النظرة الاجتماعية الخاطئة لمن تزوج علي زوجتة و توهمهم ان هنالك عيبا فيمن تزوج عليها زوجها كما ان الزوجة ربما تكون قريبة للزوج و لا تسمح و اهلها بزواجة من اخري بالاضافة الي الاحتجاج بالنفقة و قلة الدخل مع ان مصروف اسرة و احدة فاغلب الدول العربية ربما يفوق ما ينفق علي عشر اسر فبعض البلاد الاسلامية الاخري .

العنوسة .. سبب و ملابسات(2)

 تختلف الاسباب و تتعدد العوامل التي تؤدي و تساعد علي انتشار ظاهرة العنوسة و تصب كلها فبوتقة البعد عن ديننا الحنيف او جهلنا ببعض احكامة او سوء فهمنا للحكم- الساهية و راء الاوامر و النواهى التي يامرنا فيها الله- عز و جل- و توضحها لنا السنة الكريمة فكلما زاد اقترابنا و تمسكنا بتعاليم ديننا الحنيف ايمانا قولا و فعلا كان فذلك النجاة من الوقوع فازمات و مشكلات الحياة المعاصرة بتطوراتها السريعة المتلاحقة .

ومن الاسباب التي تقف و راء ظاهرة العنوسة :

1- عضل النساء. اي منع المراة من الزواج بكفئها فاذا تقدم لها خاطب كفء منعت منة اما من قبل و ليها او لتدخل قصار النظر من النساء و السفهاء بحجج فاسدة كالقول بان الخاطب كبير السن او فقير او متدين متشدد. و بهذا تهدر المصالح و تضيع المسئولية و تحرم المراة من حقها الشرعى فالزواج فالوقت المناسب و تفقد دورها الفعال فالمجتمع بتكوين تشارك فمسئوليتة و تنشئ جيلا يعتمد عليه.. و مما يزيد المشكلة رفض و لى الامر لزواج الفتاة بوضعة شروطا تعجيزية من المهر و المتطلبات التي ينوء بحملها اي شاب فالعمر او طمعة فراتب الفتاة فيختلق الاسباب لرفض الزواج متناسيا بذلك قول المصطفي علية الصلاة و السلام: ” اذا اتاكم من ترضون دينة و خلقة فانكحوة الا تفعلوا تكن فتنة

وفى منع المراة من التزويج بكفئها ثلاث جنايات: جناية الولى علي نفسة بمعصيتة الله و رسولة و جناية علي المراة حيث منعها من كفئها و فوت عليها فرصة الزواج الذي هو عين مصلحتها و جناية علي الخاطب حيث منعة من حق امر الشارع باعطائة اياة و كهذا الولى تسقط و لايتة علي المراة و تنتقل الي من هو اصلح منة و لاية عليها بل اذا تكرر ذلك العضل منة صار فاسقا ناقص الايمان و الدين لا تقبل شهادتة جمع من العلماء كما ان الولى ربما يمنح تزويج الفتاة بحجة ان لها اختا اكبر منها و النتيجة ان تعنس الاثنتان او يرفض تزويجها بجعلها خادمة لاخوانها الذكور و لا يسمح لها بالزواج الا بعد ان يتزوج الابناء و لا يوجد دليل شرعى علي هذا او علي مراعاة الترتيب فالزواج.

2- و من معوقات الزواج و اسباب تاخيرة رفع المهور و جعلها محلا للمفاخرة و المتاجرة لا لشيء الا لملء المجالس بالتحدث عن ضخامة ذلك المهر دون تفكير فعواقب هذا و لا يعلمون انهم ربما سنوا فالاسلام سنة سيئة عليهم و زرها و وزر من عمل فيها لا ينقص هذا من اوزارهم شيئا و انهم حملوا الناس عنتا و مشقة يوجبان سخطهم عليهم و سخريتهم منهم و ان ضخامة المهر تسبب كراهة الزوج لزوجتة و تبرمة منها عند ادني اسباب و ان سهولة المهر تسبب الوفاق و المحبة بين الزوجين هما يوجد البركة فالزواج.

3- و من الامور التي نفرت من الزواج تلك المعوقات التي ابتدعها الناس و تمادوا بها حتي اثقلت كاهل الزوج من تكاليف باهظة لشراء مصاغات و اقمشة و المبالغة فتاثيث البيت و الاسراف فاقامة الولائم و ضياع الاموال هدرا و منها كذلك اقامة الحفلات فالفنادق و قصور الافراح و ما يتبع هذا من ارتكاب المحرمات من الغناء و الرقص و التصوير بل و شرب المحرمات و تصبح هذة الحفلات مجالا خصبا لارتكاب المعاصى و ما يتبع هذا من قضاء ما يسمونها “شهر العسل ” فبلاد خليعة من البلاد الاجنبية و تكون النتيجة مخالفة شرع الله و يكون الزوج مكبلا بقيد من الديون الثقيلة التي تمتد سنوات و سنوات.

وتعد هذة المعوقات التي تقف حائلا امام الزواج من سباب عزوف الشباب عن الزواج و تاخير سن الزواج و تايم كثير من الفتيات و تفشى ظاهرة العنوسة و ما يتبعها من اثار سلبية علي الاسرة و المجتمع ككل و تلك العوائق من جانب لى امر الفتاة و هو احد اطراف القضية التي تشمل و لى الامر الام الفتاة الشاب و هم اطراف عملية الزواج او العزوف عنه. فولى الامر يجب ان يحافظ علي الامانة التي حملها من فوق سبع سماوات و ان يتقى الله فاولادة جميعا و لا يفرق لى المعاملة بين الذكور و الاناث كما قال المصطفي علية الصلاة و السلام: “اتقوا الله و اعدلوا بين اولادكم “. رواة البخارى و مسلم. و الانثي احق بالشفقة و الرحمة حيث ان عصمتها بيد و لى امرها.

