كلمة عن الماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باذن الله تعالى سنتحدث من خلال هذا الموضوع عن اهم
شئ في هذه الحياة بل هو اهم من جميع الاطعمة وهو الماء لقوله تعالى :
{ وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون }. سورة الانبياء – الاية (
30 ). وكما قيل كذلك ان الماء هو سر الحياة.الماء عصب الحياة حيث يستطيع الانسان
ان يعيش بدون طعام لمدة شهرين ولكنه يحتاج الى اسابيع لكي تظهر اعراض نقص الفيتامينات
او الاملاح المعدنية عليه اما بدون الماء فاننا لا نستطيع ان نعيش سوى ايام معدودات.
والماء يدخل في تركيب جميع الاطعمة ونسبته عالية جدا فيها قد تصل في بعض الاطعمة
الى 99 % ويحتوي جسم الطفل المولود حديثا على حوالي 75 80 % من وزنه
ماء ويستمر تناقص نسبة الماء خلال مراحل النمو حتى تصل في الشيخوخة الى 50 %
من وزن الجسم.وكل انسجة الجسم تحتوي على الماء بنسب مختلفة وهو يكون حوالي ثلاثة ارباع
انسجة العضلات ولكن فقط ربع الانسجة الدهنية لذا فان الشخص النحيف واغلب الرجال الذين لديهم
عضلات كبيرة تحتوي انسجتهم على نسبة اعلى من الماء مقارنة بالاشخاص السمينين. حتى العظام التي
تبدو وكانها ناشفة تحتوي على 20 % من وزنها ماء.
ان سبب عدم قدرتنا على الحياة بدون ماء راجع الى ان الجسم يحتاج الماء في
كل عملياته الحيوية مثل الهضم الامتصاص نقل العناصر الغذائية بناء الانسجة والمحافظة على درجة حرارة
الجسم.
حتى الخلية في الجسم تعتمد على الماء لتنقل نشاطها. ان الماء في الدم وحتى في
الخلايا والفراغ بين الخلايا يعمل كمذيب لنقل المغذيات الى كل خلية في الجسم ولازالة الفضلات
من الرئة والكلية والقناة الهضمية والجلد للتخلص منها.
ويعمل الماء كضابط لنظام الجسم لتحمل تقلبات الطقس محافظا على درجة الحرارة وذلك باخراج الحرارة
من خلال التنفس التي بدورها تتبخر. في الطقس الحار او خلال ممارسة النشاط البدني ترتفع
حرارة الجسم ويبدا الاحساس بالحرارة في الجلد وفي المخ بتحفيز الغدد العرقية باطلاق التنفس مؤدية
الى انخفاض الحرارة وحتى بعدم وجود عرق واضح فان الجسم يتولى تنظيم درجة حرارته من
خلال التنفس.
تنظيم الجسم للماء :
ان الشخص البالغ يستهلك ويخرج حوالي 2.5 3 لترات من الماء يوميا . ان توازن
الماء في الجسم يتم عن طريق الكلية ومركز العطش في المخ وذلك بان الكمية المفقودة
كل يوم من خلال التنفس وتبخر الماء عن طريق الرئة وفقدانه عن طريق البول والتبرز
تساوي كمية الماء المتناولة.
ان اي انخفاض في كمية الماء التي نتناولها يؤدي الى انخفاض في كمية الدم مما
يؤدي الى زيادة بسيطة في تركيز الصوديوم في الدم . وهذه التغيرات يحس بها بسرعة
مركز العطش في المخ مما يؤدي الى الاحساس بالعطش. بالاضافة الى انه كلما قل حجم
الدم قل افراز اللعاب مما يؤدي الى الاحساس بجفاف الفم وبالتالي شرب السوائل او الماء.
ومهما كانت المياه التي نشربها فان الكلية السليمة تفرز 10 17 اونسا من الماء يوميا
للتخلص من الفضلات السامة في الجسم . واذا تناول الشخص كمية اكبر من احتياجاته من
الماء فان حجم الدم يزداد ويقل تركيز الصوديوم وعندها يبدا مركز العطش في الجسم بارسال
اشارة لايقاف الهرمون المضاد للتبول مما يؤدي الى زيادة افراز الكلية للبول.
اختلاف توازن الماء :
يستمر الجسم في الحالات الاعتيادية بخلق التوازن في الماء لان ذلك مهم لاستمرار العمليات الحيوية
في الجسم ولو فقد الجسم 5 % من وزنه ماء فان ذلك يؤدي الى الانهاك
الحراري مثل الضعف العام وسرعة دقات القلب الصداع الدوار وعندما يفقد الجسم 10 % من
وزنه ماء فان ذلك يؤدي الى الضربة الحرارية والوفاة اذا لم يعالج الشخص في الحال.