وبعض الاباء يكونون سببا فعنوسة الفتاة بان يقول: بنتى لولد عمها و البنت لا تريد و لد عمها و يفرضة عليها و الرسول علية الصلاة و السلام يقول: “لا تنكح الايم حتي تستامر و لا تنكح البكر حتي تستاذن قالوا: يا رسول الله و كيف اذنها؟ قال: ان تسكت “. رواة مسلم.

وهو ما يسمي عند بعض القبائل “بالتحجير” و يعد هضما لكرامة المراة التي عززها الاسلام و رفع مكانتها.

كما ان بعض الاباء يشترط نسبا معينا “او بلدا معينة ” و يرد كثيرا من الخطاب بحجة انهم اقل منهم نسبا او ليس من قبيلتة او من بلدة علي الرغم من ان المعيار هو التقوي و الدين كما قال تعالى: {وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم} (سورة الحجرات الاية :13).

ولقد تزوج علية الصلاة و السلام من زينب بعد ان طلقها مولاة زيد بن حارثة كما زوج محمد علية الصلاة و السلام فاطمة فتاة قيس لاسامة و تزوج المصطفي الكريم من صفية فتاة حيى بن اخطب و كانت ابنة يهودي. كما ان بعض الاباء يشترطون شروطا شكلية قد لا يستطيع الشاب تحقيقها كان يصبح لدية سيارة او تكون معة شهادة كشهادة البنت او اعلي او عندة سائق او خادمة او يصبح له بيت =بمفردة بمواصفات معينة و غيرها من الامور التافهة التي تؤدى الي العنوسة .

اما الطرف الثاني فهو الام و دورها العظيم حيث تقع عليها مسئولية تربية بناتها و فق التعاليم الدينية السمحة مستنيرة فذلك بالاحاديث النبوية الشريفة و عليها ان تغرس فنفوسهم خلال التربية الحب و الدين اما المال فليس شرطا فهو ياتى و يذهب بالاضافة الي التحلى بالصبر و الاداب العامة و الاهتمام بالثقافة و العلم و الاعتماد علي النفس فشئون البيت و الحياة العامة و مواجهة المشاكل و العمل علي حلها بالصبر و الاناة و عدم الاعتماد علي الخدم كلية و ان تقنع بالقليل فالسعادة و راحة البال لا تتحققان بالمال و المظاهر الشكلية و لكن بالخلق و الدين و الايثار و القناعة و الود و الرحمة .

وعلي الام الا تختلق العوائق و الشروط التعجيزية امام زواج الفتاة او الشاب فالاعتدال مطلوب فكل شيء من الناحية الجمالية و المادية و المظاهر الشكلية بما فذلك مظاهر التفاخر و التباهى بحاجات لا تغنى و لا تسمن من جوع فالعبرة بالدين و الاخلاق و السلوك السوى و الاستقامة فالتيسير مطلوب قال علية الصلاة و السلام: “يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا”.

اما الطرف الثالث فهو الفتاة و علي ذلك الطرف تقع المسئولية للنهوض بمستواها الثقافى و الجمالى جمال الاخلاق و جمال الخلق فالاخلاق تتمثل فالاحتشام و المحافظة و النظر للبعيد و القادم من الايام كما ادق عليها ان تتعلم المهارات البيتية و تزن الامور بالعقل قبل العاطفة و الا تغالى فالصفات المطلوبة و الصورة الخيالية لفارس الاحلام فالكمال للة و حدة و لا يوجد انسان تتوافر فية جميع الصفات الشكلية و الجوهرية من دين و خلق و التزام و الا تجعل هذة الرغبات الخيالية و غير المنطقية عقبة امامها تحولها مع مرور الايام الي عانس برفضها جميع خاطب لا تنطبق علية هذة الاوهام و تكابر حتي يلحقها قطار العنوسة و الذبول و الندم.

كما ان الفتاة ربما تجعل الدراسة عقبة امام الزواج و يوافقها ابوها علي هذا و فذلك ضرر علي الفتاة و علي المجتمع من عدة امور منها: ان التعليم الطويل بالنسبة للفتاة فالغالب لا تستفيد منة عندما تتزوج فتنشغل بالزوج و الاولاد كما ان الفتاة اذا ردت نصيبها من الزواج بحجة الدراسة فان الخطاب ينصرفون عنها- كما يقول الاستاذ عبدالله الجار الله فكتاب الزواج و فائدة و اثارة النافعة – لان كثيرا من الشباب يفضلون زوجات اقل منهم فالمستوي العلمى و بعض الشباب لا يفضلون زوجة تظهرت من الجامعة و انشغلت بالعمل و جمع المادة مع ان السن ربما تقدمت فيها و بدات تذبل فحرى بالمراة و ولى امرها الا يردا الخاطب فاى لحظة من اللحظات التي يتقدم لهم بها اذا رضوا دينة سواء قبل ان تواصل دراستها و عملها ام لم يقبل ان تواصل الدراسة و العمل مع ان بعض الشباب لا يمانعون من مواصلة زوجاتهم للدراسة لانهم يحسون ان المجتمع بحاجة الي كزوجاتهم للتدريس او للتطبيب و نحو هذا هما يحتاجة المجتمع الاسلامى المحافظ.

ان الاسلام لا يقف امام تعليم الرجل و المراة و انما يقف امام تلك المظاهر الكاذبة التي انتشرت و التي كان لها الاثر السيئ فالمجتمع الاسلامى فلو فرضنا ان الفتاة ربما اكملت دراستها بدون زواج و اخذت الشهادات العليا فكم يكون عمرها؟ و من سيتزوجها؟ بعد ان عدت سن الزواج؟ فاغلب الرجال يفضلون الفتاة صغار السن و تمتلئ البيوت ببنات نادمات علي رفضهن الزواج بحجة اكمال الدراسة و اباءهن الديمقراطيون لا يحركون ساكنا و لا يقدمون النصيحة لهن و تود الواحدة من هؤلاء الفتيات اللاتى حصلن علي شهادة الماجستير ان تحرق لانها اضاعت عمرها و اوصت شبابها و لحقت بقطار العنوسة حيث الرجل لا يريد زوجة لم يتبق من عمرها الا القليل حتي تصل لسن الياس.

ان الفتاة او الشاب اذا تزوجا اثناء فترة الدراسة فانهما سيعيشان احلي لحظات العمر مع الاستقرار النفسى و العائلي. و ربما تناولت جريدة الندوة قضية الفتاة الجامعية التي تقف علي عتبة العنوسة فالعدد 10582 ف(13 ربيع الثاني 1414 ه) بالمناقشة بين طرفى القضية الفتاة و الشاب و نستعرض بعضا من الاراء المختلفة لكل طرف لنتعرف علي ملابسات هذة القضية الحساسة .

احدي الفتيات اتهمت الشباب بانهم يبحثون عن الفتاة صغار السن او قليلة التعليم لسهولة قيادتها او لاضفاء المرح و السرور علي الحياة الزوجية كما اتهمت الشباب الذين يعزفون عن الزواج من الجامعية بقصور تفكيرهم و ضعف شخصياتهم لانهم يتابعون الافلام التي تكون محشوة بافكار و معتقدات خاطئة عن الفتاة الجامعية و ان قوامة الرجل صورية و ليس كما جاء فقول- الله عز و جل-: {الرجال قوامون علي النساء}.

وراى احدث لفتاة يقول: ان الشباب يلصقون ابشع الصفات بالفتاة الجامعية بانها “مغرورة و متعجرفة و متكبرة “.

واتفقت معظم الفتيات علي ان العلم ضرورى و لن يؤثر هذا علي مستقبلهن الاسرى حتي حملن ذلك السلاح الذي يحميهن من غوائل الدهر و ظروف الحياة بل ان الشهادة تمنحهن المزيد من النضوج و الوعى و الثقافة و يوجهن اللوم الي بعض الشباب الذين يتذرعون بالحجج الواهية حول غرور الفتاة الجامعية او البعض الاخر الذي يفضلها صغار و اكدن ان بعض الشباب يتهربون من المسئولية و من الارتباط بالفتاة الجامعية لانها اعلي مستوي منهم و ارقي ثقافة و نفين مقولة : “ان الفتاة الجامعية تشرف علي العنوسة “.

ويري شاب جامعى انه من الاروع الزواج من جامعية ليصبح هنالك تقارب فالمستوي الفكرى و الثقافى بينهما و لكى يعيش الابناء فظل اسرة متفهمة و اعية قادرة علي حل مشاكلها بكل سهولة و يسر و حصول الفتاة علي شهادة جامعية امر ضرورى لتؤمن نفسها من غدر الزمن لانها لو توفى زوجها او طلقها تستطيع ان تخوض غمار الحياة و تربى اطفالها بالبحث عن و ظيفة كما ان الفتاة الجامعية تصل الي درجة من العقلانية و الوعى الثقافى تؤهلها لان تكون زوجة صالحة و اما فاضلة و عضوا فعالا لبناء المجتمع.

ويمكن الجمع بين الزواج فسن صغار و اكمال دراستها بعد الزواج و الموازنة بين بيتها و اطفالها و دراستها لان معظم الشباب يفضل الزوجة صغار السن التي لا يزيد عمرها عن العشرين اما زواج الجامعية من شاب غير جامعى فهو زواج غير مستقر لعدم و جود تقارب و تكافؤ بين الزوجين فكريا و علميا و ثقافيا و لشبة انعدام لغة الحوار المشترك بينهما و ربما تتعالي الزوجة علي الزوج بمستواها التعليمى و لا يعنى ذلك ان الشاب الذي يريد بنت صغار السن او غير جامعية يعانى من نقص داخلة فهذا اتهام باطل و مرفوض لان هذة الرغبة ربما تكون هروبا من تعالى و غطرسة و غرور الجامعية و عندما يتزوج الصغير ربما يدعها لاكمال دراستها خلال الزواج و بذلك يصبح قضي علي غرور الجامعية و تعاليها علي الشباب.

ان الجامعية – بلا شك- تكون علي قدر كبير من المسئولية و الفهم و الوعى و الادراك.

ويجب علي الفتيات الا يرفضن الزواج و هن فالمرحلة الثانوية او بداية المرحلة الجامعية بسبب رغبتهن فمواصلة التعليم بعدها يلقين باللوم علي الشباب فكم من الفتيات و الشباب اكملوا دراستهم بعد الزواج فالمراة ان لم تكن مؤدية لواجباتها الاسرية علي اكمل و جة فهى غير ناجحة و لو كانت تحمل اعلي الشهادات.

ويؤيد شاب جامعى الزواج من جامعية ؛ لوصولها لمرحلة نضج فكرى و علمى و جسدى متكامل تستطيع ان تتخطي بة العقبات و تكون اما صالحة مثقفة و اعية الا انه يلزم بعض الفتيات التخلص من الكبرياء نتيجة حصولهن علي المؤهل الجامعي.

راى لباحث اجتماعى يقول: ان الارتباط بالجامعية امر محبذ بشرط ان يسود التفاهم و الوئام فيما بين الزوجين و ان تعمل و تشارك الزوج فاعباء الحياة علي الا يصبح هنالك استغلال و لا شروط بخصوص الدخل و نحوه. فطلب العلم فريضة و يا حبذا لو كان الي احدث رمق و لا يقتصر علي المرحلة الجامعية فقط فقد قال- تعالى-: {قل هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون} (سورة الزمر الاية :9) و قال المصطفي علية الصلاة و السلام: “ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضاء بما فعل “.

ووجهة نظر اخري تقول: ان الزواج بالجامعية المثقفة يصبح عونا علي بناء مستقبل مشرق و علي الذين يرفضون الزواج من الجامعية ان يعيدوا تفكيرهم الخاطئ و ذلك التفكير العقيم و بخاصة اذا كان ممن و صل الي المرحلة الجامعية بشرط ان تعى الفتاة الجامعية دورها بشكل جيد و الا تتعالي علي زوجها بشهادتها العالية .