بالرغم من انه نادر الحدوث فان شرب كميات كبيرة من الماء قد يؤدي ذلك الى
حدوث التسمم بالماء والاكثار من شرب الماء قد يحدث في بعض الحالات النفسية. وهناك حالات
وجدت عند الاشخاص الذين يتبعون حمية بتناول الكثير من السوائل او الماء. وفي هذه الحالة
فان الكلية لا تستطيع مجاراة الكمية الكبيرة من الماء المتناول ونتيجة لذلك فان الخلايا تغمر
بالماء الزائد مما يؤدي الى تخفيف الصوديوم وبقية الاملاح المعدنية التي تساعد على حفظ التوازن
القاعدي الحامضي داخل الكلية وهذا يمنع الكلية من ان تقوم بعملها. ان التسمم بالماء يؤدي
الى الغيبوبة ثم الوفاء.
ما هي كمية الماء المطلوبة ؟
تختلف كمية الماء التي يحتاجها الانسان من شخص لاخر و لا توجد توصيات محددة لذلك.
فالطقس وممارسة النشاط البدني والاختلافات الفردية في التنفس كلها تؤثر على الاحتياجات من السوائل.
غالبا يكون العطش هو افضل مؤشر للحاجة للماء ولكن هذه الميكانيكية لا تتم بالصورة الكاملة
دائما . فالاشخاص يتناولون السوائل لتغطية احساسهم بالجفاف في البلعوم ولكن ليس بالقدر الذي يلبي
احتياجاتهم الفعلية. لذا فان التوصية باننا يجب ان نشرب 6 8 اكواب من الماء او
السوائل يوميا تعتبر صحيحة. خاصة في دولنا مع وجود الطقس الحار والرطوبة العالية.
ومن حسن حظنا ان تناول المشروبات ليس الطريقة الوحيدة لتعويض السوائل التي يحتاجها جهاز الجسم
فالقليل من الناس الذين يتناولون من المشروبات كميات تفي باحتياجاتهم من السوائل. فنحن نحصل على
باقي السوائل من التفاعلات الكيميائية داخل اجسامنا والتي يتحرر منها الماء وكذلك من الاطعمة فمثلا
معظم الفواكه والخضروات تحتوي على 85 95 % ماء ويحتوي اللحم على 45 65 %
ماء ويحتوي الجبن على 25 35 % ماء.
ماذا يحدث لو لم تتناول حاجتك من الماء ؟
ان الجسم له قدرة على التعامل مع نفسه في حالة تناولك كميات قليلة من الماء
فنجد ان البول يكون بحجم اقل ولكن الاشخاص الذين تعودوا على شرب كميات قليلة من
الماء قد يواجهون بعض المشاكل.
• فالكلية تحتاج الى كمية من الماء لكي تقوم بعملها بشكل جيد وعندما يتناول الشخص
القليل من الماء فان الجسم يستخدمه للعمليات الاخرى الحيوية وبالتالي فان القليل من الماء يمكن
ان يستخدم للعمليات الاخرى ويتاثر الجسم فيحدث جفاف الجلد او ان عملية الهضم تتاثر مما
قد يسبب الامساك.
• ان عمليات مرور الماء في الكلية يوميا يساعد بشكل كبير على تنظيف او غسل
البكتيريا من الكلية والمرارة والقنوات البولية وقلة تناول الماء يساعد على اصابة القناة البولية ويحدث
الحرقان عند البول والم في اسفل الظهر وما الى ذلك.
• بعض انواع الادوية مثل المسكنات لالام الالتهابات تترك بعض البقايا في الكلية ( التي
قد تسبب تلفا لانسجة الكلية ) والماء يساعد على غسلها وعدم تركها في الكلية.
• قلة تناول الماء قد يكون سببا لحدوث حصى الكلية عند اولئك الذين لديهم استعداد
لذلك واستمرار تناول الماء بشكل منتظم يقلل من فرصة تكون الحصى في الكلية بشرط ان
يكون الماء نظيفا وصحيا .
• يمكن للسوائل الاخرى ان تسد محل الماء. فمثلا الشاي والقهوة والعصائر والمشروبات والحليب وغيرها
كلها تساهم في كمية السوائل التي يحتاج اليها الجسم . وهذا هو السبب في ان
بعض الاشخاص لا يتناولون كميات كبيرة من الماء.