ولعل الطبيبة من اكثر الفتيات تعرضا لعزوف الشباب عن الزواج منها لاصرارها علي انهاء دراستها قبل الزواج و اتهام البعض لها بالتعالى و الغرور لانها ربما اصبحت طبيبة و لهذا يعتقد البعض انها لا تصلح كزوجة و بعضهم يحاولون الحد من تقدم الفتاة الطبى عند اصرارهم علي ان يصبح عملها داخل احدي الوحدات او المراكز الصحية الا اننا نجد قلة هى التي تقدم علي الزواج من الطبيبة بل و تساهم كذلك فتحقيق احلامها بالتميز و التفوق و نعرض اثناء السطور القادمة بعض الاراء و وجهات النظر المتنوعة و المختلفة للشباب و الاطباء و الطبيبات من اثناء الاستطلاع الذي اجرتة احدي الصحف المحلية :

ان طول لمدة الدراسة فكليات الطب الاسباب =الاول بل الاساس فتاخير سن الزواج للطبيبة كما يري د. اسامة ظفر مدير مستشفي الملك فيصل بالطائف لان 95% منهن يرفض الزواج لحين الانتهاء من الدراسة نتيجة الخوف الشديد من عدم الاستمرار بل عدم الاستقرار فالدراسة التي تتطلب تفرغا كاملا و تركيزا شديدا من اجل التفوق للشباب عدة سبب فعزوفهم عن الزواج من الطبيبة اولها طول لمدة الدراسة و ثانيها رفض الفتيات الارتباط حتي الانتهاء من الكلية . كما ان اشتراط بعض الازواج ان تتجة المراة الطبيبة الي العمل بالوحدات الصحية دون المستشفيات من اجل تقصير فترة الدوام حيث تتراوح ما بين 8 الي 9 ساعات عكس المستشفيات التي تصل بها الي ما بين 24 الي 48 ساعة و ذلك امر يرفضة اكثر الازواج.

وراى ثان للدكتور احمد الشاذلى استاذ طب الاطفال بالطائف يري ان تاخر الطبيبة فالزواج لانها تفضل الزواج من دكتور يتفهم طبيعة عملها فمن يقبل ان تنزل زوجتة فمنتصف الليل اذا كان هنالك حالات طارئة غير الزوج الطبيب الذي يقدر متاعب المهنة و لذا فقد تنتظر كثيرا حتي يتقدم لها الطبيب.

وجهة نظر لطالب جامعى تؤيد عدم الزواج من الطبيبة و تري انه من الاروع ان تتزوج من طبيب مثلها يساويها فجميع القدرات الثقافية و الاجتماعية و يصبح متفهما لطبيعة عملها.

وراى مخالف لموظف يقول: انا ظروف الحياة اليوم اصبحت صعبة و اصبحت المادة تشكل عنصرا اساسيا بها و الارتباط بالموظفة بصفة عامة و الطبيبة بصفة خاصة امر مساعد و له دور كبير فتلبية متطلبات الاسرة و له اثر ايجابى ربما يطغي علي الناحية السلبية فالحياة الزوجية .

قول لموظف يوضح ان الارتباط بالطبيبة يحتاج الي نوع من التضحية من الزوج و تقديم يد العون و المساعدة لمن نذرت نفسها لخدمة مجتمعها و لمن ترسم الامل و الابتسامة علي شفاة مرضاها.

ونتعرف علي و جهة نظر الطبيبات و الفتيات ازاء عزوف الشباب عن الارتباط بالطبيبة :

توضح د. اسماء فتح الباب عبدالحليم استشارية امراض النساء و التوليد ان تاخر الطبيبة فالزواج يرجع الي طول لمدة الدراسة فتتخرج و هى فالسنة الخامسة او السادسة و العشرين و كثير منهن عندهن الطموح لاستكمال الدراسات العليا و كثير منهن يفضلن الانتهاء من الدراسة دون زواج و اولاد ربما يعطلونهن عن المذاكرة و التفوق و ذلك يؤدى الي تاخر زواجها الي ما بعد الثلاثين كما ان بعض الطبيبات يفضلن العريس الطبيب و خصوصا اذا كانت حاصلة علي دكتوراة فهى تنتظر استاذ جامعة و بهذا تنتظر الي ما بعد الاربعين.

ويمكن للطبيبة العاملة ان تاخذ اجازة مؤقتة من عملها اذا كان البيت بحاجة اليها اكثر من العمل لرعاية اطفالها بعدها يمكنها العودة الي عملها بعد ذلك.

وتعتقد طالبة طب اننا و صلنا الي مرحلة تجعل الشباب يفكر بكيفية اكثر عقلانية و واقعية و ان الارتباط بمثل ذلك الشاب الذي يعتقد ان الزواج من الطبيبة لا يحقق الاستقرار الاسرى يعد مجازفة فليس هنالك فرق بين الطبيبة و المعلمة و غيرهما ممن يخدمن المجتمع و يسعين لمستقبل اروع لهن و للمجتمع.

وبعد استعراض الاراء المتنوعة المختلفة من الطرفين: الشباب و الطبيبات يتضح لنا ان التفاهم و التكافؤ الثقافى و العلمى و الاقتناع بدور جميع منهما فالحياة الاسرية و المجتمع و بتعاون كلا الطرفين و تقدير ظروف عملة جميع هذا هو الاساس للاستقرار الاسرى فمهنة الطب من انبل المهن و اشرفها الا انه يلزم قليل من التضحية و التنظيم و تنسيق الوقت و استغلالة و تحديد الاولويات و مع ذلك تستطيع طالبة الطب الزواج فسن مناسبة مع استكمال دراستها بعد الزواج و المحاولة الدائمة فتحقيق النجاح علي المستوي العلمى و المهنى و المستوي الاسرى و العائلي.

اما الطرف الرابع من اطراف القضية فهو الشاب و لا شك ان عدم تحمل المسئولية و الهروب منها هما و راء عزوف الشباب عن الزواج المبكر فالبعض يتحجج بحاجات و اهية كاستكمال الدراسة و البعض يريد ان يؤمن مستقبلة و يصبح نفسة علي حد تعبيرة كما ان البعض يضع شروطا خيالية فالفتاة التي يريد الزواج منها يجمع بها جميع المحاسن: من الجمال و المال و الحسب و النسب و الثقافة و الوظيفة و ان تكون سيدة بيت =من الدرجة الاولي متناسيا او متجاهلا انه هو ليس مكتمل الصفات و المزايا فالكمال للة و حدة فكما ان هنالك مزايا متوافرة هنالك كذلك قصور فجوانب اخري فكل انسان. فالمهم و جود درجة من التكافؤ الاجتماعى و التعليمى و الثقافى و البيئى و بالتفاهم و الود و حرص جميع من الشاب و الفتاة علي ان يؤدى دورة تجاة الاخر تضيق المسافات و تختفى الفوارق و النواقص و تلك كلها امور غير مقنعة للعزوف عن الزواج و لكن نجد ان التنشئة الاجتماعية للشاب تلعب دورها فتكوين شخصيتة و استقلاليتها و نضجها و وضع الامور فنصابها السليم كما تلعب التنشئة الاجتماعية دورها البارز و الهام فتحمل المسئولية و الاستقرار النفسى و النضج الفكرى و عدم الخضوع لمزاجية احد فتحديد مستقبلة و اختيار شريكة حياتة علي اساس موضوعى سليم فيكفى من الاهل النصح و المشورة فقط و الابتعاد عن فرض بنت بعينها او الحث علي الابتعاد عن بنت ما بحجة انهم لا يستريحون لها او ليست علي هواهم فيجب علي الشاب ان يصبح صاحب القرار الاول و الاخير فتحديد مستقبلة و حياتة القادمة بعد سماع نصيحة الاهل و وضعها فالاعتبار.

فكم من شاب تزوج و هو لم يستكمل دراستة و استطاع فظل الاستقرار الاسرى بمساعدة زوجتة و تهيئتها الجو المناسب- اكمال الدراسة بل و التفوق بها كما انه اذا تزوج فسن مناسبة فهو بذلك يتحمل المسئولية الكاملة عن المنزل و الاسرة مما يدفعة الي مضاعفة الجهد و العمل لتوفير احتياجاتهم و يصبح هذا دافعا الي البحث و المحاولة لتحقيق دخل اكبر و بذلك يستطيع ان يؤمن مستقبلة المادى و النفسى و الاسرى فالوقت نفسة فكم من قصة نجاح و تكوين ثروة لا باس فيها من اثناء ذلك الاستقرار الاسرى و من اثناء الزوجة التي تقف و راء زوجها و تدفعة للنجاح و التفوق و التميز و صدق المصطفي صلي الله علية و سلم حين قال: “ثلاثة حق علي الله عونهم: المكاتب يريد الاداء و الناكح يريد العفاف و المجاهد فسبيل الله ” رواة الترمذى و النسائي.

كما ان مقولة الشباب ان الزواج يتطلب مبالغ طائلة لا قدرة لهم عليها و تكاليف تكبل حياتهم مدة طويلة مقولة مبالغ بها لانة يوجد الكثير من الاسر التي لا تبالغ فالمهور و التكاليف الباهظة كما انه تنتشر الكثير من الجمعيات و المؤسسات التي تساعد و تسهل فتكاليف الازواج بل و تستطيع التوفيق بين جميع من الشاب و الفتاة المناسبة له.

فعلي الشباب ان ينهضوا من سباتهم العميق و حججهم الواهية و يزيحوا عن كاهلهم شعار العزوف عن الزواج قبل ان تضيع احلي سنوات العمر هباء فقد قال- تعالى-: {ان يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله} (سورة النور الاية : 32).

كما ان بعض الشباب يعزفون عن الزواج بسبب البحث عن اسرة تسمح بالرؤية الشرعية للفتاة قبل العقد و يستمر البحث طويلا طاويا معة سنوات و سنوات و قد لا يجد فيضطر للزواج بزوجة لم يقتنع فيها فاما ان يضمها علي كرة و مجاملة و اما ان يطلقها مع ان الله اباح الرؤية الشرعية بشرط عدم الخلوة .

كما ان الشباب ربما يشترطون الابكار و صغيرات السن و لربما كانت العانس او المطلقة اروع بعديد من الصغيرات سواء فالعلم او تجارب الحياة فالرسول صلي الله علية و سلم تزوج خديجة فتاة خويلد و عمرها اربعون عاما و عمرة صلي الله علية و سلم خمسة و عشرون عاما.

4- و مما يساعد علي انتشار العنوسة فالمجتمع رفض البعض لفكرة التعدد فالزواج مع ان الله- سبحانة و تعالى- ربما اباح التعدد و حث علية بشروط و قيود معينة يلزم تطبيقها حتي تتحقق الغايات الساهية من و راء التعدد الا ان البعض يرفض الرجل صاحب الدين و الخلق الفاضل لكونة متزوجا مع توافر القدرة الدينية و المالية و الصحية .

فربما يكتب الله الذرية الصالحة من ذلك المعدد و ذلك اروع لها من جلوس الفتاة سنوات و سنوات بدون زواج. فالتعدد نظام الهى محكم لا ياتية الباطل من بين يدية و لا من خلفة و هو مقال كامل لا يعترية النقص حيث توضح اغلب التقديرات ان نسبة النساء الصالحات للزواج تزداد علي عدد الرجال الصالحين بنسبة 4 الي 1 نتيجة لكثرة و لادة البنات كما ان الرجال هم و قود المعارك العسكرية و ضحايا الحوادث بنسبة اكبر من النساء كما انهم اكثر جهدا و سعيا للحصول علي لقمة العيش مما يجعلهم اكثر قابلية للمرض. و تعدد الزوجات هو العلاج الامثل لمعالجة ذلك الاختلال بين النساء و الرجال.

فخير للمراة ان تكون نص زوجة او ثلث زوجة علي ان تعيش حبيسة الوحدة و العنوسة و الهموم.

5- فتور العلاقات الاجتماعية بين الافراد و الاسر نتيجة للتطورات السريعة التي نعيشها اليوم و الحياة المعاصرة التي ضعفت بسببها الصلات الاجتماعية بين الناس عن الماضى بل و اتسعت الهوة حتي بين افراد العائلة الواحدة فيما عدا المناسبات و خفتت الروابط التي كانت تربط بين الجيران بل و اهل المنطقة باكملها و ندرت الزيارات للاهل و المعارف و الجيران و نتج عن هذا ان الجار لا يعرف شيئا عن جارة خيرا او شرا و بالتالي لا يعرف ان كان عندة من هو فسن الزواج ام لا و ذلك نتيجة البعد عن ديننا الحنيف الذي يدعونا الي التالف و الوحدة و التعاون كما قال- تعالى-: {وتعاونوا علي البر و التقوي و لا تعاونوا علي الاثم و العدوان} (سورة المائدة الاية : 2).

ومن هنا ياتى دور اهل الخير و الصلاح فتعريف الناس بعضهم علي بعض لمن يريد الزواج او لمن يوجد عندة فتيات و بما تقدم بهن السن او كن ارامل او مطلقات و محاولة التوفيق بين الناس و مساعدتهم علي قضاء حوائجهم و ينبغى الا يتردد اهل الخير و الصالحون من اهل المعروف فذلك عملا بقولة علية الصلاة و السلام: “الدال علي الخير كفاعلة ” رواة مسلم. و قولة صلي الله علية و سلم: “والله لا يؤمن احدكم حتي يحب لاخية ما يحب لنفسة ” رواة البخارى و مسلم.

فعلي اهل الصلاح و التقوي القيام بدورهم اخذين بالاسباب فقط و النتائج بيد الله كما قال- سبحانة و تعالى-: {ما علي المحسنين من سبيل} (سورة التوبة الاية : 91).

ويرجع د. عبدة الرب نواب الدين “بالجامعة الاسلامية فالمدينة المنورة ” سبب العنوسة الي ثلاثة عوامل هي: اولا: انشغال المراة المسلمة المعاصرة بالدراسة التي تستقطع سنوات طويلة من شبابها بعدها بعد هذا الانشغال بالعمل و الوظيفة و كثيرا ما يصبح العمل مختلطا بين الجنسين و لذا اثارة النفسية و السلوكية علي كيان المراة المسلمة العاملة و فنظرة الرجل اليها و تقديرة لمكانتها فالمجتمع و مركزها فالبيت و ذلك الاشتغال الانثوى لم يكن معروفا بهذة الصورة العميقة فالاجيال السابقة حتي عصر قريب ففى الماضى كانت النساء تحترف حرفا كالخياطة و التطبيب و الحياكة و الخدمة و لكن هذة الحرف لم تكن تشغل اوقات كبار من اعمارهن و لا كانت تترك لديهن اثرا نفسيا او سلوكيا يشغلهن او يلهيهن عن امنية الانوثة فالزواج و الامومة و هى المهمة الاولي فالحياة بالنسبة للمراة .

ثانيا: قلة الاكتراث بتزويج البنات و الاخوات و ضعف الوازع الدينى و طغيان حب المادة و لهذا الاسباب =صور عديدة منها المغالاة فالمهور و الاشتراطات المجحفة و الاسراف و البذخ فالولائم و الافراح و الحرص علي المظاهر الخادعة و رد الخاطب تلو الاخر طمعا فالاكثر ثراء و الاعلي و جاهة و حرص و لى الامر علي مرتبها الشهرى و منعها من الزواج لهذا الغرض الخسيس الي احدث هذة الصور الشائنة التي تصرف المراة عن دورها الحيوى فالمجتمع المتمثل فتكامل الزوجين و بقاء النوع.

ثالثا: تاثر الشباب بحضارة الغرب و افتتانهم بعاداتة و له صور عديدة منها: ايثار حياة الوحدة و العزوبية و العنوسة و الانفلات من ربقة الدين و الاخلاق الي حماة الفسق و الرذيلة . و الحرية المهلكة و تقليد نجوم الانحراف و الميوعة و التخنث و الشذوذ و وصل التاثر بالحضارة الغربية المادية فبعض الدول الي حد التنفير من تعدد الزوجات الذي اباحة الشرع المطهر حين الحاجة الية و ذلك الافتتان بالغرب ناتج- كما يقول علماء الاجتماع- من تقليد المغلوب للغالب فزية و رسمة و عاداتة توهما من المغلوب انه بهذا التقليد يستمد من الغالب سبب الغلبة و القوة و المنعة و من اوخم نتائج ذلك التقليد المزرى فقد الثقة فالدين الحق و الارتماء فاحضان الاعداء و تضييع جميع مكتسبات الحياة اثر هذا و فقد مقومات الاستقلال و الكيان المتميز.

ان العبء الاكبر يقع علي العلماء و الدعاة و ائمة المساجد فالتصدى لهذا الشبح الخطير شبح العنوسة الذي يهدد العديد من بيوت المسلمين.

ان مجتمعنا محافظ فدينة و قيمة و لا تستطيع الفتاة مفاتحة و الديها عن الزواج و ذلك امر طبيعى و لا ما نع اذا علمت الفتاة بتقدم احد الخطاب لها و هو علي دين و خلق ان تشعر و الديها برغبتها فية اما اذا كان الوالد او الولى من طبعة الرفض و رد الخطاب فعند هذا تستشير الفتاة من تثق بعلمة و تقواة من المشايخ لاخذ التوجية المناسب و قد يتاح التوسط بكيفية سليمة و شرعية و ليس بعيب ان تخطب الفتاة لنفسها لاسيما اذا كانت كبار و متميزة و لها القدرة علي التمييز و لها فام المؤمنين خديجة – رضى الله عنها- اسوة حسنة حينما عرضت نفسها علي خير خلق الله محمد صلي الله علية و سلم لما ايقنت من نزاهتة و خلقة و امانته.

العنوسة و الطلاق تهدد المجتمعات العربية (3)

تسعة ملايين شاب و بنت عانس فمصر و 264 الف حالة طلاق سنويا

مليون و نص عانس فالسعودية

و48% نسبة الطلاق فالامارات و 46% فالكويت 35% و 34% فالبحرين و 38% فقطر

العنوسة شبح يخيف الفتاة العربية

ندوة عن العنوسة – من منتدي عربيات

رصدت “عربيات” ظاهرة العنوسة و ارتفاع نسبة الطلاق المجتمعات العربية لما لها من تاثير سلبى علي استقرار الاسر العربية و ربما و جدت الظاهرة متفاوتة من دولة الي اخرى.

ففى مصر اعلن الجهاز المركزى للتعبئة و الاحصاء عن ارتفاع نسبة العنوسة حيث و صلت الي 9 ملايين شاب و بنت تجاوزوا سن الخامسة و الثلاثين من دون زواج و ربما و صل عدد الاناث الي ثلاثة ملايين و 962 الف و الباقى من الذكور فحين بلغت عدد و ثائق الطلاق التي صدرت فالعام الماضى 264 الف و ثيقة طلاق.

كما سجلت الاحصائية و جود الف حالة زواج عرفى بين اصحاب الشركات و سكرتيراتهم.

الطريف ان الاحصائية شملت كذلك و جود نحو 5 الاف مصرى متزوج من 4 سيدات و من هؤلاء الازواج من يحمل درجة الدكتوراة او درجات علمية مرتفعة و ليس اصحاب المهن او التجار و حدهم فحين زاد عدد من يجمعون بين زوجتين فقط الي قرابة مليون مصري.

من ناحية اخري اظهرت دراسة جديدة اجريت فاحياء مصر ذات الكثافة السكانية العالية حدوث زيادة متسارعة الوتيرة لما اصبح معروف” بالطلاق العاطفي” و ذلك النوع من الطلاق غير مسجل حيث يتم الطلاق علي و ضع زوجى يقوم بة الرجل بالعيش مع زوجة ثانية =مع استمرارة فالعيش مع الزوجة الاولي فيقع انفصالا عاطفيا بين الزوجين حيث يقيم الزوج علاقات عاطفية و زوجية خارج البيت الزوجي.

مما دعا مكاتب التوثيق التابعة لمصلحة الشهر العقارى فمصر الي تطبيق اجراءات حديثة للزواج و الطلاق و تضمنت الوثيقة الوضع الصحى للطرفين و خلوهما من الامراض التي تجيز التفريق و توثيق جميع ما يجوز للزوجين الاتفاق علية فعقد الزواج و التي لا تتعارض مع الدين و تضمن و ضع الضوابط التي تكفل حق الطرفين للحد من ظاهرة الطلاق التي تهدد مستقبل الاسرة مع الالتزام بوضع ضوابط التعديلات الحديثة و عدم توثيق الطلاق الا بعد الخطوات الاحترازية و علي الموثق ان يشرح مخاطر الطلاق و النتائج المترتبة علي هذا و الحرص علي اختيار حكم من اهل الزوجة و حكم من اهل الزوج و لا يتم توثيق الطلاق الا اذا فشل الحكمان فالتوفيق بينهما.

الجدير بالذكر ان البرلمان المصرى حمل الحكومة مسؤولية العنوسة و ارتفاع حالات الطلاق و طالب الحكومة بضرورة التدخل السريع للحد من ظاهرة العنوسة و مساعدة الشباب فتكاليف الزواج و تقديم تسهيلات لهم سواء بطرح الشقق السكنية بالمجتمعات العمرانية الحديثة باسعار منخفضة او من اثناء توعية الاباء بضرورة تخفيض تكاليف الزواج او تسهيل الزفاف الجماعى لان ظاهرة العنوسة و ارتفاع معدلات الطلاق تهدد استقرار المجتمع و الامن القومى المصري.

كما طالب نواب البرلمان المصرى الحكومة بضرورة انشاء صندوق للزواج علي غرار الصندوق الذي انشاتة جميع من دولة الامارات العربية المتحدة و الكويت و يتم تمويل الصندوق من الحكومة بالاضافة الي قبول التبرعات من رجال الاعمال و القادرين و جزء من اموال الزكاة بهدف معاونة الشباب علي نفقات الزواج بعد ان ارتفعت المهور و تكاليف الزواج .

وفى المجتمع السعودى و الخليجى تتضح مشكلة العنوسة للبنات و عزوف الشباب عن الزواج فقضية اجتماعية مزدوجة مرتبطة بالغلاء فالمهور و العادات و التقاليد الاجتماعية البالية و عجرفة اولياء الامور و مبالغة الفتيات ففتي الاحلام الذي تنتظرة حتي يفوتهن قطار الزواج و كذلك مبالغة الشباب فالمواصفات و المقاييس دون ان يطالعوا مواصفاتهم اولا.

وقد ذكرتل احدث دراسة اعدتها و زارة التخطيط السعودية ان نسبة الطلاق فالمملكة ارتفعت عن الاعوام السابقة بنسبة 20% .كما ان 65 % من الزيجات عن طريق الخاطبة تنتهى بالطلاق حيث سجلت المحاكم و الماذونين اكثر من 70 الف عقد زواج و 13 الف صك طلاق اثناء العام الماضى .

واشارت الدراسة الي العنوسة من اثناء عدد الفتيات اللواتى لم يتزوجن حيث بلغن سن الزواج 1529418 بنت و كانت مكة المكرمة ربما شكلت النسبة الكبري بوجود 396248 بنت بعدها منطقة الرياض بوجود 327427 بنت و فالمنطقة الشرقية 228093 بنت بعدها منطقة عسير بوجود 130812 بنت تليها المدينة المنورة ب 95542 بنت بعدها جازان 84845 بنت بعدها منطقة القصيم 74209 بنات بعدها الجوف 5219 بنت و حائل 43275 بنت بعدها تبوك 36689 بنت و المنطقة الشمالية 21543 بنت

ويتضح من هذا ارتفاع نسبة العنوسة فالمجتمع السعودى الي اكثر من مليون و نص المليون بنت عانس فالسعودية و كهذا العدد و اكثر من الشباب عاجزون عن دخول الحياة الزوجية مما دعا الي ضرورة البحث عن حلول سريعة للشباب و الفتيات.

بينما اوضحت الدراسة التي اعدها مركز سلمان الاجتماعى بالرياض نتائج سيئة تنذر بخطر كبير عن حالات الطلاق و العنوسة فدول الخليج

حيث اشارت الدراسة ان نسبة الطلاق فقطر و صلت الي 38% من حالات الزواج فحين بلغت نسبة العنوسة الي 15% .

فى حين و صلت نسبة الطلاق فالكويت الي 35% من اجمالى حالات الزواج و وصلت نسبة العنوسة الي 18%.

لكن فالبحرين التي اشتهرت بالترفية الخاص فقد و صلت نسبة الطلاق الى  34% من اجمالى حالات الزواج فحين بلغت العنوسة نسبة 20%.

بينما الامارات فقد و صلت نسبة الطلاق الى46% فحين بلغت نسبة العنوسة الي 20%.

وبعيدا عن دول الخليج نجد الامر يقل خطورة ففى الاردن سجلت دائرة الاحصاءات العامة اقل نسبة للعنوسة مقارنة ببقية الدول العربية و عزا مصدر رسمى سبب هذا الي انتشار الوعى و تخفيض تكاليف الزواج و المهر المؤجل الذي يحافظ علي ترابط الاسرة و لا يفرط اي من الطرفين فالاخر الا فالظروف القاهرة التي لا تحتمل.

واشار مسح حكومى الي تاخر سن الزواج بين الاناث الاردنيات ليبلغ حاليا 22.5 سنة و ارتفعت نسبة العازبات فالفئة العمرية 15-49 عاما من 34%عام 1976م الي 49% عام 2001م و دلت النتائج علي ان 4% فقط من السيدات تخطين عمر الزواج حتي نهاية عمرهن الانجابى , و كان التعليم هو الاسباب =الرئيسى فتحديد العمر عند الزواج كما يرتفع عند النساء اللاتى تعليمهن اعلي من الثانوى بست سنوات عن السيدات اللاتى تعليمهن اقل .

بينما فالمغرب بلغت عدد عقود الزواج فالرباط اثناء العام الماضي8569 عقد نكاح فحين بلغت حالات الطلاق 2721 حالة و شكل الطلاق الخلعى النسبة الكبري من الحالات بينما احتل الطلاق الرجعى المرتبة الثانية =فيما تبقي نسب حالات الطلاق قبل البناء و الطلاق المكمل للثلاث متدنية .

كما ان عدد حالات الزواج و الطلاق لا يشهد تغييرا كبيرا بين عام و احدث هذا ان عقود الزواج التي بلغت كما سبق الذكر 8569 عقد نكاح لسنة 2001 بلغت سنة 2000 (7950 حالة ). اما حالات الطلاق لسنة 2000 فقد بلغت 2382 فحين انها و صلت الي 2721 حالة لسنة 2001.

وفى تونس تفوق و اضح فنسبة الاقبال علي الزواج و انخفاض معدل الطلاق قياسا بالقري التي ترتفع بها نسبة العنوسة و الطلاق لكنها لا تقاس بمنطقة الخليج العربى التي تعانى من العنوسة المتفشية و عزوف الشباب عن الزواج .

العنوسة .. ظروف و ملابسات(4)

ان سن الزواج فارتفاع و هو ما يعرف بالعنوسة . و العنوسة لم تكن مشكلة اجتماعية بارزة فمجتمعنا  فالماضي  القريب بل تكاد تكون محدودة و هامشية و اذا و جدت فتاخذ طابعا شبة اشتثنائ و معزول.و بالنظر الي التطورات التي سوف نناقشها بصورة اجمالية هي تطورات محمودة و ايجابية الطابع فانتشار التعليم و ارتفاع المستوي المادى كلها امور تبدو و للوهلة الاولي تطورات من شانها ان تيسر الزواج . فالتعليم مثلا من المفروض ان يجعل الزواج ايسر  بحكم ان العلم نور تسرى فائدة الي حل المعضلات و الزواج احدها . كما ان ارتفاع المستوي المعيشى من المفروض ايضا ان يصبح عونا فهذا الشان الا ان الملحوظ غير هذا . فالمستوي المادى المرتفع زاد من العنوسة علي الرغم ان الباءة الموصي عليها فالحديث الشريف المعروف  ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج” ترتبط ارتباطا مباشرا بالقدرة المادية و الارتفاع المستوي المعيشى من المفروض ان يصبح عونا علي الباءة المذكورة . و ارتفاع مستوي الدخل تمثل بالقدرة علي شراء الكماليات الحياتية المختلفة من سيارات و خدم و سائقين و غير هذا من المظاهر الاستهلاكية و لكن الزواج ظل بعيدا عن هذة المعادلة المحيرة و المثيرة للاستغراب . اليس من المفروض ان ينعكس اثر التعليم و المستوي المادى المرتفع علي التفكير الاجتماعى و بالتالي يخفف من مشكلة العنوسة فمجتمعنا ؟.

و من و جهة نظرى الشخصية ان نظرتنا الي الزواج تغيرت كثيرا بحكم التطورات التي مررنا فيها العنوسة كمشكلة هى ترجمة لهذا التحور و التطور علي الرغم من اننا لنا خصوصية اجتماعية مميزة

  • ما معنى كلمة عانس
  • معنى كلمة عانس
  • اصل معنى كلمة مادام
  • معنى كلمة العنوسة
  • معنى عانس
  • مامعني كلمة الزواج
  • مامعنى عزوفهم
  • ما معنى عانس
  • عانس بالانجليزي
  • معني عانس


معنى كلمة عانس